تجربة متميزة أقبلت عليها المرأة وحققت نجاحاً كبيراً، وهي مهنة "الحلاق"، وقد حازت التجربة إعجاب الرجال بأن هناك يد ناعمة تقص له شعره أو تحلق ذقنه، فدعونا نتعرّف على أصحاب هذه التجربة في العاصمة القاهرة . كانت البداية مع "الأسطى بطة"، صاحبة أحد صالونات الحلاقة الرجالي، وقالت: منذ طفولتي وأنا أتمنى دخول هذه المهنة، حيث كنتُ أتابع أبي والعاملين معه في الصالون الخاص به، وتشرّبت أصول المهنة، بمجرد مُلاحظة ما يقومون به في الصالون، ولم يسمح لي والدي بالدخول في غمار المهنة، وكثيراً ما نهرني، عندما أخبرته برغبتي أن أعمل معه، لأن رغبته هي أن يورّث صالونه لأبنائه، ولكن للأسف لم يكن له أولاد سواي، وبالطبع فإنه لن يقبل أن يزج بابنته في عمل تعارف المجتمع على أنه عمل رجالي جداً، ولكن بعد زواجي وافق زوجي أن أعمل في صالون أبي، ونجحت والحمد لله. أما سهير سعيد، التي تعمل بالمهنة منذ حوالي 18 عاماً، فتقول:كنتُ أتردد على إحدى صالونات الحلاقة مع قريب لي كان يعمل حلاقاً للرجال، وكانت هناك سيدة يونانية تقوم بغسل شعر الزبائن، وفي سني الصغيرة تلك كنت ألاحظها وأنا مُندهشة، وغير مُتصورة لوجودها وسط الرجال، وهذا المشهد ظل مُنطبعاً في ذهني سنوات عديدة، وهو ما شجّعني على التفكير في العمل بهذه الصالونات الذكورية، ومن عجائب القدر، أن تغادر اليونانية هذا الصالون، وأحل محلها لأقوم بعملها داخل المحل، وأعرف كل أسرار المهنة، وليس ما يتعلّق فقط بغسيل الشعر، وبعد فترة حدث سوء تفاهم بيني وبين صاحب الصالون، وتركتُ العمل معه لألتحق بالمكان الذي أعمل فيه حالياً، وتعرّفت على زوجي من خلاله، فهو زميل مهنة شجّعني على التواصُل، وأضاف لخبراتي من معارفه وسنوات عمله الطويلة في الحلاقة. نساء مُتعبات وتحكي سوما، عن تحوّلها من تصفيف شعر السيدات إلى احتراف حلاقة الرجال، قائلة: حصلتُ على دبلوم التجميل، واتجهتُ بعدها للعمل في "كوافير" حريمي بمنطقة وسط البلد، ثم عانيتُ من صعوبة المهنة والتعامُل مع السيدات، وآثرت التحوّل إلى صالونات الرجال، لأن العمل بها لا يحتاج لنفس الجهد المبذول في تصفيف شعر السيدات، فهو أقل بكثير ومُريح نفسياً عن التعامُل مع النساء، ومُعظم زبائني من الأجانب، نظراً لوجود محل الكوافير في منطقة مُميّزة وراقية، وهذا الأمر يسهّل تعامُلاتي في حيّز العمل، لتفتُّح عقل الرجل الأجنبي، وتقبُّله لوضع "المرأة المزيّنة" كما تعوّد في مُجتمعه. وتقول وفاء عبد المنعم، تعمل بأحد صالونات الرجال: قرأتُ إعلاناً بإحدى الصحف يطلب فتيات للعمل في صالون حلاقة للرجال، ولم أكن أمتلك في ذلك الوقت مهنة، أستطيع أن أعيش منها، فأقبلتُ على العمل في هذا المجال ولم أتردد، مُعتمدة على ثقتي بنفسي، وواجهتُ مشاكل عديدة، أهمها عروض الزواج التي انهالت عليَّ من الزبائن، لكن كلها كانت مؤقتة انتهت بإتمام خطبتي، وفي بداية الخطبة واجهتُ صعوبة في إقناع خطيبي بالاستمرار في العمل، إلى أن لاحظ التزام الزبائن في تعامُلاتهم معي، وأقلع عن مُطالبتي بالعمل في صالونات تصفيف شعر السيدات، ولا أجد مُبرراً يدفعني لإهمال أسرتي بعد الزواج، بسبب عملي في هذا المجال. لماذا الازدواجية؟ وعن موقف الأسر من اشتغال بناتهن في هذا المجال، تروي داليا عثمان، تجربتها مع أسرتها، وتقول: في البداية لم تلقَ فكرة عملي كمُصففة لشعر الرجال قبولاً لدى الأهل، وعارضوا اتجاهي لهذا العمل بشدة، ولكني صممتُ على هذا العمل، فقد سبق وأن اقتحم الرجل مهن تصميم الأزياء، والعمل في مطابخ المطاعم والفنادق العامة، وأيضاً تصفيف شعر المرأة، وأمام تصميمي وافقت الأسرة، خاصة وأن لديها ثقة في ارتفاع مستوى تفكيري، والتزامي بقواعد اللياقة والأخلاق. وتعود عزة محمد، بالذاكرة إلى المرة الأولى التي أمسكت فيها بشفرة الحلاقة، وتقول: عندما استقبلتُ أول زبائني فور تسلُّمي العمل، كان يريد حلاقة ذقنه، وأمسكتُ بشفرة الحلاقة، التي تسبّبت في إصابة الرجل بالجروح، وكان يوماً لا يُنسى، وتعلّمتُ منذ هذا الحين، كيف أستخدم أدواتي بحرص، لذلك كنت أقوم بقص الشعر وتصفيفه، وبالطبع حلاقة الذقن، وتنظيف البشرة من تراكُمات الدهون والأتربة، ونستخدم البخار لهذا الغرض، علاوة على عمليات الباديكير التي نهذّب فيها الأظافر، ونزيل عنها الجلد الزائد. ولكن ما رأي الرجال في عمل المرأة بهذا المجال؟ يجيب خالد سعيد، صاحب أحد صالونات حلاقة الرجال عن هذا التساؤل، فيقول: بعد أن لاحظتُ تقصير الرجال في القيام بأعمالهم على الوجه الأكمل، بدأتُ أستعين بالفتيات في صالوني، وبالفعل كانت نظرتي صائبة، فهن أكثر دقة، ويمتلكن ذوقاً رفيعاً عند إضفاء اللمسات الأخيرة على وجه أو رأس الزبون، لأنهن يوجّهن اهتماماً أكبر للتفاصيل التي يغفلها أو يرى عدم جدواها، كما أن المرأة تهتم في عملها بإحداث بعض الإضافات التي تجذبها في الرجل، وتجعله في نظرها وسيماً، لذلك فمُعظم الزبائن يشهدون بفاعلية العمل النسائي، والعاملات من السيدات، فهن أكثر إطاعة للأوامر، وأقل إبداء للاعتراضات عن الرجال. ويؤكد زين عبد الرحمن ، صاحب صالون حلاقة بمنطقة المهندسين،أن عنده بالصالون عدد من الحلاقين نساء ورجال. في البداية منذ سنوات كان لدى الزبون عدم ثقة وتردد في عمل المرأة حلاقة .. أم بعد سنوات فأصبحت الثقة موجودة بشكل كبير والكثير من الزبائن يطلبون حلاقة بالاسم ؛ نظرا لسرعة انجازها واتقانها لعملها وقلة حديثها أو ثرثرتها مع الزبائن . وأعتقد أنها مهنة جيدة للمرأة ومربحة . خدمة (وكالة الصحافة العربية) تجربة متميزة أقبلت عليها المرأة وحققت نجاحاً كبيراً، وهي مهنة "الحلاق"، وقد حازت التجربة إعجاب الرجال بأن هناك يد ناعمة تقص له شعره أو تحلق ذقنه، فدعونا نتعرّف على أصحاب هذه التجربة في العاصمة القاهرة . كانت البداية مع "الأسطى بطة"، صاحبة أحد صالونات الحلاقة الرجالي، وقالت: منذ طفولتي وأنا أتمنى دخول هذه المهنة، حيث كنتُ أتابع أبي والعاملين معه في الصالون الخاص به، وتشرّبت أصول المهنة، بمجرد مُلاحظة ما يقومون به في الصالون، ولم يسمح لي والدي بالدخول في غمار المهنة، وكثيراً ما نهرني، عندما أخبرته برغبتي أن أعمل معه، لأن رغبته هي أن يورّث صالونه لأبنائه، ولكن للأسف لم يكن له أولاد سواي، وبالطبع فإنه لن يقبل أن يزج بابنته في عمل تعارف المجتمع على أنه عمل رجالي جداً، ولكن بعد زواجي وافق زوجي أن أعمل في صالون أبي، ونجحت والحمد لله. أما سهير سعيد، التي تعمل بالمهنة منذ حوالي 18 عاماً، فتقول:كنتُ أتردد على إحدى صالونات الحلاقة مع قريب لي كان يعمل حلاقاً للرجال، وكانت هناك سيدة يونانية تقوم بغسل شعر الزبائن، وفي سني الصغيرة تلك كنت ألاحظها وأنا مُندهشة، وغير مُتصورة لوجودها وسط الرجال، وهذا المشهد ظل مُنطبعاً في ذهني سنوات عديدة، وهو ما شجّعني على التفكير في العمل بهذه الصالونات الذكورية، ومن عجائب القدر، أن تغادر اليونانية هذا الصالون، وأحل محلها لأقوم بعملها داخل المحل، وأعرف كل أسرار المهنة، وليس ما يتعلّق فقط بغسيل الشعر، وبعد فترة حدث سوء تفاهم بيني وبين صاحب الصالون، وتركتُ العمل معه لألتحق بالمكان الذي أعمل فيه حالياً، وتعرّفت على زوجي من خلاله، فهو زميل مهنة شجّعني على التواصُل، وأضاف لخبراتي من معارفه وسنوات عمله الطويلة في الحلاقة. نساء مُتعبات وتحكي سوما، عن تحوّلها من تصفيف شعر السيدات إلى احتراف حلاقة الرجال، قائلة: حصلتُ على دبلوم التجميل، واتجهتُ بعدها للعمل في "كوافير" حريمي بمنطقة وسط البلد، ثم عانيتُ من صعوبة المهنة والتعامُل مع السيدات، وآثرت التحوّل إلى صالونات الرجال، لأن العمل بها لا يحتاج لنفس الجهد المبذول في تصفيف شعر السيدات، فهو أقل بكثير ومُريح نفسياً عن التعامُل مع النساء، ومُعظم زبائني من الأجانب، نظراً لوجود محل الكوافير في منطقة مُميّزة وراقية، وهذا الأمر يسهّل تعامُلاتي في حيّز العمل، لتفتُّح عقل الرجل الأجنبي، وتقبُّله لوضع "المرأة المزيّنة" كما تعوّد في مُجتمعه. وتقول وفاء عبد المنعم، تعمل بأحد صالونات الرجال: قرأتُ إعلاناً بإحدى الصحف يطلب فتيات للعمل في صالون حلاقة للرجال، ولم أكن أمتلك في ذلك الوقت مهنة، أستطيع أن أعيش منها، فأقبلتُ على العمل في هذا المجال ولم أتردد، مُعتمدة على ثقتي بنفسي، وواجهتُ مشاكل عديدة، أهمها عروض الزواج التي انهالت عليَّ من الزبائن، لكن كلها كانت مؤقتة انتهت بإتمام خطبتي، وفي بداية الخطبة واجهتُ صعوبة في إقناع خطيبي بالاستمرار في العمل، إلى أن لاحظ التزام الزبائن في تعامُلاتهم معي، وأقلع عن مُطالبتي بالعمل في صالونات تصفيف شعر السيدات، ولا أجد مُبرراً يدفعني لإهمال أسرتي بعد الزواج، بسبب عملي في هذا المجال. لماذا الازدواجية؟ وعن موقف الأسر من اشتغال بناتهن في هذا المجال، تروي داليا عثمان، تجربتها مع أسرتها، وتقول: في البداية لم تلقَ فكرة عملي كمُصففة لشعر الرجال قبولاً لدى الأهل، وعارضوا اتجاهي لهذا العمل بشدة، ولكني صممتُ على هذا العمل، فقد سبق وأن اقتحم الرجل مهن تصميم الأزياء، والعمل في مطابخ المطاعم والفنادق العامة، وأيضاً تصفيف شعر المرأة، وأمام تصميمي وافقت الأسرة، خاصة وأن لديها ثقة في ارتفاع مستوى تفكيري، والتزامي بقواعد اللياقة والأخلاق. وتعود عزة محمد، بالذاكرة إلى المرة الأولى التي أمسكت فيها بشفرة الحلاقة، وتقول: عندما استقبلتُ أول زبائني فور تسلُّمي العمل، كان يريد حلاقة ذقنه، وأمسكتُ بشفرة الحلاقة، التي تسبّبت في إصابة الرجل بالجروح، وكان يوماً لا يُنسى، وتعلّمتُ منذ هذا الحين، كيف أستخدم أدواتي بحرص، لذلك كنت أقوم بقص الشعر وتصفيفه، وبالطبع حلاقة الذقن، وتنظيف البشرة من تراكُمات الدهون والأتربة، ونستخدم البخار لهذا الغرض، علاوة على عمليات الباديكير التي نهذّب فيها الأظافر، ونزيل عنها الجلد الزائد. ولكن ما رأي الرجال في عمل المرأة بهذا المجال؟ يجيب خالد سعيد، صاحب أحد صالونات حلاقة الرجال عن هذا التساؤل، فيقول: بعد أن لاحظتُ تقصير الرجال في القيام بأعمالهم على الوجه الأكمل، بدأتُ أستعين بالفتيات في صالوني، وبالفعل كانت نظرتي صائبة، فهن أكثر دقة، ويمتلكن ذوقاً رفيعاً عند إضفاء اللمسات الأخيرة على وجه أو رأس الزبون، لأنهن يوجّهن اهتماماً أكبر للتفاصيل التي يغفلها أو يرى عدم جدواها، كما أن المرأة تهتم في عملها بإحداث بعض الإضافات التي تجذبها في الرجل، وتجعله في نظرها وسيماً، لذلك فمُعظم الزبائن يشهدون بفاعلية العمل النسائي، والعاملات من السيدات، فهن أكثر إطاعة للأوامر، وأقل إبداء للاعتراضات عن الرجال. ويؤكد زين عبد الرحمن ، صاحب صالون حلاقة بمنطقة المهندسين،أن عنده بالصالون عدد من الحلاقين نساء ورجال. في البداية منذ سنوات كان لدى الزبون عدم ثقة وتردد في عمل المرأة حلاقة .. أم بعد سنوات فأصبحت الثقة موجودة بشكل كبير والكثير من الزبائن يطلبون حلاقة بالاسم ؛ نظرا لسرعة انجازها واتقانها لعملها وقلة حديثها أو ثرثرتها مع الزبائن . وأعتقد أنها مهنة جيدة للمرأة ومربحة . خدمة (وكالة الصحافة العربية)