اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام تعقد اجتماعها الختامي    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الإصطناعى    نائب محافظ المنوفية يتابع استلام مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»    محافظ القاهرة: استمرار معرض مستلزمات الأسرة برمسيس لمدة أسبوع    مباحثات مصرية - إماراتية لتعزيز التجارة والاستثمار والتعاون بالقطاعات ذات الأولية    فتح تجدد رفضها لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة أو اقتطاع أجزاء منه    زيلينسكي يأمل عقد لقاء في أوكرانيا مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين    الصين تفرض عقوبات على 20 شركة أمريكية ومسؤولين تنفيذيين ردا على صفقة أسلحة لتايوان    أمم أفريقيا 2025| «مصر ضد أنجولا» 22 مباراة لحسام حسن مع منتخب مصر    النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل برج العرب    بسبب خلاف على الأجرة.. ضبط قائد سيارة هدد راكبًا بعصا خشبية في القليوبية    مواصفات امتحان الرياضيات للشهادة الإعدادية 2026 وتوزيع الدرجات    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    وفاة والدة هاني رمزي بعد صراع مع المرض    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    هيئة الإسعاف تدرس تحريك أسعار بعض الخدمات غير الطارئة    كشف ملابسات واقعة إتلاف سيارة بالمنوفية وضبط المتهمين    تعرف على مواعيد إقامة معارض مبادرة مشروعك بمراكز ومدن محافظة كفر الشيخ    محافظ الشرقية يُشيد بمجهودات الوحدة العامة لحماية الطفل    رئيس الوزراء يُتابع إجراءات رفع كفاءة أداء الهيئات الاقتصادية    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    ريال مدريد يرد على طلب نابولي بشأن ماستانتونو    الاتحاد الدولي للسكري يعترف رسميًا بالنوع الخامس من مرض السكري    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    حصاد 2025 في قطاع التعليم بأسيوط.. مدارس جديدة وتطوير شامل للبنية التحتية وتوسعات لاستيعاب الزيادة الطلابية    مراد مكرم يطرح أغنية جديدة في 2026: التمثيل عشقي الأول والأخير    وزير الصحة يستقبل نظيره التركي بمطار القاهرة الدولي    وزارة السياحة الفلبينية: المنتدى المقبل للآسيان فرصة لمناقشة استدامة السياحة وتحقيق التعاون الإقليمي    تايلاند وكمبوديا تتفقان على ترسيخ وقف إطلاق النار وإعادة بناء الثقة السياسية المتبادلة    أحمد عدوية.. أيقونة الأغنية الشعبية في ذكرى رحيله الأولى    "دورة محمد جبريل".. الثقافة تكشف تفاصيل مؤتمر أدباء مصر في العريش    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    طاهر أبوزيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    ماذا بعد انضمام أوكرانيا لتدريبات الدفاع الجماعي في الناتو؟    وزير الخارجية يهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة العام الميلادي الجديد    التحقيقات تكشف مفاجآت في واقعة الهروب الجماعي من مصحة الجيزة    عاجل- الحكومة تعلن خطة هيكلة شاملة للهيئات الاقتصادية: تصفية 4 ودمج 7 وتحويل 9 لهيئات عامة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    محافظ الإسكندرية يوجه برفع درجة الاستعدادات للتعامل مع موجة الطقس غير المستقر    وزارة التضامن الاجتماعى تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي القليوبية وكفر الشيخ    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    ارتفاع جماعي في مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم    السينمات المصرية على موعد مع فيلم «الملحد» نهاية ديسمبر    نتنياهو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة لمناقشة مستقبل الهدنة في غزة    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    مناورات صينية واسعة تطوّق تايوان    أشرف صبحي يناقش ربط الاتحادات إلكترونيا وتعزيز الحوكمة الرياضية    قطرات الأنف.. كيف يؤثر الاستخدام المتكرر على التنفس الطبيعي    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    لا رب لهذه الأسرة    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالمحافظات بسبب جشع التجار
نشر في صوت البلد يوم 27 - 03 - 2020

شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.