بدأت في العاصمة الكونغولية كينشاسا، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة تستمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور وزراء الخارجية والري لكل من إثيوبيا ومصر والسودان، بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر إثر الفشل في التوصل إلى اتفاق مرضٍ. وعلى الرغم من التفاف ممثلي الدول الثلاثة حول مائدة المفاوضات التي قد تكون الأخيرة والحاسمة؛ لإيجاد حلول مرضية لأزمة سد النهضة؛ إلا أن التصريحات المتوالية من المسئولين الإثيوبيين تشير إلى إصرار الجانب الإثيوبي على الملء الثاني للسد حتى ولو لم يتم التوصل لاتفاق مرضي للدول الثلاثة. حيث قال وزير الري الإثيوبي سلشي بغلي، في كلمة نشرتها الوزارة على موقعها اليوم السبت: نتطلع لإنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة في أغسطس المقبل بعد انتهاء الملء الثاني، التي نستعد لها. وتلاه تصريح، ديميكي ميكونن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي إن بلاده ستحافظ على استفادتها من السد، رغم سعيها لحل مخاوف دول المصب (مصر والسودان) من خلال المفاوضات. ووفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية، أكدت الرئيسة الإثيوبية ساهلي وورك زودي، خلال الاحتفال بالذكرى العاشرة لبدء بناء السد، أن بلادها تواصل الاستعدادات للمضي قدما في المرحلة الثانية من الملء. وتابعت "إن إثيوبيا حرمت من الحق في تطوير مشاريع في نهر النيل، والتي تنطوي على إمكانات كبيرة لثروتها الوطنية، بسبب التحديات الداخلية والخارجية، وتطوير هذا النهر مسألة بقاء بالنسبة لإثيوبيا". وأعربت«زودي» عن اعتقادها بأن التطورات في نهر النيل ستقضي على الفقر في إثيوبيا وتفيد دول المصب، مشيرة إلى أن إثيوبيا تجري الاستعدادات للمضي قدما في المرحلة الثانية من ملء السد. ومع بدء اجتماعات المرحلة الأولى، اليوم السبت، بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا، على مستوى اللجان الفنية.في كينشاسا بالكونغو، تتمسك أديس أبابا بالمضي في مرحلة الملء الثاني، بينما تطالب كل من مصر والسودان باتفاق ملزم قبل المضي في هذا المشروع الذي تعتبره أثيوبيا حيويا بالنسبة لها، بينما تتخوف الخرطوم والقاهرة من تداعياته على حصتهم بالمياه.