بحضور مدبولي، "التعليم العالي" تفتتح اليوم الأكاديمية الدولية للعمارة والتنمية الحضرية    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 16-9-2025 مع بداية التعاملات الصباحية    روبيو: حماس أمامها مهلة قصيرة جدا لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار    8 شهداء و40 مصاب.. قوات الاحتلال تقصف 3 منازل بمحيط الأمن العام في مدينة غزة    محكمة استئناف أمريكية ترفض السماح لترامب بعزل ليزا كوك من منصبها في المجلس الاحتياطي الفيدرالي    60% زيادة سنوية.. غرفة التطوير العقاري: لا ركود والمبيعات قفزت 40%    مستشار وزير المالية: ندرس طرح تشغيل عدد من المطارات للقطاع الخاص    قائمة كاملة ب أعلى شهادات الادخار في البنوك 2025    أسعار والخضروات والفواكه واللحوم اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر    معاشات المعلمين 2025.. مواعيد الصرف بعد الزيادة الجديدة (احسب معاشك كام)    ترامب: نتنياهو لم يتواصل معي قبل تنفيذ الضربة التي استهدفت قطر    ترامب: نفذنا ضربة ثانية ضد عصابة مخدرات فنزويلية حاولت تهريب شحنة إلى الولايات المتحدة    رسائل القيادة المصرية في قمة الدوحة الاستثنائية    «الإصابات تصدم النحاس».. تأكد غياب 7 نجوم عن الأهلي أمام سيراميكا    172 يوم دراسة فعلية.. خريطة العام الدراسي الجديد 2025/2026    نقابة السينمائيين تكشف النتائج النهائية لتقييم الأعمال الدرامية لعام 2025    متحف سيد درويش ومناشدة لوزير الثقافة    رئيس لجنة مكافحة كورونا: هناك انتشار للفيروسات النفسية لكنها لا تمثل خطورة    بعد فشل النحاس في لملمة الجراح، قناة الأهلي تفجر مفاجأة حول المدرب الجديد (فيديو)    قلبك يدفع الثمن، تحذير خطير من النوم 6 ساعات فقط كل ليلة    الساحل الشمالى يختتم صيف 2025 بحفلات «كامل العدد» لنجوم الغناء    وزير العمل يُصدر قرارًا لتحديد ضوابط وآليات اعتماد «الاستقالات العمالية»    قرارات التعليم بشأن الكتب المدرسية 2025.. تسليم دون ربط بالمصروفات (تفاصيل)    «سويلم» لمجموعة البنك الدولي: «سياسات حديثة لمنظومة الري»    السيطرة على حريق التهم شقة سكنية بالدخيلة في الإسكندرية    خالد جلال وكشف حساب    تفاصيل حالة لاعبا "سبورتنج" و"سموحة" الصحية بعد تحطيم زجاج النادي عقب الخسارة بإحدى السباقات    الأهلي يعلن عودة ياسر إبراهيم وعمر كمال لتدريبات الأهلي الجماعية.. واستمرار تأهيل عبد القادر    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    ارتفاع سهم تسلا بعد شراء ماسك 2.5 مليون سهم بمليار دولار    أهمها الثلاجات والميكروويف.. 6 عوامل رئيسية تُساعد على ضعف شبكة الإنترنت في المنزل    عاجل القناة 12: إجلاء 320 ألفًا من سكان غزة يفتح الطريق أمام بدء العملية البرية    أول رد رسمي من بيراميدز على مفاوضات الأهلي مع ماييلي    صور.. حفلة تخريج دفعة بكالوريوس 2025 الدراسات العليا تجارة القاهرة بالشيخ زايد    لقاء تاريخي في البيت الأبيض يجمع البطريرك برثلماوس بالرئيس الأمريكي ترامب    تحية العلم يوميًا وصيانة شاملة.. تعليمات جديدة لضبط مدارس الجيزة    فيديو أهداف مباراة إسبانيول و مايوركا في الدوري الإسباني الممتاز ( فيديو)    ليت الزمان يعود يومًا.. النجوم يعودون للطفولة والشباب ب الذكاء الاصطناعي    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الكلب طاهر.. وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    بسبب المال.. أنهى حياة زوجته في العبور وهرب    أبرزها استبدل البطارية.. 8 خطوات سهلة تجعل جهاز آيفون القديم جديدًا    مسيحيون فلسطينيون في مؤتمر أمريكي يطالبون بإنهاء حرب غزة ومواجهة الصهيونية المسيحية    الشيبي: نريد دخول التاريخ.. وهدفنا مواجهة باريس سان جيرمان في نهائي الإنتركونتيننتال    الاحتلال يكثف غاراته على مدينة غزة    مسئول صينيى: عزم الصين على حماية حقوقها المشروعة أمر لا يتزعزع    اكتشاف أول حالة إصابة ب إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة    أهمها قلة تناول الخضروات.. عادات يومية تؤدي إلى سرطان القولون (احذر منها)    سيطرة مصرية في ختام دور ال16 ببطولة مصر المفتوحة للإسكواش    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد تُناشد: «حافظوا على سلامتكم»    «مشاكله كلها بعد اتنين بالليل».. مجدي عبدالغني ينتقد إمام عاشور: «بتنام إمتى؟»    مهرجان الجونة السينمائي يكشف اليوم تفاصيل دورته الثامنة في مؤتمر صحفي    الوقت ليس مناسب للتنازلات.. حظ برج الدلو اليوم 16 سبتمبر    تحذير من تناول «عقار شائع» يعطل العملية.. علماء يكشفون آلية المخ لتنقية نفسه    شيخ الأزهر: مستعدون للتعاون في إعداد برامج إعلامية لربط النشء والشباب بكتاب الله تعالى    محافظ الغربية: الثقة في مؤسسات الدولة تبدأ من نزاهة وشفافية أداء العاملين بها    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كورونا في قبضة مواقع التواصل الاجتماعي
نشر في صوت البلد يوم 29 - 03 - 2020

لعبت - ولا تزال - مواقع التواصل الاجتماعي جنبًا إلى جنب المواقع والقنوات العامة والمتخصصة تأثيرًا واسع النطاق في مأساة جائحة فيروس كورونا، حيث استخدمت كافة التقنيات والوسائل التكنولوجية سواء بشكل إيجابي أو سلبي، حيث بدأ الأمر بالسخرية والتنكيت والاستهزاء ومرورًا بإطلاق الشائعات ونظريات المؤامرة، وانتهاء بالتحذير والنصح والارشاد، لينقلب الأمر مع تزايد الإصابات والوفيات مشاركة الدول ومن ثم إطلاق دعوات الحماية والدعم والمساندة، وفي هذا الحوار مع د.إيهاب خليفة رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، نتساءل عن تأثير ودور وسائل التواصل الاجتماعي على أزمة كورونا وما ترتب على هذا التأثير.
بداية يؤكد د.إيهاب أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أحد أبرز الفواعل في أزمة كورونا، حيث كانت وسيلة أساسية للجهات الحكومية والمنظمات الدولية لنشر المعلومات والتعليمات الصحية وأيضًا وسيلة للأفراد للحصول على المعلومات حول الفيروس الذي لا يزال يتسم بالغموض حتى الآن. وقد حاولت كثير من الصفحات والمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشر فيديوهات تتعلق بالفيروس الجديد، بعضها كان سلبيًّا للغاية يقوم بنشر تفسير تآمري حول الفيروس بهدف جذب أكبر عدد من الزوار دون النظر لأي اعتبارات إنسانية وصحية ويطلب من الأفراد عدم تصديق ما يثار حول الفيروس وعدم الالتزام بالتواجد داخل المنازل، وبعضها كان يقوم بدور إيجابي يحث الأفراد على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية واتباع الإجراءات السليمة للوقاية من المرض، فتم نشر العديد من المقالات والفيديوهات التي توضح للأفراد خطورة الفيروس، وما هي الإجراءات الصحية التي يجب اتباعها للوقاية منه، وكيف يمكن التعامل في حالة اكتشاف إحدى الإصابات، وغيرها من التعليمات التي ساهمت بصورة ما في احتواء عملية انتشار الفيروس.
الإجراءات التي اتخذتها بعض المواقع للحد من المحتوى المغلوط، يمكن أن تساهم في نشر المعلومات الصحيحة حول الفيروس، ونشر الفيديوهات والمقالات التوعوية، التي تحث الأفراد على الالتزام بالتعليمات الطبية والصحية.
ويلفت إلى أن عددًا كبيرًا من الصفحات والمؤثرين على مواقع التواصل استغل عدم توافر معلومات حول حقيقة الفيروس، واستغلت أيضًا ضعف الثقافة الصحية لدى كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت في نشر عدة شائعات مثل أن الفيروس هو سلاح بيولوجي أميركي لضرب اقتصاد الصين، أو أن الصين قامت بتصنيع الفيروس في معامل خاصة لضرب اقتصاد العالم وأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك العلاج، كما انتشرت شائعات كثيرة حول عدد المصابين والوفيات في كثير من الدول، ومن ذلك مثلا مصر، حيث بدأت كثير من الحسابات الحديث عن عدم شفافية الحكومة في نشر معلومات حول المصابين، وكذلك الأمر حيث ادعت كثير من الحسابات أن الحكومة التايوانية على سبيل المثال تخفي الأعداد الحقيقة للمرضى والوفيات، وبدأ كثير من الحسابات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي في إساءة استغلال الأزمة ونشر الشائعات التي تضر بالاقتصاد والأمن القومي وتتسبب في زعر الأفراد وتخويفهم.
وحول كيفية تعامل شركات مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة كورونا، يقول د.إيهاب: جاء تعامل شركات مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد متأخراً بعض الشيء، حيث اتجهت معظم هذه الشركات إلى تنظيم عملية تداول المحتوى الخاص بفيروس كورونا منذ النصف الثاني من شهر مارس/آذار تقريباً، أي استمرت قرابة شهرين ونصف منذ اندلاع الازمة حتى بدأت في تنظيم المحتوى.
ويشير إلى أنه نتيجة لكثرة المحتوى المغلوط والمغلف بالتفسير التآمري لانتشار الفيروس مع وجود محاولات للنصب الإلكتروني أو بيع المنتجات الطبية المغشوشة مثل أقنعة الوجه والمطهرات بأسعار مبالغ فيها، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في فرض عدة قيود على المحتوى المنشور حول كورونا. فمثلاً بدأت شركة الفيس بوك في حظر جميع الإعلانات المتعلقة بفيروس كورونا، سواء كان ذلك على موقع الفيس بوك أو على المنصات الاجتماعية الأخرى التي تمتلكها الشركة مثل انستغرام، كما قامت بإغلاق مجموعات الدردشة التي تشك في أنها تقوم بإرسال أخبار إلى عدد كبير من الأفراد حول كورونا. كما صرح مارك زوكربرج، المدير التنفيذي لشركة الفيس بوك، بأن الشركة سوف تقوم بمسح التعليقات التي تحتوي على تفسير تآمري أو معلومات مغلوطة، مع إضافة زر جديد خاص بالمعلومات المثارة حول كورونا ومشكوك في صحتها وهو “fact check” حتى يدرك الزوار أن هذه المعلومات تحتاج إلى مصدر للتأكد من صحتها.
كما قامت أيضًا بعمل مبادرة لإنشاء مركز معلومات إلكتروني عبر موقعها يحتوي على المعلومات الموثوق فيها حول الفيروس والتي مصدرها بالأساس منظمة الصحة العالمية وبيانات وزارات الصحة، وعند قيام أحد الأشخاص بمحاولة البحث عن أي موضوعات تتعلق بكورونا يتم تحويله مباشرة إلى مركز المعلومات وصفحة منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحة المحلية، كما منحت منظمة الصحة العالمية مساحة إعلانية مجانية تقوم من خلالها بوضع الإعلانات التوعوية التي تراها المنظمة مناسبة.
وفي مبادرة منها قامت شركة الفيس بوك بربط منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة حول العالم بالمطورين الذين يتعاملون معها حول العالم، بهدف تطوير نظام رد تلقائي على الماسنجر، يقوم بتوفير معلومات وإجابات مسبقة للرد التلقائي والفوري على استفسارات زوار هذه الجهات الحكومية عبر صفحاتهم على الفيس بوك.
ويضيف د.إيهاب أن موقع اليوتيوب من ناحيته، بدأ في إزالة أي محتوى أو فيديوهات تحتوي على معلومات مغلوطة، وعند البحث عن فيديوهات تتعلق بكورونا يقوم الموقع بترشيح الفيديوهات الصادرة من الجهات الرسمية والموثوقة، والتي يأتي على رأسها منظمة الصحة العالمية ووزارت الصحة، ووفرت مساحات إعلانية مجانية أيضاً للمنظمة ولوزارات الصحة والسلطات المعنية للقيام بتوعية الأفراد. كما قام موقع تويتر أيضًا بنفس الإجراءات من حذف المحتوى المغلوط وتضييق انتشار الهاشتاجات الخاصة بكورونا مع توجيه الزوار إلى صفحة منظمة الصحة العالمية.
ويكشف د.إيهاب كيف استغل قراصنة المعلومات الأزمة، يقول: أصدرت شركة الأمن السيبراني Check Point تقريراً أشارت فيه إلى أنه منذ بداية هذا العام تم إنشاء أكثر من 4000 موقع إلكتروني خاص بكورونا أو كوفيد -19، وحسب الشركة فإن 3% من هذه المواقع ضارة، و5% مواقع مثيرة للريبة والشك، حيث تعتبر بمثابة فخ للزوار، بمجرد الدخول على أحد هذه الموقع يتم إما سرقة البيانات الشخصية للزوار بهدف بيعها عبر الإنترنت، أو اختراق الأجهزة الشخصية الخاصة بهم، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من وجود إيميلات تستهدف الإيطاليين بها عدد من الأدوية التي يزعم أنها تستخدم لعلاج كورونا، لكنها تحتوي على ملفات ضارة، بمجرد تحمليها على جهاز الكمبيوتر يتم اختراق.
ويرى د.إيهاب أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًّا في احتواء أزمة كورونا، ويضيف "إذا تم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحيح يمكن أن تساهم بفاعلية في احتواء الأزمة، فشبكات التواصل حاليًا، في ظل فرض الحجر الصحي الاحتياطي أو حظر التجوال في العديد من دول العالم، أصبحت هي المتنفس الرئيسي لجميع الأفراد حول العالم، سواء لأجراء مقابلات أو محادثات افتراضية وآمنة، أو لتبادل المعلومات والأفكار ومشاركة قصص النجاح والتغلب على المرض، وبالتالي تساهم مواقع التواصل بصورة ما في تحسين المزاج العام أو الحالة النفسية للأفراد، وتعتبر وسيلة من وسائل المتعة والترفيه لهم في ظل حالة الاكتئاب العام التي تمر بها مختلف دول العالم.
ومن ناحية أخرى، مع الإجراءات التي اتخذتها هذه المواقع للحد من المحتوى المغلوط، يمكن أن تساهم في نشر المعلومات الصحيحة حول الفيروس، ونشر الفيديوهات والمقالات التوعوية، التي تحث الأفراد على الالتزام بالتعليمات الطبية والصحية، وكما أنها تعتبر وسيلة من وسائل التعلم والعمل عن بعد، التي تسهل حياة الأفراد ولو نسبيًّا أثناء توقف كافة أشكال الحياة عن العمل.
لعبت - ولا تزال - مواقع التواصل الاجتماعي جنبًا إلى جنب المواقع والقنوات العامة والمتخصصة تأثيرًا واسع النطاق في مأساة جائحة فيروس كورونا، حيث استخدمت كافة التقنيات والوسائل التكنولوجية سواء بشكل إيجابي أو سلبي، حيث بدأ الأمر بالسخرية والتنكيت والاستهزاء ومرورًا بإطلاق الشائعات ونظريات المؤامرة، وانتهاء بالتحذير والنصح والارشاد، لينقلب الأمر مع تزايد الإصابات والوفيات مشاركة الدول ومن ثم إطلاق دعوات الحماية والدعم والمساندة، وفي هذا الحوار مع د.إيهاب خليفة رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، نتساءل عن تأثير ودور وسائل التواصل الاجتماعي على أزمة كورونا وما ترتب على هذا التأثير.
بداية يؤكد د.إيهاب أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أحد أبرز الفواعل في أزمة كورونا، حيث كانت وسيلة أساسية للجهات الحكومية والمنظمات الدولية لنشر المعلومات والتعليمات الصحية وأيضًا وسيلة للأفراد للحصول على المعلومات حول الفيروس الذي لا يزال يتسم بالغموض حتى الآن. وقد حاولت كثير من الصفحات والمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشر فيديوهات تتعلق بالفيروس الجديد، بعضها كان سلبيًّا للغاية يقوم بنشر تفسير تآمري حول الفيروس بهدف جذب أكبر عدد من الزوار دون النظر لأي اعتبارات إنسانية وصحية ويطلب من الأفراد عدم تصديق ما يثار حول الفيروس وعدم الالتزام بالتواجد داخل المنازل، وبعضها كان يقوم بدور إيجابي يحث الأفراد على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية واتباع الإجراءات السليمة للوقاية من المرض، فتم نشر العديد من المقالات والفيديوهات التي توضح للأفراد خطورة الفيروس، وما هي الإجراءات الصحية التي يجب اتباعها للوقاية منه، وكيف يمكن التعامل في حالة اكتشاف إحدى الإصابات، وغيرها من التعليمات التي ساهمت بصورة ما في احتواء عملية انتشار الفيروس.
الإجراءات التي اتخذتها بعض المواقع للحد من المحتوى المغلوط، يمكن أن تساهم في نشر المعلومات الصحيحة حول الفيروس، ونشر الفيديوهات والمقالات التوعوية، التي تحث الأفراد على الالتزام بالتعليمات الطبية والصحية.
ويلفت إلى أن عددًا كبيرًا من الصفحات والمؤثرين على مواقع التواصل استغل عدم توافر معلومات حول حقيقة الفيروس، واستغلت أيضًا ضعف الثقافة الصحية لدى كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت في نشر عدة شائعات مثل أن الفيروس هو سلاح بيولوجي أميركي لضرب اقتصاد الصين، أو أن الصين قامت بتصنيع الفيروس في معامل خاصة لضرب اقتصاد العالم وأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك العلاج، كما انتشرت شائعات كثيرة حول عدد المصابين والوفيات في كثير من الدول، ومن ذلك مثلا مصر، حيث بدأت كثير من الحسابات الحديث عن عدم شفافية الحكومة في نشر معلومات حول المصابين، وكذلك الأمر حيث ادعت كثير من الحسابات أن الحكومة التايوانية على سبيل المثال تخفي الأعداد الحقيقة للمرضى والوفيات، وبدأ كثير من الحسابات سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي في إساءة استغلال الأزمة ونشر الشائعات التي تضر بالاقتصاد والأمن القومي وتتسبب في زعر الأفراد وتخويفهم.
وحول كيفية تعامل شركات مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة كورونا، يقول د.إيهاب: جاء تعامل شركات مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد متأخراً بعض الشيء، حيث اتجهت معظم هذه الشركات إلى تنظيم عملية تداول المحتوى الخاص بفيروس كورونا منذ النصف الثاني من شهر مارس/آذار تقريباً، أي استمرت قرابة شهرين ونصف منذ اندلاع الازمة حتى بدأت في تنظيم المحتوى.
ويشير إلى أنه نتيجة لكثرة المحتوى المغلوط والمغلف بالتفسير التآمري لانتشار الفيروس مع وجود محاولات للنصب الإلكتروني أو بيع المنتجات الطبية المغشوشة مثل أقنعة الوجه والمطهرات بأسعار مبالغ فيها، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في فرض عدة قيود على المحتوى المنشور حول كورونا. فمثلاً بدأت شركة الفيس بوك في حظر جميع الإعلانات المتعلقة بفيروس كورونا، سواء كان ذلك على موقع الفيس بوك أو على المنصات الاجتماعية الأخرى التي تمتلكها الشركة مثل انستغرام، كما قامت بإغلاق مجموعات الدردشة التي تشك في أنها تقوم بإرسال أخبار إلى عدد كبير من الأفراد حول كورونا. كما صرح مارك زوكربرج، المدير التنفيذي لشركة الفيس بوك، بأن الشركة سوف تقوم بمسح التعليقات التي تحتوي على تفسير تآمري أو معلومات مغلوطة، مع إضافة زر جديد خاص بالمعلومات المثارة حول كورونا ومشكوك في صحتها وهو “fact check” حتى يدرك الزوار أن هذه المعلومات تحتاج إلى مصدر للتأكد من صحتها.
كما قامت أيضًا بعمل مبادرة لإنشاء مركز معلومات إلكتروني عبر موقعها يحتوي على المعلومات الموثوق فيها حول الفيروس والتي مصدرها بالأساس منظمة الصحة العالمية وبيانات وزارات الصحة، وعند قيام أحد الأشخاص بمحاولة البحث عن أي موضوعات تتعلق بكورونا يتم تحويله مباشرة إلى مركز المعلومات وصفحة منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحة المحلية، كما منحت منظمة الصحة العالمية مساحة إعلانية مجانية تقوم من خلالها بوضع الإعلانات التوعوية التي تراها المنظمة مناسبة.
وفي مبادرة منها قامت شركة الفيس بوك بربط منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة حول العالم بالمطورين الذين يتعاملون معها حول العالم، بهدف تطوير نظام رد تلقائي على الماسنجر، يقوم بتوفير معلومات وإجابات مسبقة للرد التلقائي والفوري على استفسارات زوار هذه الجهات الحكومية عبر صفحاتهم على الفيس بوك.
ويضيف د.إيهاب أن موقع اليوتيوب من ناحيته، بدأ في إزالة أي محتوى أو فيديوهات تحتوي على معلومات مغلوطة، وعند البحث عن فيديوهات تتعلق بكورونا يقوم الموقع بترشيح الفيديوهات الصادرة من الجهات الرسمية والموثوقة، والتي يأتي على رأسها منظمة الصحة العالمية ووزارت الصحة، ووفرت مساحات إعلانية مجانية أيضاً للمنظمة ولوزارات الصحة والسلطات المعنية للقيام بتوعية الأفراد. كما قام موقع تويتر أيضًا بنفس الإجراءات من حذف المحتوى المغلوط وتضييق انتشار الهاشتاجات الخاصة بكورونا مع توجيه الزوار إلى صفحة منظمة الصحة العالمية.
ويكشف د.إيهاب كيف استغل قراصنة المعلومات الأزمة، يقول: أصدرت شركة الأمن السيبراني Check Point تقريراً أشارت فيه إلى أنه منذ بداية هذا العام تم إنشاء أكثر من 4000 موقع إلكتروني خاص بكورونا أو كوفيد -19، وحسب الشركة فإن 3% من هذه المواقع ضارة، و5% مواقع مثيرة للريبة والشك، حيث تعتبر بمثابة فخ للزوار، بمجرد الدخول على أحد هذه الموقع يتم إما سرقة البيانات الشخصية للزوار بهدف بيعها عبر الإنترنت، أو اختراق الأجهزة الشخصية الخاصة بهم، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من وجود إيميلات تستهدف الإيطاليين بها عدد من الأدوية التي يزعم أنها تستخدم لعلاج كورونا، لكنها تحتوي على ملفات ضارة، بمجرد تحمليها على جهاز الكمبيوتر يتم اختراق.
ويرى د.إيهاب أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًّا في احتواء أزمة كورونا، ويضيف "إذا تم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحيح يمكن أن تساهم بفاعلية في احتواء الأزمة، فشبكات التواصل حاليًا، في ظل فرض الحجر الصحي الاحتياطي أو حظر التجوال في العديد من دول العالم، أصبحت هي المتنفس الرئيسي لجميع الأفراد حول العالم، سواء لأجراء مقابلات أو محادثات افتراضية وآمنة، أو لتبادل المعلومات والأفكار ومشاركة قصص النجاح والتغلب على المرض، وبالتالي تساهم مواقع التواصل بصورة ما في تحسين المزاج العام أو الحالة النفسية للأفراد، وتعتبر وسيلة من وسائل المتعة والترفيه لهم في ظل حالة الاكتئاب العام التي تمر بها مختلف دول العالم.
ومن ناحية أخرى، مع الإجراءات التي اتخذتها هذه المواقع للحد من المحتوى المغلوط، يمكن أن تساهم في نشر المعلومات الصحيحة حول الفيروس، ونشر الفيديوهات والمقالات التوعوية، التي تحث الأفراد على الالتزام بالتعليمات الطبية والصحية، وكما أنها تعتبر وسيلة من وسائل التعلم والعمل عن بعد، التي تسهل حياة الأفراد ولو نسبيًّا أثناء توقف كافة أشكال الحياة عن العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.