تنسيق المرحلة الأولى 2025.. رابط موقع التنسيق الإلكترونى لتسجيل الرغبات    الكهرباء: الدفع ب 60 مولد متنقل وتوصيل كابل بمحطة جزيرة الذهب لتأمين التغذية    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. البوري ب130 جنيها    تراجع أسعار الذهب مع انحسار مخاوف الرسوم الجمركية وترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    منال عوض تبحث موقف التعاون مع شركاء التنمية والمشروعات البيئية الحالية    اعتراف صهيوني بارتكاب حكومة نتنياهو إبادة جماعية في غزة    ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار فى نيويورك ل5 أشخاص بينهم ضابط شرطة    رئيس الوزراء البريطاني يعقد اجتماعا طارئا لبحث مسار السلام في غزة    ياسر إدريس أول مصري يفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية    رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي اختار الانضمام إلى الزمالك عن أندية أوروبا    كريم رمزي يعلق على ستوري عبد القادر.. ويفجر مفاجأة بشأن موقف الزمالك    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن معسكر منتخب الشباب استعدادًا لبطولة كأس العالم بشيلي    سودانيان ومصري، حبس تشكيل عصابي بتهمة سرقة عدادات المياه بمدينة نصر    "حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة".. الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الثلاثاء    موعد عرض مسلسل حرب الجبالي الحلقة الأخيرة    رانيا فريد شوقي تواسي المخرج خالد جلال في وفاة شقيقه    حصاد 13 يوما، «100 يوم صحة» تقدم 19 مليون و253 ألف خدمة طبية مجانية    قافلة طبية لجامعة جنوب الوادي تفحص 939 مواطن بمركز الوقف في قنا    تفاصيل القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة (إنفوجراف)    بفرمان من ريبيرو.. الأهلي يتراجع عن صفقته الجديدة.. شوبير يكشف    مصرع 30 شخصًا في العاصمة الصينية بكين جراء الأمطار الغزيرة    عاجل- قافلة "زاد العزة" تنطلق من مصر صوب غزة عبر كرم أبو سالم: مساعدات عاجلة وغذاء يكفي لآلاف الأسر    ضياء رشوان: الأصوات المشككة لن تسكت.. والرئيس السيسي قال ما لم يقله أحد من الزعماء العرب    «رجب»: احترام العقود والمراكز القانونية أساس بناء الثقة مع المستثمرين    رسميًا.. موعد بداية العام الدراسي الجديد 2026 بالمدارس الرسمية والدولية والجامعات    سفير تركيا: خريجو مدرسة السويدي للتكنولوجيا يكتسبون مهارات قيّمة    وصول قطار الأشقاء السودانيين إلى محطة السد العالى بأسوان.. صور    المرحلة الأولي 2025 أدبي.. مؤشرات تنسيق الثانوية العامة (الألسن 84.26%)    يوسف معاطي: «سمير غانم بيضحك ودمه خفيف أكتر من عادل إمام»    ماجدة الرومي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها المؤثر في جنازة زياد الرحباني: حضور مُبكٍ وموقف تاريخي    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    عطلة 10 أيام للموظفين.. هل هناك إجازات رسمية في شهر أغسطس 2025؟    تشييع جثماني طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما في حادث بالقاهرة    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    وزير الخارجية: العالم يصمت عن الحق في قطاع غزة صمت الأموات وإسرائيل تغتال الأطفال بشكل يومي    نشرة التوك شو| الوطنية للانتخابات تعلن جاهزيتها لانتخابات الشيوخ وحقيقة فرض رسوم على الهواتف بأثر رجعي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    لا تليق بمسيرتي.. سميرة صدقي تكشف سبب رفضها لبعض الأدوار في الدراما    بدء اختبارات مشروع تنمية المواهب بالتعاون بين الاتحادين الدولي والمصري لكرة القدم    السيطرة على حريق بمولدات كهرباء بالوادي الجديد.. والمحافظة: عودة الخدمة في أقرب وقت- صور    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    تشييع جثمانى طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما فى حادث على الدائرى.. صور    قرار مفاجئ من أحمد عبدالقادر بشأن مسيرته مع الأهلي.. إعلامي يكشف التفاصيل    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    في عامها الدراسي الأول.. جامعة الفيوم الأهلية تعلن المصروفات الدراسية للعام الجامعي 2025/2026    جوتيريش: حل الدولتين أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    للحماية من التهاب المرارة.. تعرف على علامات حصوات المرارة المبكرة    بدون تكلفة ومواد ضارة.. أفضل وصفة طبيعية لتبييض الأسنان    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة الزنايدي .. مشهدية تشكيلية متنوعة
نشر في صوت البلد يوم 08 - 11 - 2020

يستعد رواق الفنون ببن عروس بإدارة الفنانة التشكيلية نزيهة الصولي وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس لتنظّيم المعرض الشخصي للفنان التشكيلي الكبير علي الزنايدي خلال الأيام القليلة المفبلة وذلك ضمن النشاط الفني للموسم الجديد الذي شهد عددا من المعارض لفنانين تونسيين من مختلف التجارب والاتجاهات الفنية.
المعرض يضم مشهدية بانورامية مفتوحة على تجربة الزنايدي من خلال الأعمال القديمة والجديدة التي تعكس المسيرة وجهد العقود في تجربة سيد علي الذي هو واحد من أبرز التجارب الفنية التشكيلية المعاصرة في تونس والوطن العربي.
التجربة والمسيرة
هكذا يواصل الفنان التشكيلي والخبير في الأعمال الفنية علي الزنايدي أنشطته المتعددة في المجال الفني الجمالي حيث يقام له هذا المعرض بعد مشاركات سابقة حيث تم عرض لوحاته بعدد من الفضاءات وفق مشاركات شرفية وتكريمية جماعية وفردية كما كان له تكريم دولي بالدورة الأخيرة من المهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس حيث توج باللوقو-الدرع الشرفي للمهرجان بناء على تميزه وما قدمه من أعمال إبداعية في المشهد التشكيلي وبكلمة موجزة ومعبرة قدمه الناقد والفنان التشكيلي د. فاتح بن عامر ليثمن تجربته ويبرز خصوصياتها مشيرا إلى ما يميز سيد علي الزنايدي من علاقات جيدة بالفنانين وتواضعه وأخلاقه ما يجعله صاحب تجربة فنية بينة. كما كان الفنان علي الزنايدي ضيف شرف معرض "نساء 2020" برواق السعدي حيث حضرت لوحاته في حيز من اللوحات المشاركة لفنانات تونسيات بمناسبة عيد المرأة وفق تقليد ثقافي فني يعده سنويا الفنان محمد علي السعدي في نشاط رواقه بضاحية قرطاج.
لحظة إرضاء الذات التي يحتشد فيها ذلك التراكم الثقافي والوجداني والشعبي بمعناه العميق. وهنا تشتغل قدرات الزنايدي
ويحضر فن الزنايدي الآن ضمن معرض فني تشكيلي بدار الثقافة بمرناق في سياق مشاركة مع الفنانين عبدالمجيد بن عياد وإبراهيم العزابي وعبدالمجيد بن مسعود. وكذلك حضوره الشرفي في معرض جماعي برواق الفنون ببن عروس من خلال عدد من لوحاته الفنية، وإلى جانب عدد من الفنانين التشكيليين.
علي الزنايدي... فنان وتجربة... نعم إن الألوان تتكلم لتقول، بل تصرخ نشدانا للعين لترى ما به يصير المشهد عنوانا باذخا من عناوين الإبداع والإمتاع في تجليات شتى يلونها السحر والشجن المبثوث بين التفاصيل والأجزاء. إن الفنان يظل يسابق الرياح للقبض على المعاني وكنهها الإنساني والوجداني وألوانها الملائمة في حيز إنساني يتسم بالتعميم والتعويم ونثر الضباب لتقليص البون بين الحالة والآلة. نعم الفنان يمضي ديدنه الكشف ومساءلة العناصر والموجودات نحتا للقيمة وتثبيتا لما نسميه السمو. إنه السمو بما هو ساحر وجميل وفاتن ومهم في حياتنا التي يقف على أرضها المبدعون، الفنانون الذين لا يقنعون بغير النظر تجاه الشمس نشدانا للعلو وللقيمة. أليست الشمس مهد الكلمات. والكلمات لباسها الألوان والأصوات والحلم.
أنتِ .. أيتها الألوان الضاجة بالأصوات مثل ناي قديم.. يرافقك الطفل وهو يطاردك مثل فراشات من ذهب الأزمنة.. لوحات بالألوان وأخرى بالخطوط .. والكولاج بخبرة الفنان ليصبح وجها من وجوه اللوحة جماليا. كل ذلك وفق إيقاع فني عرف به علي الزنايدي وراح ضمنه يطور أساليب العمل والبحث والابتكار. والزمن في كل ذلك إطار متحرك ومفتوح.. نعم.. هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني، لتبرز القيمة والعلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة إطارا حرا وفسيحا لمحاورة الذات والآخرين والعالم.
من حي باب الفلة وفي أجواء نهج السبخة بهدوئه وناسه الطيبين وأزقته الشاسعة بالمحبة والشجن كانت الخطى الأولى حيث الطفل المتوغل في مسارب اللون والعبارة المرسومة على الملامح وفي الوجوه. من صحن الدار العربي ولمعان الجليز والأصوات المنبعثة من السوق حيث الأمتار القليلة الفاصلة عن المدينة العربية. من كل هذا وغيره بزغت فكرة الذهاب الجمالي في التعاطي مع القماشة منذ السبعينيات. هي الرحلة المفتوحة إلى الآن؛ على الفن بما هو المحبة وكذلك الشجن. تجربة بينت عمقها وأصالة عناوينها لتبرز قوية وهمة في تونس والوطن العربي عموما إلى جانب تجارب أخرى.
حكايات وذاكرة
من هذا الباب الذي سميناه الحلم.. ألج عوالم أحد هؤلاء الفتية المأخوذين بالفن بما هو الحلم الذي تتعدد تيماته، حيث البساطة التي تصول وتجول في الدروب، الشوارع والأحياء والمدن، والبساطة هي أصعب أعمال الفنان.. الفتى هو الفنان الكبير علي الزنايدي الذي اتخذ لفنه نهجا مخصوصا ضمن تجربة امتدت لأكثر من أربعة عقود تميزت بدأبها الجمالي وجديتها من حيث العمل على رصد الجميل في الحياة التونسية. المدينة وعناصر حيويتها وحركتها المفتوحة على شتى العناوين والألوان. هناك حميمية فارقة تطبع أعمال الزنايدي منها الحكاية المبثوثة في العمل التشكيلي بما بجعله يتجاوز القماشة إلى فضاءات أخرى منها الذات المتقبلة وما تزخر به من كيانات وأحاسيس الأمر الذي يحدث ذلك التفاعل الوجداني والجمالي ليصير ضربا من الثقافة البصرية المتشبثة بالأصيل والحديث لتجعل منهما جناحين للشخصية التونسية الآن وهنا.. هذا الأمر يرافق أعمال الفنان التشكيلي علي الزنايدي في مختلف معارضه السابقة والحديثة سواء في تونس أو خارجها، وهذا ما نلمسه في لوحاته ... مسحة من التجديد وعناوين شتى وتقنيات مختلفة كانت في اللوحات لتعبر عن هذا النسق الجمالي المتجدد عند الزنايدي وهو ينظر تجاه العناصر المختلفة يحاولها ويحاورها ضمن القول بالتعاطي الثقافي والفكري والوجداني معها.
الفنان علي يسعى لتقديم أعمال ضمن عنوان المشهدية في أشكالها المختلفة لنشاهد على اللوحات حالات من الحكايات فيها البانوراما وفيها المواضيع المحددة ولكنها تحتفي بذاتها بعيدا عن الاجترار حيث الألوان الدالة على الأعماق العربية الإسلامية والعلامات التونسية المستلهمة في الحياة الومية. حياة تنبض حركة وتدرج في الموضوع للوصول إلى بانورامية الحالة. هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني لتبرز القيمة والعلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة إطارا حرا وفسيحا لمحاورة الذات والآخرين والعالم وفق إيقاع تشكيلي هاجسه التجدد ومزيد التوغل في البيئة الثرية؛ البيئة التونسية بحكاياتها وأشجانها وبمختلف رموزها وعلاماتها. ولا شيء سوى نشدان الإمتاع والإبداع.. قولا بالعذوبة.. والسحر والجمال الوجداني والمكاني المبثوث في الحالة وهي في عنفوان بهائها النادر.
هناك عشق مبثوث في تفاصيل الأعمال، هو عشق البيئة الغنية والمتنوعة؛ الغنية بثقافتها والمتنوعة في ممكنات التأويل. إن الفنان علي الزنايدي يستبطن جيدا جغرافيا المدينة ودلالات ألوانها وعطورها من حكايات وذاكرة ومناسبات وعلامات وتقاليد. إن أسلوب الزنايدي اتخذ خطه الخاص به حيث المفردة التشكيلية لا تلوي على غير القول بالعمق المرادف للبساطة وفق عنوان عام هو حميمية الفهم لحظة النظر حيث تنعدم حالة الانبهار تجاه الفنان والإنسان. إنها فقط لحظة إرضاء الذات التي يحتشد فيها ذلك التراكم الثقافي والوجداني والشعبي بمعناه العميق. وهنا تشتغل قدرات الزنايدي.
يستعد رواق الفنون ببن عروس بإدارة الفنانة التشكيلية نزيهة الصولي وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس لتنظّيم المعرض الشخصي للفنان التشكيلي الكبير علي الزنايدي خلال الأيام القليلة المفبلة وذلك ضمن النشاط الفني للموسم الجديد الذي شهد عددا من المعارض لفنانين تونسيين من مختلف التجارب والاتجاهات الفنية.
المعرض يضم مشهدية بانورامية مفتوحة على تجربة الزنايدي من خلال الأعمال القديمة والجديدة التي تعكس المسيرة وجهد العقود في تجربة سيد علي الذي هو واحد من أبرز التجارب الفنية التشكيلية المعاصرة في تونس والوطن العربي.
التجربة والمسيرة
هكذا يواصل الفنان التشكيلي والخبير في الأعمال الفنية علي الزنايدي أنشطته المتعددة في المجال الفني الجمالي حيث يقام له هذا المعرض بعد مشاركات سابقة حيث تم عرض لوحاته بعدد من الفضاءات وفق مشاركات شرفية وتكريمية جماعية وفردية كما كان له تكريم دولي بالدورة الأخيرة من المهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس حيث توج باللوقو-الدرع الشرفي للمهرجان بناء على تميزه وما قدمه من أعمال إبداعية في المشهد التشكيلي وبكلمة موجزة ومعبرة قدمه الناقد والفنان التشكيلي د. فاتح بن عامر ليثمن تجربته ويبرز خصوصياتها مشيرا إلى ما يميز سيد علي الزنايدي من علاقات جيدة بالفنانين وتواضعه وأخلاقه ما يجعله صاحب تجربة فنية بينة. كما كان الفنان علي الزنايدي ضيف شرف معرض "نساء 2020" برواق السعدي حيث حضرت لوحاته في حيز من اللوحات المشاركة لفنانات تونسيات بمناسبة عيد المرأة وفق تقليد ثقافي فني يعده سنويا الفنان محمد علي السعدي في نشاط رواقه بضاحية قرطاج.
لحظة إرضاء الذات التي يحتشد فيها ذلك التراكم الثقافي والوجداني والشعبي بمعناه العميق. وهنا تشتغل قدرات الزنايدي
ويحضر فن الزنايدي الآن ضمن معرض فني تشكيلي بدار الثقافة بمرناق في سياق مشاركة مع الفنانين عبدالمجيد بن عياد وإبراهيم العزابي وعبدالمجيد بن مسعود. وكذلك حضوره الشرفي في معرض جماعي برواق الفنون ببن عروس من خلال عدد من لوحاته الفنية، وإلى جانب عدد من الفنانين التشكيليين.
علي الزنايدي... فنان وتجربة... نعم إن الألوان تتكلم لتقول، بل تصرخ نشدانا للعين لترى ما به يصير المشهد عنوانا باذخا من عناوين الإبداع والإمتاع في تجليات شتى يلونها السحر والشجن المبثوث بين التفاصيل والأجزاء. إن الفنان يظل يسابق الرياح للقبض على المعاني وكنهها الإنساني والوجداني وألوانها الملائمة في حيز إنساني يتسم بالتعميم والتعويم ونثر الضباب لتقليص البون بين الحالة والآلة. نعم الفنان يمضي ديدنه الكشف ومساءلة العناصر والموجودات نحتا للقيمة وتثبيتا لما نسميه السمو. إنه السمو بما هو ساحر وجميل وفاتن ومهم في حياتنا التي يقف على أرضها المبدعون، الفنانون الذين لا يقنعون بغير النظر تجاه الشمس نشدانا للعلو وللقيمة. أليست الشمس مهد الكلمات. والكلمات لباسها الألوان والأصوات والحلم.
أنتِ .. أيتها الألوان الضاجة بالأصوات مثل ناي قديم.. يرافقك الطفل وهو يطاردك مثل فراشات من ذهب الأزمنة.. لوحات بالألوان وأخرى بالخطوط .. والكولاج بخبرة الفنان ليصبح وجها من وجوه اللوحة جماليا. كل ذلك وفق إيقاع فني عرف به علي الزنايدي وراح ضمنه يطور أساليب العمل والبحث والابتكار. والزمن في كل ذلك إطار متحرك ومفتوح.. نعم.. هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني، لتبرز القيمة والعلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة إطارا حرا وفسيحا لمحاورة الذات والآخرين والعالم.
من حي باب الفلة وفي أجواء نهج السبخة بهدوئه وناسه الطيبين وأزقته الشاسعة بالمحبة والشجن كانت الخطى الأولى حيث الطفل المتوغل في مسارب اللون والعبارة المرسومة على الملامح وفي الوجوه. من صحن الدار العربي ولمعان الجليز والأصوات المنبعثة من السوق حيث الأمتار القليلة الفاصلة عن المدينة العربية. من كل هذا وغيره بزغت فكرة الذهاب الجمالي في التعاطي مع القماشة منذ السبعينيات. هي الرحلة المفتوحة إلى الآن؛ على الفن بما هو المحبة وكذلك الشجن. تجربة بينت عمقها وأصالة عناوينها لتبرز قوية وهمة في تونس والوطن العربي عموما إلى جانب تجارب أخرى.
حكايات وذاكرة
من هذا الباب الذي سميناه الحلم.. ألج عوالم أحد هؤلاء الفتية المأخوذين بالفن بما هو الحلم الذي تتعدد تيماته، حيث البساطة التي تصول وتجول في الدروب، الشوارع والأحياء والمدن، والبساطة هي أصعب أعمال الفنان.. الفتى هو الفنان الكبير علي الزنايدي الذي اتخذ لفنه نهجا مخصوصا ضمن تجربة امتدت لأكثر من أربعة عقود تميزت بدأبها الجمالي وجديتها من حيث العمل على رصد الجميل في الحياة التونسية. المدينة وعناصر حيويتها وحركتها المفتوحة على شتى العناوين والألوان. هناك حميمية فارقة تطبع أعمال الزنايدي منها الحكاية المبثوثة في العمل التشكيلي بما بجعله يتجاوز القماشة إلى فضاءات أخرى منها الذات المتقبلة وما تزخر به من كيانات وأحاسيس الأمر الذي يحدث ذلك التفاعل الوجداني والجمالي ليصير ضربا من الثقافة البصرية المتشبثة بالأصيل والحديث لتجعل منهما جناحين للشخصية التونسية الآن وهنا.. هذا الأمر يرافق أعمال الفنان التشكيلي علي الزنايدي في مختلف معارضه السابقة والحديثة سواء في تونس أو خارجها، وهذا ما نلمسه في لوحاته ... مسحة من التجديد وعناوين شتى وتقنيات مختلفة كانت في اللوحات لتعبر عن هذا النسق الجمالي المتجدد عند الزنايدي وهو ينظر تجاه العناصر المختلفة يحاولها ويحاورها ضمن القول بالتعاطي الثقافي والفكري والوجداني معها.
الفنان علي يسعى لتقديم أعمال ضمن عنوان المشهدية في أشكالها المختلفة لنشاهد على اللوحات حالات من الحكايات فيها البانوراما وفيها المواضيع المحددة ولكنها تحتفي بذاتها بعيدا عن الاجترار حيث الألوان الدالة على الأعماق العربية الإسلامية والعلامات التونسية المستلهمة في الحياة الومية. حياة تنبض حركة وتدرج في الموضوع للوصول إلى بانورامية الحالة. هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني لتبرز القيمة والعلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة إطارا حرا وفسيحا لمحاورة الذات والآخرين والعالم وفق إيقاع تشكيلي هاجسه التجدد ومزيد التوغل في البيئة الثرية؛ البيئة التونسية بحكاياتها وأشجانها وبمختلف رموزها وعلاماتها. ولا شيء سوى نشدان الإمتاع والإبداع.. قولا بالعذوبة.. والسحر والجمال الوجداني والمكاني المبثوث في الحالة وهي في عنفوان بهائها النادر.
هناك عشق مبثوث في تفاصيل الأعمال، هو عشق البيئة الغنية والمتنوعة؛ الغنية بثقافتها والمتنوعة في ممكنات التأويل. إن الفنان علي الزنايدي يستبطن جيدا جغرافيا المدينة ودلالات ألوانها وعطورها من حكايات وذاكرة ومناسبات وعلامات وتقاليد. إن أسلوب الزنايدي اتخذ خطه الخاص به حيث المفردة التشكيلية لا تلوي على غير القول بالعمق المرادف للبساطة وفق عنوان عام هو حميمية الفهم لحظة النظر حيث تنعدم حالة الانبهار تجاه الفنان والإنسان. إنها فقط لحظة إرضاء الذات التي يحتشد فيها ذلك التراكم الثقافي والوجداني والشعبي بمعناه العميق. وهنا تشتغل قدرات الزنايدي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.