يعد البكاء من أصدق التعبيرات عن المشاعر الإنسانية المختلطة التي يشعر بها الإنسان داخله، لكن عندما يكون البكاء من الرجل الذي يتسم بالقوة والتحمل يختلف الوضع، فقد رسخت العادات والتقاليد والموروثات الثقافية أن بكاء الرجل هو دليل قاطع على ضعفه، إلا أنه من رؤية أخرى، قد يكون تعبيرا عن صدق مشاعره وحبه الحقيقي، خاصة عندما يكون بكاء الرجل أمام المرأة. وقد أشارت دراسة برازيلية مختصة في العلاقات الاجتماعية، إلى أن المرأة عرفت ببكائها منذ القدم، والرجل عرف بتمنعه عن البكاء لأسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها الاعتقاد بأن ميله إلى البكاء يؤثر على الروح المعنوية للأسرة بأكملها، كما أنه يعتبر غير محبب بالنسبة للمرأة حيث ترى به ضعفا ومهانة، بالرغم من أن الدراسات تشير إلى عكس ذلك، ومن خلال استطلاع لرأي نحو 4 آلاف امرأة من جنسيات مختلفة، وجد أن البكاء ليس دليل ضعف أو قوة، بل هو تعبير عن أحاسيس في مواقف معينة، وبكاء المرأة لا يعني أنها ضعيفة، لأن هناك نساء قادرات، ولكنهن يلجأن إلى البكاء في مواقف كثيرة، ربما يعتبرها الرجل تافهة، فالبكاء بالنسبة للمرأة لا يعتبر تعبيرا عن ضعفها في أمر ما، بل هو طريقة لإخراج المشاعر الحزينة بداخلها ويساعدها على إزالة قسط كبير من أحزانها، مؤكدة أن الرجل يكبت في داخله الكثير من الشحنات والطاقة السلبية بسبب مقاومته للبكاء وتفضيل المظهر الخارجي على الحقائق. ووجدت الدراسة أن الرجال يبكون ولكنهم يفعلون ذلك عندما يكونون وحدهم، أي أنهم يبكون عندما لا تكون هناك امرأة أمامهم، وقالت نسبة 55 بالمئة من النساء اللواتي شاركن في استطلاع الرأي إنهن شاهدن أزواجهن يبكون بشكل سري، كما تبين أن المرأة العصرية تفضل الزواج من الرجل القادر على البكاء في المواقف التي تتطلب ذلك، حيث أن بكاء الرجل أمام المرأة بدأ يأخذ شكلا إيجابيا بالنسبة للمرأة العصرية، فهو يشعرها أن نصفها الآخر يستطيع أن يشاركها البكاء، حيث تشعر بأنه مخلوق مثلها يملك أحاسيس ويظهر الحنان، كما أن النساء يعتقدن بأنهن يتمتعن بالممارسة الحميمية مع الرجل، الذي يشاركهن عاطفة البكاء، والسبب هو شعورهن بألفة أكبر. ويقول د. محمد السيد، استشاري الطب النفسي: بكاء الرجل يعد شكلا من أشكال التعبير عن المشاعر التي تجسد لحظات من الفرح أو الحزن، فالدموع من شأنها أن تريح النفس وتخفف من حدة الضغط الذي يعانيه الرجل في مختلف نواحي الحياة، مؤكدا أن البيئة الشرقية التي نعيش بها هي التي وضعت تلك القيود على تعبير الرجل على مشاعره وعواطفه بالدموع فنسبت إليه الضعف، الأمر الذي أوصله في بعض الأحيان للإصابة بأمراض نفسية نتيجة الكبت وعدم تفريغ شحنة الغضب التي بداخله من خلال البكاء، وذلك بسبب أنه منذ صغره وهم يقولون "البكاء للنساء.. أنت رجل والرجال لا تبكي"، مشيرا إلى أن هذه المعايير الاجتماعية تشكل عبئا ثقيلا على الرجال لأنهم يدركون الخلفية السلبية للبكاء عند النساء، لذلك نجد أن معظم الرجال قد نسوا أن يبكوا وكانت عقولهم مبرمجة على رفض فكرة البكاء، وبالتالي يخسرون مع الوقت التوازن النفسي المطلوب. ويضيف السيد: للبكاء أهمية كبيرة في حياة الرجل، فكل شخص منا معرض لأن يكون في أزمة، لذلك حين نبكي نكون في حاجة إلى دعم عاطفي من جانب الطرف الآخر، مؤكدا أن الدموع تعد من نعم الله علينا كي نستعيد توازننا، وننفس عن التراكمات والضغوط، وليست تعبيرا عن الضعف كما رسخت المجتمعات في أذهاننا، لافتا إلى أن بعض الرجال يرون أن البكاء ليس من شيم الرجولة وأن الرجل يجب أن يكون شخصا قويا لا يعرف البكاء مهما كان الأمر صعبا عليه، وبالتالي فيكون البكاء محرما وممنوعا لديه، في حين يرى بعض الرجال أن بكاء الرجل ما هو إلا رحمة وأنه لا يبكي لأتفه الأسباب وإنما يبكي عندما تكون هناك معاناة حقيقية يمر بها في حياته، أما بالنسبة للنساء فهن يعتبرن بكاء الرجل أمرا غير مرغوب فيه، لأن الرجل بالنسبة لها هو السند والأمان الذي تعتمد عليه في حياتها، فبكاء الرجل يجعلها تشعر بالضعف، في حين ترى بعض النساء الأخريات أن بكاء الرجل لا ينقص من قدره خاصة إذا كان السبب قويا، أو تعبيرا عن صدق مشاعره. بدورها، توضح د. رشا الجندي، أستاذة الصحة النفسية بجامعة بني سويف، هناك بعض المفاهيم النفسية الخاطئة التي تضر بالفرد والمجتمع، ومنها بكاء الرجل ونظرة المجتمع له كشخص ضعيف، مؤكدة أن البكاء هو وسيلة لتخليص الجسم من سمومه وإخراج الطاقة السلبية لدى الفرد، لافتة إلى أن هناك بعض النساء اللاتي يقعن في أخطاء عندما يتفاجأن ببكاء شريكهن أمامهن والتي يجب تجنبها، وأهمها سؤاله "هل تبكي؟"، والذي يشعره بالحرج، فيحاول في ذلك الوقت أن يخفي مشاعره بدلا من التعبير عنها أمامها، كذلك عدم نصح الرجل بأن يأخذ الأمور ببساطة، لأن وقتها سيتجنب أن يبوح بما يدور في رأسه كونه يجد المشكلة كبيرة ولا يستطيع تحملها، ناصحة بعدم الدخول في بعض التفاصيل الخاصة بوصوله لهذه المرحلة، لأن الموقف يحتاج إلى لمسة مريحة أو معانقة في بعض الأحيان، لأن الاهتمام والرومانسية من أفضل التعابير لإزالة الشعور بالضغط والتوتر، كذلك يجب تجنب الدخول في مواضيع أخرى، لأن تحويل العقل والتفكير في هذه اللحظات ما هو إلا حل مؤقت لهذه الحالة، حيث يفضل المشاركة في المشاعر حتى يشعر المرء بعدم الوحدة وتتحسن حالته النفسية والمزاجية. خدمة ( وكالة الصحافة العربية ) يعد البكاء من أصدق التعبيرات عن المشاعر الإنسانية المختلطة التي يشعر بها الإنسان داخله، لكن عندما يكون البكاء من الرجل الذي يتسم بالقوة والتحمل يختلف الوضع، فقد رسخت العادات والتقاليد والموروثات الثقافية أن بكاء الرجل هو دليل قاطع على ضعفه، إلا أنه من رؤية أخرى، قد يكون تعبيرا عن صدق مشاعره وحبه الحقيقي، خاصة عندما يكون بكاء الرجل أمام المرأة. وقد أشارت دراسة برازيلية مختصة في العلاقات الاجتماعية، إلى أن المرأة عرفت ببكائها منذ القدم، والرجل عرف بتمنعه عن البكاء لأسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها الاعتقاد بأن ميله إلى البكاء يؤثر على الروح المعنوية للأسرة بأكملها، كما أنه يعتبر غير محبب بالنسبة للمرأة حيث ترى به ضعفا ومهانة، بالرغم من أن الدراسات تشير إلى عكس ذلك، ومن خلال استطلاع لرأي نحو 4 آلاف امرأة من جنسيات مختلفة، وجد أن البكاء ليس دليل ضعف أو قوة، بل هو تعبير عن أحاسيس في مواقف معينة، وبكاء المرأة لا يعني أنها ضعيفة، لأن هناك نساء قادرات، ولكنهن يلجأن إلى البكاء في مواقف كثيرة، ربما يعتبرها الرجل تافهة، فالبكاء بالنسبة للمرأة لا يعتبر تعبيرا عن ضعفها في أمر ما، بل هو طريقة لإخراج المشاعر الحزينة بداخلها ويساعدها على إزالة قسط كبير من أحزانها، مؤكدة أن الرجل يكبت في داخله الكثير من الشحنات والطاقة السلبية بسبب مقاومته للبكاء وتفضيل المظهر الخارجي على الحقائق. ووجدت الدراسة أن الرجال يبكون ولكنهم يفعلون ذلك عندما يكونون وحدهم، أي أنهم يبكون عندما لا تكون هناك امرأة أمامهم، وقالت نسبة 55 بالمئة من النساء اللواتي شاركن في استطلاع الرأي إنهن شاهدن أزواجهن يبكون بشكل سري، كما تبين أن المرأة العصرية تفضل الزواج من الرجل القادر على البكاء في المواقف التي تتطلب ذلك، حيث أن بكاء الرجل أمام المرأة بدأ يأخذ شكلا إيجابيا بالنسبة للمرأة العصرية، فهو يشعرها أن نصفها الآخر يستطيع أن يشاركها البكاء، حيث تشعر بأنه مخلوق مثلها يملك أحاسيس ويظهر الحنان، كما أن النساء يعتقدن بأنهن يتمتعن بالممارسة الحميمية مع الرجل، الذي يشاركهن عاطفة البكاء، والسبب هو شعورهن بألفة أكبر. ويقول د. محمد السيد، استشاري الطب النفسي: بكاء الرجل يعد شكلا من أشكال التعبير عن المشاعر التي تجسد لحظات من الفرح أو الحزن، فالدموع من شأنها أن تريح النفس وتخفف من حدة الضغط الذي يعانيه الرجل في مختلف نواحي الحياة، مؤكدا أن البيئة الشرقية التي نعيش بها هي التي وضعت تلك القيود على تعبير الرجل على مشاعره وعواطفه بالدموع فنسبت إليه الضعف، الأمر الذي أوصله في بعض الأحيان للإصابة بأمراض نفسية نتيجة الكبت وعدم تفريغ شحنة الغضب التي بداخله من خلال البكاء، وذلك بسبب أنه منذ صغره وهم يقولون "البكاء للنساء.. أنت رجل والرجال لا تبكي"، مشيرا إلى أن هذه المعايير الاجتماعية تشكل عبئا ثقيلا على الرجال لأنهم يدركون الخلفية السلبية للبكاء عند النساء، لذلك نجد أن معظم الرجال قد نسوا أن يبكوا وكانت عقولهم مبرمجة على رفض فكرة البكاء، وبالتالي يخسرون مع الوقت التوازن النفسي المطلوب. ويضيف السيد: للبكاء أهمية كبيرة في حياة الرجل، فكل شخص منا معرض لأن يكون في أزمة، لذلك حين نبكي نكون في حاجة إلى دعم عاطفي من جانب الطرف الآخر، مؤكدا أن الدموع تعد من نعم الله علينا كي نستعيد توازننا، وننفس عن التراكمات والضغوط، وليست تعبيرا عن الضعف كما رسخت المجتمعات في أذهاننا، لافتا إلى أن بعض الرجال يرون أن البكاء ليس من شيم الرجولة وأن الرجل يجب أن يكون شخصا قويا لا يعرف البكاء مهما كان الأمر صعبا عليه، وبالتالي فيكون البكاء محرما وممنوعا لديه، في حين يرى بعض الرجال أن بكاء الرجل ما هو إلا رحمة وأنه لا يبكي لأتفه الأسباب وإنما يبكي عندما تكون هناك معاناة حقيقية يمر بها في حياته، أما بالنسبة للنساء فهن يعتبرن بكاء الرجل أمرا غير مرغوب فيه، لأن الرجل بالنسبة لها هو السند والأمان الذي تعتمد عليه في حياتها، فبكاء الرجل يجعلها تشعر بالضعف، في حين ترى بعض النساء الأخريات أن بكاء الرجل لا ينقص من قدره خاصة إذا كان السبب قويا، أو تعبيرا عن صدق مشاعره. بدورها، توضح د. رشا الجندي، أستاذة الصحة النفسية بجامعة بني سويف، هناك بعض المفاهيم النفسية الخاطئة التي تضر بالفرد والمجتمع، ومنها بكاء الرجل ونظرة المجتمع له كشخص ضعيف، مؤكدة أن البكاء هو وسيلة لتخليص الجسم من سمومه وإخراج الطاقة السلبية لدى الفرد، لافتة إلى أن هناك بعض النساء اللاتي يقعن في أخطاء عندما يتفاجأن ببكاء شريكهن أمامهن والتي يجب تجنبها، وأهمها سؤاله "هل تبكي؟"، والذي يشعره بالحرج، فيحاول في ذلك الوقت أن يخفي مشاعره بدلا من التعبير عنها أمامها، كذلك عدم نصح الرجل بأن يأخذ الأمور ببساطة، لأن وقتها سيتجنب أن يبوح بما يدور في رأسه كونه يجد المشكلة كبيرة ولا يستطيع تحملها، ناصحة بعدم الدخول في بعض التفاصيل الخاصة بوصوله لهذه المرحلة، لأن الموقف يحتاج إلى لمسة مريحة أو معانقة في بعض الأحيان، لأن الاهتمام والرومانسية من أفضل التعابير لإزالة الشعور بالضغط والتوتر، كذلك يجب تجنب الدخول في مواضيع أخرى، لأن تحويل العقل والتفكير في هذه اللحظات ما هو إلا حل مؤقت لهذه الحالة، حيث يفضل المشاركة في المشاعر حتى يشعر المرء بعدم الوحدة وتتحسن حالته النفسية والمزاجية. خدمة ( وكالة الصحافة العربية )