«إن الفن طريق المعرفة، وعالم الفن نظام خاص ذو قيمة للإنسان، يضارع عالم الفلسفة والعلوم، والحق أننا لا نبدأ في تقدير أهمية الفن في تاريخ البشرية إلا عندما نرى بكل وضوح، الفن بوصفه طريقًا للمعرفة، مساويًا للطرق الأخرى التي يتوصل بها الإنسان لفهم ما (...)
يشكل غياب النقد الفني عبئا كبيرا يقع على كاهل الفنانين الذين يعملون على هويتهم، فوجود الناقد الحقيقي مسألة في غاية الأهمية للفنان، دوره، إضافاته، تميزه، وليس الغرض منها مدح فنان أو ذم آخر، أو متابعة أخباره، بل قراءة أعماله منهجياً ومتابعتها والخوض (...)
إنه عبد الوهاب، الموسيقار الذي وضع بصمة لن يمحوها تعاقب الأجيال، فهو ببساطة لم يكن موسيقيا لجيل واحد، كان يكتب للمستقبل، ليظل فيه، وهكذا حفظته الذاكرة ليس في لحظتها، بل في سجلها الأكثر نصاعة، لأنه سجل الإنسانية والحضارة.
منذ فترة وأنا أقرأ كتابا (...)
عرفت الإنسانية الطير كأحد أول مصادر الموسيقى التي تمنحها الطبيعة، ولكن هل كل الطيور تمنحنا المشاعر نفسها عندما نستمع إليها؟ في الحقيقة أن هناك من الطيور ما يستفز
الخوف لدى الإنسان أو الحيوان على حد سواء، فسماع صوت صقر حاد في السماء لتائه في الصحراء (...)
وجدت شكوى (فساد صنعة الغناء منذُ زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي تلقى الشكوى بمسؤولية وأمر بجمع أفضل ألف صوت (أغنية) ووضعهم في كتاب ليفصل الغث عن السمين.
ووصل الأمر بمنع الكثيرين من الغناء في قاعات بغداد آنذاك، ليسود الجيد من الغناء، ولذلك لجأ (...)
كيف تهيمن الموسيقى والصوت على الروح، وتحلق بها وتخرجها من مدار لمدار، وتعود بها وقد صارت أكثر جمالاً؟
من أين لهذا الصوت الصادر من أدوات صنعها الإنسان كل هذا التأثير، ولماذا تترجمه الأذن بكل هذا الانحياز؟ لو أغمضنا عيوننا لزمن قصير وتخيلنا أن العالم (...)
قال الكاتب الألماني غوته: «كل الفنون تسعى كي تكون موسيقى». والمعنى في مقولة غوته أعمق مما يظهر على سطحها، فالمسعى الإبداعي لتكوين الموسيقى، ليس معنى حرفيا بالنسبة للموسيقى بحد ذاتها، فإذا اتفقنا على تعريف الموسيقى بأنها كل ما يطرب النفس ويشجي الروح، (...)
عندما كان أجدادنا يقولون «العلم في الصغر كالنقش في الحجر» كانوا مصيبين إلى أبعد الحدود، والعلم ليس مجرد رياضيات وأرقام وأبجدية ودروس في النحو أو سوى هذا، العلم كبير إلى أبعد مما يمكن أن يوصف، فهو مادة داخل كل شيء في الحياة، سواء كان جمادا أو (...)
شكلّت نجاة الصغيرة في ذاكرتي مكانة خاصة ظلّت حتى في غيابها عن الغناء والمسرح ذاكرة تحن إلى دفء صوتها ومكانته الخاصة.
مطربة دافئة، هذا وصف ينطبق بجدارة على صوتها الحاضر بنبرته الخاصة وجمال عُربه وروعة تلوناته، وهو ينتقل من مكان لآخر ضمن مساحة ليست (...)
الصمت لغة خاصة جدا، لغة يفهمها أغلب الناس، فالصمت في حيّز المجتمع يعتبر أحيانا احتجاجا، وأحيانا أخرى قد يعبر عن خجل وحياء، وفي أحيان مختلفة قد يعبر عن الحرج من الرد، ويختلف دائما مفهومه تبعا لاختلاف اللحظة والموقف. عندما يقرأ الشاعر قصيدته فإن فترات (...)
بين العفوية والخبرة كنت أنظر إلى لوحات تشكيلية رسمتها أصابع مجموعة من الأطفال، معروضة في قاعة المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، وكان رئيسه وقتها جابر عصفور.
وقفت مشدوها أمام ما لونته الطفولة أو ما أبدعته من خطوط وألوان، العفوية أول صفة تخطر ببالنا (...)
الفن ألوان أذكر منذ أكثر من عشر سنوات أن الفضائية المصرية كانت تعد لبرنامج فكرته جميلة ومحرضة على الإبداع في مكان مختلف، يومها طرح عليّ مخرج البرنامج فكرة أن أقدم كموسيقي رؤية لفيلم تلفزيوني قصير، مدته لا تتجاوز الخمس دقائق، على أن أكون في الفيلم (...)
كما قدمت الحضارات المتتالية معارف مختلفة للعالم تخص كل شيء في الحياة، قدمت أيضا للموسيقى نقلات مختلفة إن كان عبر اختراع أو عمل آلات موسيقية مختلفة او عبر استحداث مقامات جديدة وأساليب موسيقية مختلفة.
وبالرغم من تقارب الشرق على سبيل المثال فإن الآلات (...)
كما قدمت الحضارات المتتالية معارف مختلفة للعالم تخص كل شيء في الحياة، قدمت أيضا للموسيقى نقلات مختلفة، إن كان عبر اختراع أو عمل آلات موسيقية مختلفة أو عبر استحداث مقامات جديدة وأساليب موسيقية مختلفة.
وعلى الرغم من تقارب الشرق، على سبيل المثال، فإن (...)
كما يحاور الحرف نظيره، تحاور الموسيقى نظائرها، وفي حوار الموسيقى ليست هناك لغة موحدة، بل تجانس يجعل من «الميلودي» ألوانا تتقارب وتنجدل وتجدد بعضها بعضا، من خلال عملية أشبه ما تكون بتلك الوردة التي تأتي من بذرتين مختلفتين.
وردة الموسيقى غالبا ما تكون (...)
هناك تقاليد في كل مكان من هذا العالم تؤشر إلى حضارات وأعراق وجنسيات، وتندرج ضمن هذه التقاليد الملابس والطعام وأشياء كثيرة مختلفة، تعرفنا أن هذا الشخص أو هذا المكان ينتمي لحضارة ما.
اللغة أيضا تجمع شعوبا وتفرق أخرى، كذلك الموسيقى، فنحن بوسعنا أن (...)
قال الفيلسوف والعالم ابن سينا، إن من مسكنات الأوجاع ثلاثة: المشي الطويل، الغناء الطيب، الانشغال بما يُفرح الإنسان. وبعد هذه المقولة بزمن طويل جاء العلم ليؤكد أن الموسيقى تحفز الدماغ على إفراز مادة الأندروفين، وهي مادة تُقلل من الإحساس بالألم، وتعمل (...)
حاولت كثيرا أن أكتب عن الموسيقى وحدها، لكنني طيلة الوقت أقع تحت مشاعر تتنازعني، أحيانا أستطيع أن أحول الألم كله إلى قطعة موسيقية، لكن المقطوعة نفسها تظل بالنسبة لي ذاكرة مؤلمة مهما رقت. المعاناة والحزن والألم كلها مدارات تشبه تماما السلالم الموسيقية (...)
ما سبب وجود أصوات جميلة لدى قلة من الناس؟ هل الطبيعة هي التي تمنح سمات مضافة للبشر مثل المواهب والأصوات والقدرات المتميزة أم الخالق؟
إذا كانت الطبيعة فلم يخرج وأحد متميز من كل عشرة الآف من البيئة نفسها فقط؟ كم شخصا يعرف قيمة ما يملك من الموهبة، (...)
وسط الحراك السياسي والاجتماعي العربي أين تقف الموسيقى وما دورها الحالي والمقبل؟
كيف يمكن أن تعيد الموسيقى حضورها بعد أن أصبح الاهتمام بالثقافة ثانوياً؟
هل تحتمل شعوبنا وسط الموت والحروب والتهجير والنزوح شيئاً من الموسيقى؟
أسئلة كثيرة تشغلني ومعي (...)
كما أن للموسيقى فلسفة، كذلك للغناء فلسفة جمالية تبنيه وتؤطر قوامه بالمعرفة ممتزجة بمتعة الإحساس بالجمال ونشوة الروح.
وفلسفة الغناء تستند إلى دعائم متعددة ولا تكتفي بركيزة، بل تشمل كل الأغنية منذ مستهلها وحتى خاتمتها، وتنسحب فلسفة الغناء على الموسيقي (...)
كلما أشرع في كتابة نص عن الملحن العبقري محمد الموجي أجدني في حيرة شديدة، ومصدر حيرتي أسباب كثيرة جدا،ً فقد ولد محمد الموجي عام 1923 في كفر الشيخ، وهو عام رحيل سيد درويش أهم ملحن مصري أستطاع أن يخلّص الأغنية المصريّة من التبعية العثمانية، هذه مفارقة (...)
«إن الفن طريق المعرفة، وعالم الفن نظام خاص ذو قيمة للإنسان، يضارع عالم الفلسفة والعلوم، والحق أننا لا نبدأ في تقدير أهمية الفن في تاريخ البشرية إلا عندما نرى بكل وضوح، الفن بوصفه طريقًا للمعرفة، مساويًا للطرق الأخرى التي يتوصل بها الإنسان لفهم ما (...)
فتاة ريفية من الجنوب التونسي، أحبت شابا تونسيا ليتعذر اللقاء بسبب التقاليد الصارمة، أحداث كثيرة.. فتاة ربما لم تلتق بالشاب أبدا، وربما التقته في نظرة من بعيد.. قررا أن يحطما قيود التقاليد وأن يلتقيا على الحب.. وفي الموعد المحدد يرسم القدر فراقا (...)
شاهدت العرض المسرحى "حلو الكلام" للمخرج خالد جلال، الذى يعرض حالياً فى مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، ويقوم ببطولته طلاب الدفعة الثالثة من المركز، ويعتمد العرض على عدد من النصوص الشعرية العامية منها والفصحى لكبار الشعراء الكبار مثل أحمد فؤاد (...)