قال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، إن الجانب الإثيوبي لم يظهر حسن نواياه في المرات التي اقتربت فيها الأطراف الثلاثة من اتفاق وانتهت إلى اتفاق بالفعل في واشنطن، مضيفًا أن حسن النوايا تعني أن نطبق الاتفاق ونمضيه ونتبادل البيانات والخبراء. وعلق الوزير، خلال لقائه في برنامج "الحكاية"، على الاقتراح الإثيوبي عن تبادل المعلومات بشأن ملء سد النهضة، قائلًا: إن تبادل المعلومات خطوة لتطبيق اتفاق، ونحن لم ننفذ اتفاقا حتى نتبادل المعلومات. وأضاف، أن مصر تتابع معلومات حالة السد وملئه وتمتلك معلومات أكثر من الجانب ال ثيوبي في هذا الملف، لافتًا إلى أن الحصول على البيانات أمر سهل ولا مشكلة به إطلاقًا. وأكد أن الدولة لن تنتظر وقوع ضرر حال الملء الثاني لسد النهضة، موضحًا أنها تجهز نفسها لمدة 5 سنوات بإجراءات ومشروعات كبيرة جدًا، وتعمل بجدية في كل الأمور خلال تلك الفترة، بداية من سدود حصاد الأمطار، ومحطات المعالجة وترشيد المياه، وتبطين الترع، والري الحديث والذكي، وأعمال الحماية من السيول، واكتشاف المياه الجوفية وإدارتها، وتقنين الزراعات وخاصة الأرز. وذكر وزير الري، أن الضرر يقع من الفعل الأحادي وقد يكون طويل المدى، فضلًا عن أنه يقع بشكل جسيم عند حدوث جفاف وفراغ للسدود دون تعاون أو اتفاق، أو عند حدوث جفاف؛ نتيجة المراحل المختلفة للملء وعدم وجود اتفاق على أسلوب معالجة هذا الجفاف. وحذر من أن القدرة على امتصاص الضرر والتعامل معه يمثل صدمة مؤثرة لو لم تجهز الدولة لها ببنية تحتية، موضحًا أن الوزارة تحاول امتصاص أكبر قدر من الصدمة؛ لإدارة منظومة المياه في مصر بحيث لا يحدث تأثيرًا صعبًا على المصريين. وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية، أعلنت أن وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، وجه خطابات رسمية إلى كلٍ من مصر والسودان، لاختيار وترشيح مشغلي سدود من أجل تبادل البيانات، قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار المقبل. وجاء ذلك عقب تعثّر مفاوضات كينشاسا التي باءت بالفشل دون إحراز تقدم يُنهي الأزمة المستمرة مع مصر والسودان، وتأكيد إثيوبيا على الملء الثاني للسد موسم الأمطار في يوليو وأغسطس المُقبلين.