الحب والمودة هما أساس الزواج، لكن مع تطور المفاهيم واختلاف الثقافة المجتمعية وتبدل القيم والمبادئ، ومنها تغير الغاية والهدف من الزواج، أصبحت المصلحة والمكاسب المادية هما أساس العلاقة الزوجية، فظهر ما يُعرف بزواج المصلحة، والذي يكون مجرد عقد زواج لصفقة تجارية مادية يحقق منها الطرفان مكاسب مادية، وليست حياة زوجية مبنية على المودة والرحمة. وبحسب ما ورد في مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة المصرية، فإن هناك ارتفاع ملحوظ في ظاهرة "زواج المصلحة" والتي غالبا ما تنتهي بكوارث وصلت نسبتها إلى أكثر من 40 بالمئة، تتفاوت بين السرقة، والنصب والتعدي بالضرب، وقد تصل إلى حد القتل من أجل الحصول على أموال الزوج أو الزوجة. حول ذلك يقول د. طه أبو حسين، استشاري الصحة النفسية: هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشباب للانجراف وراء زواج المصلحة ولعل من أبرزها، السعي وراء المال أو النفوذ والسلطة، ناهيك عن الأسباب الاجتماعية المتعلقة بالظروف الصعبة الحالية والتي تجعل الشباب يلجؤون لمثل هذه الزيجات للتخلص من أعباء الزواج، مشيرا إلى أن الزواج الذي يستهدف من ورائه المصلحة يكون غير طبيعي، كون أن العلاقة الطبيعية تنشأ بين شخصين يحكم بينهما الحب والمودة والتفاهم، ويكون هناك تكافؤا من الناحية العمرية والمستوى الثقافي والعلمي والديني، كما اتضح في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وفي الحديث الشريف إشارة مباشرة بل أمر بأهمية أن تكون المرأة صالحة صاحبة دين ومبادئ وليست صاحبة مصلحة، وذلك حتى يكون الزواج ناجحا. يشير أبو حسين إلى أن في زواج المصلحة غالبا ما يكون هناك فارق عمر كبير بين الطرفين، حيث يوافق الشاب على الزواج من امرأة تكبره بعشرات السنوات من أجل الحصول على أموالها أو وظيفة ما، كذلك الحال بالنسبة للفتاة التي توافق على الزواج من رجل أكبر منها في العمر لكي يلبي لها احتياجاتها المادية، لافتا إلى أنه بمجرد انتهاء المصلحة والغرض من الزواج تنتهي العلاقة فعليا، ويكون الطلاق هو الخيار الأفضل بالنسبة لذلك الزواج، مؤكدا أن العلاقة الزوجية الناجحة تبنى على الحب والمودة والتفاهم والرحمة، ولا تكون أبدا متعلقة بمصلحة شخصية، فالرابطان العاطفي والنفسي هما اللذان يكملان مسيرة الحياة الزوجية لأن العلاقة الزوجية تستمر بالصفات المحببة بينهما. أما عن دور الوالدين والأسرة في زواج المصلحة، فيوضح د. طه أبو حسين ، أن هناك من الآباء من يجبر الابن أو الابنة على زواج المصلحة من شخص ما من أجل تحقيق مصلحة معينة من ورائه، وهو ما نهى عنه الشرع، حيث لا يصح أن تجبر الأسرة ابنتها للزواج من رجل من أجل الحصول على منفعة لأنها بذلك تحكم على حياتها بالفشل والتعاسة، مشيرا إلى أن الإحصائيات وجدت أن نسبة فشل زواج المصلحة تتخطى الستين بالمئة، بالمقارنة مع الزواج عن حب الذي يسوده التوافق والمودة. من ناحيتها، تلفت د. عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، إلى أن هناك شريحة اجتماعية كبيرة تنجرف وراء زواج المصلحة بسبب ضغوط الحياة وارتفاع متطلبات المعيشة والزواج، حيث أصبحت المصالح المادية هي العامل المسيطر الأول والأخير على عقول الشباب، مشيرة إلى أن هناك نوعان من هذا الزواج، النوع الأول تكون فيه المصلحة معروفة ومحددة بين الطرفين لضمان حياة أسرية مستقرة ولبقائها أطول فترة ممكنة، أما النوع الثاني وهو الذي تنتهي فيه العلاقة الزوجية بمجرد تحقيق المصلحة، وتكون نتائج هذا الزواج وخيمة، وعلى الفرد أن يتحمل نتائج اختياره لأن زواج المصلحة هو صفقة وليس زواجا بالمعنى المتعارف عليه، وبها نوع من التجارة والمكاسب، وتظهر آثاره النفسية على المرأة أكثر من الرجل، حتى وإن حققت بعض المكاسب المادية. تؤكد د. عزة، أن هناك بعض السيدات اللاتي يلجأن إلى هذا الزواج للهروب من شبح العنوسة أو التخلص من مصطلح مطلقة أو أرملة، وهي من الأسباب التي فرضتها العادات والتقاليد على المرأة، مشيرة إلى أن على المرء أن يحسن اختيار الشريك، كون أن كثيرا من المفاهيم المادية التي تتعلق بالمستوى المادي والجمال، من شأنها أن تتغير بعد الزواج وبعد وجود أسرة وأبناء، وسيكون هذا الزواج المبني على المصلحة معرضا للسقوط مع أول عقبة يواجهها الطرفان، كون أنها علاقة بدأت في الأساس على خطأ، فالعلاقة الزوجية القويمة لا بد وأن تقوم على المودة والرحمة والتفاهم والتعاون لبناء أسرة ناجحة ومستقرة. خدمة ( وكالة الصحافة العربية ) الحب والمودة هما أساس الزواج، لكن مع تطور المفاهيم واختلاف الثقافة المجتمعية وتبدل القيم والمبادئ، ومنها تغير الغاية والهدف من الزواج، أصبحت المصلحة والمكاسب المادية هما أساس العلاقة الزوجية، فظهر ما يُعرف بزواج المصلحة، والذي يكون مجرد عقد زواج لصفقة تجارية مادية يحقق منها الطرفان مكاسب مادية، وليست حياة زوجية مبنية على المودة والرحمة. وبحسب ما ورد في مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة المصرية، فإن هناك ارتفاع ملحوظ في ظاهرة "زواج المصلحة" والتي غالبا ما تنتهي بكوارث وصلت نسبتها إلى أكثر من 40 بالمئة، تتفاوت بين السرقة، والنصب والتعدي بالضرب، وقد تصل إلى حد القتل من أجل الحصول على أموال الزوج أو الزوجة. حول ذلك يقول د. طه أبو حسين، استشاري الصحة النفسية: هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشباب للانجراف وراء زواج المصلحة ولعل من أبرزها، السعي وراء المال أو النفوذ والسلطة، ناهيك عن الأسباب الاجتماعية المتعلقة بالظروف الصعبة الحالية والتي تجعل الشباب يلجؤون لمثل هذه الزيجات للتخلص من أعباء الزواج، مشيرا إلى أن الزواج الذي يستهدف من ورائه المصلحة يكون غير طبيعي، كون أن العلاقة الطبيعية تنشأ بين شخصين يحكم بينهما الحب والمودة والتفاهم، ويكون هناك تكافؤا من الناحية العمرية والمستوى الثقافي والعلمي والديني، كما اتضح في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وفي الحديث الشريف إشارة مباشرة بل أمر بأهمية أن تكون المرأة صالحة صاحبة دين ومبادئ وليست صاحبة مصلحة، وذلك حتى يكون الزواج ناجحا. يشير أبو حسين إلى أن في زواج المصلحة غالبا ما يكون هناك فارق عمر كبير بين الطرفين، حيث يوافق الشاب على الزواج من امرأة تكبره بعشرات السنوات من أجل الحصول على أموالها أو وظيفة ما، كذلك الحال بالنسبة للفتاة التي توافق على الزواج من رجل أكبر منها في العمر لكي يلبي لها احتياجاتها المادية، لافتا إلى أنه بمجرد انتهاء المصلحة والغرض من الزواج تنتهي العلاقة فعليا، ويكون الطلاق هو الخيار الأفضل بالنسبة لذلك الزواج، مؤكدا أن العلاقة الزوجية الناجحة تبنى على الحب والمودة والتفاهم والرحمة، ولا تكون أبدا متعلقة بمصلحة شخصية، فالرابطان العاطفي والنفسي هما اللذان يكملان مسيرة الحياة الزوجية لأن العلاقة الزوجية تستمر بالصفات المحببة بينهما. أما عن دور الوالدين والأسرة في زواج المصلحة، فيوضح د. طه أبو حسين ، أن هناك من الآباء من يجبر الابن أو الابنة على زواج المصلحة من شخص ما من أجل تحقيق مصلحة معينة من ورائه، وهو ما نهى عنه الشرع، حيث لا يصح أن تجبر الأسرة ابنتها للزواج من رجل من أجل الحصول على منفعة لأنها بذلك تحكم على حياتها بالفشل والتعاسة، مشيرا إلى أن الإحصائيات وجدت أن نسبة فشل زواج المصلحة تتخطى الستين بالمئة، بالمقارنة مع الزواج عن حب الذي يسوده التوافق والمودة. من ناحيتها، تلفت د. عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، إلى أن هناك شريحة اجتماعية كبيرة تنجرف وراء زواج المصلحة بسبب ضغوط الحياة وارتفاع متطلبات المعيشة والزواج، حيث أصبحت المصالح المادية هي العامل المسيطر الأول والأخير على عقول الشباب، مشيرة إلى أن هناك نوعان من هذا الزواج، النوع الأول تكون فيه المصلحة معروفة ومحددة بين الطرفين لضمان حياة أسرية مستقرة ولبقائها أطول فترة ممكنة، أما النوع الثاني وهو الذي تنتهي فيه العلاقة الزوجية بمجرد تحقيق المصلحة، وتكون نتائج هذا الزواج وخيمة، وعلى الفرد أن يتحمل نتائج اختياره لأن زواج المصلحة هو صفقة وليس زواجا بالمعنى المتعارف عليه، وبها نوع من التجارة والمكاسب، وتظهر آثاره النفسية على المرأة أكثر من الرجل، حتى وإن حققت بعض المكاسب المادية. تؤكد د. عزة، أن هناك بعض السيدات اللاتي يلجأن إلى هذا الزواج للهروب من شبح العنوسة أو التخلص من مصطلح مطلقة أو أرملة، وهي من الأسباب التي فرضتها العادات والتقاليد على المرأة، مشيرة إلى أن على المرء أن يحسن اختيار الشريك، كون أن كثيرا من المفاهيم المادية التي تتعلق بالمستوى المادي والجمال، من شأنها أن تتغير بعد الزواج وبعد وجود أسرة وأبناء، وسيكون هذا الزواج المبني على المصلحة معرضا للسقوط مع أول عقبة يواجهها الطرفان، كون أنها علاقة بدأت في الأساس على خطأ، فالعلاقة الزوجية القويمة لا بد وأن تقوم على المودة والرحمة والتفاهم والتعاون لبناء أسرة ناجحة ومستقرة. خدمة ( وكالة الصحافة العربية )