فى مؤتمر صحفى عُقد اليوم - الاربعاء - بمقر دار الإفتاء، رفض مفتى الجمهورية د. على جمعة إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الإسلام دين الدولة، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع.. ملوحًا بتقديم استقالته حال تعرض شرع الله للجور عليه. وقال جمعة: إن المادة الثانية "مادة كينونة" لا يمكن إلغاؤها أبدًا، وهى مقررة فى كل الدساتير السابقة، وتتعلق بمجموعة من القوانين الأخرى، والتى تؤثر فى علاقات مصر بالعالم، لذا فالتأكيد عليها ضرورى. وأشار المفتي إلى أنه يمكن أن يقدم استقالته "إذا تعرض شرع الله للجور عليه"، معربا عن اعتقاده بأنه من الأفضل أن يظل منصب المفتى بالتعيين كغيره من المناصب المهمة، مبينا أنه لا يستمر فى المنصب لفترة مطلقة بل محددة وهذا معمول به منذ فترة.. وأكد استقلال دار الإفتاء منذ عام 2007 عن وزارة العدل ماليا وإداريا وتنظيما وخططيا، وأن الدار مرتبطة بوزارة العدل للمراقبة على الهيئة القضائية فى قضايا الإعدام، حيث يشترط أخذ رأى الإفتاء قبل قرار الإعدام النهائى. ونبه إلى دور المؤسسة الدينية خلال المرحلة المقبلة لنشر العلم المعتدل الوسطى والدعوة والعبادة الصحيحة والوعى بتبعات تلك المرحلة ومسئولياتها.. وأوضح بأن مصر قادرة على الخروج من الأزمة الحالية، وأنها ستعود شامخة كما هى دائما.. وقال: "لن يؤثر في مصر كيد الكائدين بقدرة شعبها ومساعدة القوات المسلحة". وأشار مفتى الجمهورية إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج منظومة من القيم تتمثل فى التعمير، وليس التدمير، والأمل الفسيح وحفظ الحرمات، مع ضمان حرية التعبير المسئولة، وتشجيع المجتمع المدنى للقيام بدوره، وتعظيم القيم الأخلاقية والمؤسسية التى تدفع للتقدم، والعمل الجاد. وأكد أن مصر وشعبها العظيم على حافة مرحلة جديدة من تاريخ مصر السياسى والاجتماعى، حيث تجمع فيها الشباب ومعهم كل المواطنين منادين بالتغيير الفورى والإصلاح الجذرى.. وقال إن الفرصة مواتية الآن لتحقيق الإصلاحات الشاملة والحقيقية التى تساعد كل أبناء الوطن، مطالبا بوجوب الاستمرار فى العمل بروح الجماعة من أجل مستقبل أفضل لمصر. وطالب الشعب بالتعاون مع الجيش الذى قام بدور مهم فى مصر خلال المرحلة المقبلة؛ وذلك لتجاوز المرحلة الحالية الفارقة فى تاريخ مصر.. مشيرا إلى أن القوات المسلحة ترغب فى المرور بمهمتها الداخلية مع متابعة الوضع الخارجى. وشدد على أهمية التحول إلى العمل المؤسسى الذى لايرتبط بأشخاص بل بمهام وخطط تستمر لنهايتها.. مشيرا لتجربة دار الإفتاء فى ذلك.. ونوه جمعة إلى أهمية تعميق مفاهيم حب الوطن الذى هو جزء من الإيمان ونشر الوعى قبل السعى لاى شىء خاصة وسائل الإعلام، ونشر قيم التسامح والحرية الملتزمة والمساواة العاقلة والعدل.