نقول هذا الخطاب يفتح ممكنات عدة أمام العلاقات الأمريكيةالإيرانية.. رغم انسحاب الإصلاحى محمد خاتمى من ترشيحات الرئاسة الإيرانية.. وعلى الرغم من امتناع أوباما عن التقدم بعروض واضحة محددة، فإنه أكد سعيه لمستقبل يتفاعل فيه شعب البلدين ويتسم بفرص أكبر للتعاون والتبادل التجارى. ورغم دعوته الواضحة إلى وقف إيران لدعمها للجماعات الإرهابية، وتصريحاتها النارية ضد إسرائيل، إذاً أمام إيران فرصة تاريخية لتحسين علاقاتها المعلنة مع البيت الأبيض، مدعومة بطلبين الأول وقف دعم حز ب الله، بصفته جماعة إرهابية والثانى وقف عنف التصريحات ضد إسرائيل وإذا كانت إيران تبنى سمعتها التاريخية ومشروعية تدخلها الخطابى العلنى فى الشرق الأوسط على هذين الموقفين فقط، فالملف المطروح حالياً لابد من التفكير فيه بجدية من أجل مصالحة علنية، ولكنه أيضاً يضع النظام الإيرانى فى مأزق صورته الإعلامية أمام العالم العربى، وأنصار تيارات الإسلام السياسى من جهة، ثم أمام شعبه نفسه من جهة أخرى.. وهو الفخ الذى قد يكون أحد ممكنات الحوار الأمريكى الإيرانى المرتقب! يرى مراقبون أن رسالة أوباما إلى إيران والتى جاءت بمناسبة احتفال طهران بعيد النيروز تهدف فعلاً إلى فتح أفق جديد للحوار.. وصفحة جديدة للعلاقات. ومن جهة إيران رحب كبار مستشارى الرئيس نجاد برسالة أوباما، مطالبين إياه بأفعال محددة لإصلاح الأخطاء الأمريكية السابقة منذ إطاحة رئيس الوزراء القومى محمد مصدق فى بداية الخمسينيات عقب تأميم النفط الإيرانى. وقال على أكبر بوانفكر نرحب برغبة الرئيس أوباما فى وضع خلافات الماضى جانباً لكن تنفيذ ذلك لا يتم بنسيان التوجهات الأمريكية المعادية السابقة وعلى الإدارة الأمريكية إدراك وإصلاح الأخطاء السابقة فى حق إيران. وقد لقيت رسالة أوباما "اللطيفة" صدى واسعاً قدر ما أثارت علامات الاستفهام .. ففى بروكسل صرح المنسق الأوروبى للسياسات الخارجية أن رسالة أوباما إلى إيران بناءة وتأمل إلى فتح ملف جديد فى العلاقات الدولية مع طهران. فهل كان العالم ينتظر إشارة أوباما لإصلاح العلاقات مع طهران؟! كذلك أتت إشادة الرئيس الفرنسى ساركوزى ومستشارة ألمانيا ميركل برسالة أوباما..فهل تنصلح العلاقات الدولية مع إيران بناء على المصالحة الأمريكية.. وهل تقبل إيران اشتراطات واشنطن لأجل إتمام هذه المصالحة؟! وماذا عن الأشقاء العرب وموقفهم التراجعى التقدمى ناحية إيران، وموقف مصر تحديداً.. وهل تأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية من عدم امتلاك إيران لسلاح نووى، وكيف غاب هذا الملف عن مائدة الممكنات السياسية الأمريكية فى التعامل مع إيران؟! فهل نعيد النظر الآن فى ملف العلاقات العربية الإيرانية بناء على توجيهات الرئيس الأمريكى أوباما؟! سؤال خطير.. أخطر منه عدم طرحه على مائدة الممكنات السياسية المواتية!!