مع إحياء الأرمن الذكرى 106 للمجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق أسلافهم إبان الحرب العالمية الأولى، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وصف بلاده ما حدث "إبادة جماعية". فكان الاعتراف بالمذابح التي ارتكبت في العهد العثماني وعمليات القتل الجماعي التي بدأت عام 1915، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تقاتل روسيا القيصرية خلال الحرب العالمية الأولى في المنطقة التي هي الآن أرمينيا، وكانت ضد أكثر من مليون ونصف أرمني، لتصعد المطالبات الأرمينية بحقوقهم المهدرة على مدار العقود الماضية. وفي ذلك السياق قال المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك أن إعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن بالإبادة الأرمنية التي تمت على أيدي العثمانيين الأتراك، والتي ذهب ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني، جاء والشعب الأرمني في جميع أنحاء العالم يحتفل بالذكرى السادسة بعد المئة الأرمنية التي تعرض لها اجدادهم في العام 1915. بخطوة جرئية وغير سابقة، وبحكمة وفطنة إعترف الرئيس والشعب الأميريكي بهذه المذبحة والإبادة الجماعية الاولى في القرن العشرين، ويعتبر هذا الإعتراف تكريم لشهداء الأرمن وضمان للشعوب عدم تكرارها. وأكد كوسا أنه في القداس الحبري الذي احتفل به قداسة البابا فرنسيس، يوم الأحد 12 أبريل عام 2015، بمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى للمجازر الأرمنية في بازيليك القديس بطرس بروما، مع غبطة كاثوليكوس بطريرك الأرمن الكاثوليك وأباء المجمع المقدس للأرمن الكاثوليك، وبحضور بطاركة الأرمن الأرثوذكس : كاثوليكوس عموم الأرمن، وكاثوليكوس بيت كيليكيا، ورؤساء الكنائس في العالم، قال قداسته : "المذابح الأرمنية إبادة جماعية" وأضاف كوسا أنه يوم 24 أبريل عام الإبادة تم إعتقال المفكرين الأرمن من بطاركة وأساقفة وأطباء وشعراء ومهندسين وقادة المجتمع الأرمني من قبل السلطات العثمانية التركية، وتم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني، أو قتلهم، أو ذهبوا في مسيرات الموت في حملة الإبادة الجماعية. وقال كوسا "أن إحياء ذكرى ضحايانا في كل عام يوم الرابع والعشرين من أبريل لكي نتذكر أرواح جميع الذين ماتوا في الإبادة الجماعية الأرمنية في العهد العثماني، ونطالب بجميع حقوقنا التي اغتصبها الأتراك، أراضينا وكنائسنا واديرتنا وجامعاتنا ومدارسنا، وقبل هذا وذاك نطالب بدماء شهداءنا الأبرار". أيضا علق كوسا قائلا: "نجدد إلتزامنا بتعلقنا بالوطن الأم وبالبلاد التي استقبلتنا، ونرفع صوتنا عالياً لمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين وإلى الأبد ، وفي الرابع والعشرين من شهر أبريل من كل عام، نتذكر ونطالب حتى نظل يقيظين دائماً ضد التأثير المدمر للكراهية والحقد والبغض بجميع أشكالها". والجدير بالذكر أن الكونغرس الأميريكي اعترف رسمياً في أكتوبر عام 2019 في تصويت رسمي بأغلبية ساحقة بهذة الإبادة ، كما واعترفت نحو أكثر من ثلاثين دولة والإتحاد الاوروبي ب "الإبادة الجماعية"، وفي مقدمتهم دولة الفاتيكان.