هو أحد أشهر نجوم الكوميديا ونجم من نجوم الاستعراض المسرحي لأكثر من نصف قرن، ورغم أنه لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، إلا أنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير، فاستطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزًا؛ مما دفع المنتجين للمسارعة بالتعاقد معه؛ ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة. ولد أسطورة الكوميديا "أبو ضحكة جنان" إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر عام 1912، لأب صائغ، ثم التحق بأحد الكتاتيب، وتابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائي، ولكن الحال لم تدم طويلاً فقد أفلس محل الصاغة الخاص بوالده نتيجة لسوء إنفاقه، فدخل والده السجن لتراكم الديون عليه؛ مما اضطره للعمل مناديًا أمام محل لبيع الأقمشة، إذ كان عليه أن يتحمل مسئولية نفسه منذ صغره. وعندما بلغ ياسين من العمر 17 عامًا اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينيات؛ حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على، ثم التحق بالعمل مع الأسطى "نوسة"، والتي كانت أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ثم عاد يفكر مرة أخرى في تحقيق حلمه الفني فذهب إلى "بديعة مصابني"، بعد أن اكتشفه توأمه الفني المؤلف الكوميدي أبو السعود الإبياري والذي كون معه ثنائياً فنياً شهيراً، وهو الذي رشحه لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها، وتم بالفعل الانضمام لفرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة. واستطاع إسماعيل خلال تلك المرحلة أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة، وفى عام 1939 كانت بداية دخوله السينما، عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم "خلف الحبايب". ليقدم من خلالها العديد من الأفلام التي لعب فيها الدور الثاني، ومن أشهرها: "علي بابا والأربعين حرامي"، و"نور الدين والبحارة الثلاثة"، و"القلب له واحد". ومع بدايات عام 1945 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه المخرج "أنور وجدي"؛ فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم "الناصح" أمام الوجه الجديد ماجدة، وفي عام 1954 كون إسماعيل فرقة تحمل اسمه مع أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عاما حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي من تأليف أبو السعود الإبياري، ويذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها إسماعيل كانت من إخرج فطين عبد الوهاب، وكانت تحمل أغلبها اسمه. وقد مثل إسماعيل مع الفنانة شادية حوالي 23 فيلمًا ما بين عامي 1949 و1954، حيث كان أول لقاء بينهما في فيلم "كلام الناس"، ثم "صاحبة الملاليم"، إضافة إلي "الهوا سوا" و"حماتي قنبلة ذرية" و"مغامرات إسماعيل يس" و"الظلم حرام" و"الحقوني بالمأذون" ويعتبر فيلم "الستات ما يعرفوش يكدبوا" آخر فيلم جمع بينهما عام 1954. هذا، ورغم النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، خصوصاً في فترة الخمسينيات، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته، ويقال إن انحسار الأضواء عنه يرجع إلى مرض أصابه وابتعاده عن الساحة الفنية في مرحلة تحول على الساحة الفنية. لم يكن لإسماعيل من المقربين من المسئولين في الحكومة، لذا فوجئ بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون، مما اضطره إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة، ثم عمل مرة اخرى كمطرب للمنولوج، وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريم هذه القيمة الفنية، فقد وافت نجمنا المنية في 24 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم "بالمضحك الحزين".