التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    فلسطين.. مدفعية الاحتلال تكثف قصفها وسط جباليا بالتزامن مع نسف مباني سكنية شمالي غزة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    مواعيد مباريات دوري المحترفين المصري اليوم السبت    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    ويجز يشعل حماس جمهور حفله في العلمين الجديدة بأغنيتي "الأيام" و"الدنيا إيه"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    ابنة سيد مكاوي عن شيرين عبدالوهاب: فقدت تعاطفي بسبب عدم مسؤوليتها    5 تصريحات جريئة ل محمد عطية: كشف تعرضه للضرب من حبيبة سابقة ويتمنى عقوبة «مؤلمة» للمتحرشين    تنسيق الشهادات المعادلة 2025، قواعد قبول طلاب الثانوية السعودية بالجامعات المصرية    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    في ظهوره الأول مع تشيلسي، إستيفاو ويليان يدخل التاريخ في الدوري الإنجليزي (فيديو)    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    قطع المياه عن بعض المناطق بأكتوبر الجديدة لمدة 6 ساعات    خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    تحت عنوان كامل العدد، مدحت صالح يفتتح حفله على مسرح المحكي ب "زي ما هي حبها"    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    خيرى حسن ينضم إلى برنامج صباح الخير يا مصر بفقرة أسبوعية على شاشة ماسبيرو    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    نجاح عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم ليفي بمستشفى القصاصين فى الإسماعيلية    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع .. وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم فى غزة.. إسرائيل عطلت 60 محطة تحلية مياه فى غزة    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالمحافظات بسبب جشع التجار
نشر في صوت البلد يوم 27 - 03 - 2020

شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
شهدت أسواق بيع السلع الغذائية بمختلف محافظات الجمهورية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب جشع التجار وقيامهم بتعطيش السوق عقب عملية الطلب الزائد على بعض المنتجات من قبل المواطنين بغرض تخزينها تحسبًا للظروف المواتية لأزمة كورونا ما أدى إلى نقص الكميات المعروضة ومن ثم ارتفاع أسعار السلع بالأسواق.
وفي هذا السياق، تقول هدى ممدوح موظفة بالمعاش، إن هناك ارتفاعًا واضحًا في أسعار السلع الغذائية بالسوق المصري، خاصة في الخضروات والفاكهة وبعض السلع الغذائية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد واجهت تفاوت كبير في أسعار الكثير من المنتجات التي لا غنى عنها في أي بيت مصري.
وتقول فريدة وحيد موظفة، أن السلع الغذائية الأساسية تشهد ارتفاع مطرد بسبب تهافت الكثير من الأسر المصرية على شراء وتخزين السلع في الفترة الحالية عقب حلول أزمة كورونا ضيفًا على المجتمع المصري. مشيرة إلى أنها أصبحت لا تقدر على استيعاب طلباتها المنزلية من الاغذية والخضروات نظرًا لارتفاع أسعارها.
ويشاركها في وجهة النظر يوسف عبد الحكيم موظف بالمعاش، قائلاً: "التجار يستغلون الأزمات بشكل واضح فمثلا هناك تجار يرفعون الأسعار ويقلدهم آخرون مما يدفع فئة ثالثة من التجار لتخزين البضائع بحجة نقصها في الأسواق وهو الوضع الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع جنوني في الأسعار مما يعد نوع من أنواع الجشع التجاري الغير مطلوب".
ويوضح شكري صالح عامل بأحد المصانع، أن هناك مغالاة حقيقية بين التجار في تحديد أسعار السلع الغذائية المختلفة ما أدي إلى ارتفاع أسعارها، وأستطرد في الحديث بلهجة حزينة قائلاً: " أنا عندي أسرة وبيت وأبناء، والواحد بيشوف كل يوم تغير في الأسعار، والتجار مش حاسين بالناس وهمهم الفلوس والمكسب، وكل ما اروح أشتري رز وخضار وزيت وسكر، بلاقي السعر كل يوم في حال، ده كيس السكر وصل سعره 9 جنيه في المحلات بعدما كان سعره 7 جنيه،ولازم الدولة تتدخل وتخفض الأسعار علشان الناس الغلابة مش لاقية والتجار بيستغلوا موضوع كورونا وبيرفعوا سعر كل حاجة".
ويشير محمد رفاعي موظف بالشهر العقاري، إلى أن هناك بعض التجار يقومون بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى إخفاء بعض السلع بغرض بيعها في وقت لاحق بسعر مرتفع، مشيرًا إلى أهمية الدور الرقابي من قبل الجهات المختصة لمحاربة جشع التجار.
ويؤكد خالد محمد، مدير تسويق بإحدى الشركات، أن المواطن له دور كبير في ارتفاع الأسعار بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما ينساق بعض المواطنين خلف الشائعات التي تنتشر في بعض الأحيان حول وجود نقص في سلعة ما، حيث تجد رب الأسرة ينطلق مسرعًا لشراء وتخزين تلك السلعة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.
وعلى الجانب الآخر، أرجع الخبراء والمختصون ما يحدثمن ارتفاع في أسعار بعض السلع إلى عدم ضبط الأسواق وجشع التجار الذين يفضلون تحقيق المكاسب والأرباح على أي شيء، غير عابئين بالمواطنين البسطاء، وطالب الخبراء بتفعيل دور المنظومة الحكومية من خلال زيادة المنافذ الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وأيضًا بضرورة ضخ السلع الأساسية بشكل مستمر حتى يساعد ذلك في عملية الرقابة على الأسواق وأحكام ضبطها، بالإضافة إلى مضاعفة دور الجهات الرقابية في ضبط التجار المتلاعبين بالأسعار وتغليظ العقوبات ضدهم.
وفي هذا الإطار أكدت د. أمنية حلمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار واحتكارهم للسلع، ومبالغتهم في تحديد القيم السعرية لعدد من السلع والمنتجات الغذائية، منوهة عن الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة التموين والتجارة الداخلية في توفير السلع بأسعار مخفضة، بهدف إتاحة نسبة كبيرة من حجم المعروضات في الأسواق ما قد يؤدي إلى إجبار القطاع الخاص على خفض هوامش الربح والبيع بأسعار مخفضة.
ويقول محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء": هناك تفاوت كبير في أسعار السلع الغذائية بالمحال والأسواق، مرجعًا السبب الحقيقي وراء ذلك إلى تكالب بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار على الربح السريع وحصد المزيد من الأموال. مشيرًا إلى استغلالهم لاحتياج المواطنين لتوافر السلع في ظل الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.
ويضيف د. عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي: إن ارتفاع أسعار بعض السلع بالسوق يرجع لأمرين أولهما الطلب المتزايد على شراء المنتجات والسلع المختلفة، وثانيهما هو رغبة بعض التجار من منعدمي الضمير في تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، وذلك عقب مجموعة الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مؤخرًا. ملمحًا إلى ضرورة تشديد الرقابة بهدف ضبط الأسواق وسن عقوبات رادعة على المحتكرين لخفض الأسعار ومحاربة جشع التجار.
ويشير يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إلى أن الحكومة تقوم بتوفير السلع الاستراتيجية من سكر وأرز وزيت وغيرها، وهو الأمر الذي يساهم في عدم وجود أزمة في تلك السلع من خلال توافرها بالمنافذ الحكومية الخاصة ببيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. معربًا أن المشكلة تكمن في أسعار الخضروات والفاكهة وبعض السلع الأخرى حيث أن التجار يستغلون الظروف الحالية ويقومون بإثارة الشائعات وتخزين بعض السلع بهدف رفع الأسعار.
من جانبه، أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموينوالتجارة الداخلية، أن الوزارة تحارب جشع التجار وتتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصري، وأن ما تشهده البلاد في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت بالتلاعب في الأسعار أو غش المنتجات أو حجب السلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، مؤكدًا أن وزارة التموين والتجارة الداخلية توفر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، بالإضافة إلى توافر مخزون استراتيجي يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، بأنه لا داعي للقلق خاصة وأن الأجهزة الرقابية تتعامل بحسم مع أي تاجر يحاول التلاعب في أسعار المنتجات، موضحًا أن أي مخالفات قد ترتكب وتثبت صحتها بعد التحقق فيها بناء على التحريات اللازمة سوف يتم توقيع أشد العقوبات علي مرتكبيها وتحويلهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارىء، مشيرًا إلى ضرورة التزام كافة التجار والموزعين بالقوانين والقرارات المنظمة للأسواق نظرًا إلى أن الظروف التي تشهدها البلاد تحتم على الجميع الالتزام بالقانون والإجراءات السليمة لعمليات البيع والشراء وعدم استغلال المواطنين.
وفي إطار توفير السلع في الأسواق بأسعار مخفضة ومحاربة جشع التجار، أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق المرحلة الثانية عشر من مبادرة " كلنا واحد " بعدد من فروع كبرى السلاسل التجارية على مستوى الجمهورية لتوفير مختلف السلع بأسعار مخفضة، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الموارد لدعم منظومة الحماية الاجتماعية في إطار إجراءات الدولة لإدارة أزمة فيروس "كورونا" واستمراراً للدور المجتمعي لوزارة الداخلية الهادف إلى المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين والسلاسل التجارية بما يضمن توافر السلع بشكل دائم وبالكميات التي تلبي كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها في أي وقت دون حدوث تكدسات بما يكفل سلامة المواطنين في ضوء الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
جدير بالذكر أن الأجهزة الرقابية، ومديريات الأمن بالمحافظات قد شنت مؤخرًا حملات مكبرة لمراقبة الأسواق العامة والمحال ومنافذ بيع السلع التموينية لضبط الأسعار والتحقق من توافر السلع ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات ومواجهة جشع التجار ومنع محاولات الاحتكار أو استغلال الظروف واطلاق الشائعات بغرض إحداث حالة من الارتباك بالأسواق.وذلك عقب إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم من الأسواق تحسبًا لمجريات الأوضاع التي تشهد فرضًا لحظر التجوال الجزئي بمختلف محافظات الجمهورية في ظل سلسلة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة أزمة كورونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.