هكذا من اختاروا الدرب الصعب والطويل الصحافة تقدم الأرواح النبيلة التي دفعت ثمن الحقيقة (الجزيرة)
وائل الدّحدوح.. صبرا، الكلّ يختار طريقه، ويدرك منتهاه، العزاء أننا من البدء كنّا نعرف الثّمن المدفوع، كلنا يدرك أن البدء كان بالكلمة، ولها، وأن المنتهى (...)
دائمًا ما كانت السياسة بائسة في بلادنا. على نحو ما هي غائبة، لانحصارها قصرًا في طبقة وَرِثَتْ الدولة من بعد انحسار الحقبة الاستعمارية المباشرة، ومقولة "الشيوخ أبخص" الدارجة في الخليج (وهي تعني بالشيوخ أمراء الحكم المنحدرين من زعامة القبائل)، هذه (...)
يُمارس النظام المصري وأجهزته الأمنية والقضائية حاليًا أقصى أنواع التصرفات التي تنم عن الإصابة بسعار الانتقام والغل، بعيدًا عن أي لجوء للسياسة أو ممارساتها ولو من قبيل الموازنات وحفظ ماء الوجه، حيث الإصرار على تمرير أحكام الإعدام بحق معارضيه المجهز (...)
في ظل واقع جغرافي لا تحسد عليه، تتعرض قطر لحصار دبلوماسي بإجراءات تضعها أمام أزمات متعددة بخيارات محدودة. وفي ظل عالم متغير بجنون، تتغير فيه التحالفات في كل لحظة؛ تقف قطر أمام خيارات سياسية شديدة الحساسية وواقع سياسي غير مضمون الثبات وغير مأمون (...)
ولِدتُ شاعرًا؛ وجاءتْني الرّواية على غفلةٍ من الشّعر في زمن الوقوع في الشَّرَك. إنّها غواية السّرد الّذي صار قادِرًا على أنْ يفتن، ويُبهِج، ويفصلكَ عنك. ومنذ أنِ اجتاحت موجة الرواية العالَم، ليسَ العربيّ وحده فحسب، طفا سؤال على السّطح كان يُحاول (...)
في ظهيرة يوم 11 فبراير 2011 أصبت بحالة شديدة من اليأس. كان يبدو أننا محاصرون في ميدان التحرير وأنه لا تلوح في الأفق أي بوادر لنجاح هذه الثورة. ورغم أنني كنت أنقل مع زملائي للعالم بثا حيا للحشود الهادرة، إلا أنني كنت كصحفي أحوج ما أكون إلى خبر (...)
دفعني نقاشٌ رأيته على مواقع التواصل الاجتماعي حول مسلسل أرطغرل إلى استكشافه والتعرف عليه عن قرب لأعاين الأمر بنفسي دون أحكامٍ مسبقة؛ وبعد أن كنت أود مشاهدة بعض المشاهد أو الحلقات وجدت نفسي اليوم شغوفًا بالمسلسل ومتابعة أحداثه رغم أنني لست من هواة (...)
يومي الأول في السجن -بل شهري الأول- كان كنزهة صيفية لم أكن أشغل نفسي فيها كثيرا بالتفكير القاسي، كنت أستمتع بحياة إحدى وعشرين فتاة داخل أربعة أمتار في ثلاثة أمتار طوال أربع وعشرين ساعة، كدار أيتام متهالكة تقطنها فتيات يطوين داخلهن حلما جميلا لحياة (...)
نفتح اليوم الكتاب الخامس (1) من سلسلة "مكتبة الثائر المصري"، التي بدأناها على صفحات مدونات الجزيرة، واخترنا اليوم كتاب "كل رجال الباشا" للدكتور خالد فهمي، وهذا الكتاب حقق شهرة كبيرة منذ صدوره لأنه يكشف وجها غير مشهور عن شخصية محمد علي باشا الكبير (...)
صعدت إلى الطابق الخامس في فندق أمبوس مونذوس القديم وسط هافانا، ووصلت إلى الغرفة رقم 511. طرقت الباب وخرجت لي سيدة أربعينية نضرة، عيونها زرقاء وملامحها لاتينية بامتياز. طلبت مني بلباقة الانتظار قليلا ريثما تنتهي من الضيف معها في الداخل فليس بوسعها (...)
استطاع الروس أن يمدوا نفوذهم في سوريا، لا لأنهم قصفوا المدن وقتلوا المدنيين، فالأمريكيون يفعلون ذلك منذ سنوات في سوريا والعراق، وحروب العصابات لا تحسم من الجو في العادة، إنما غلب الروس على البلاد لأنهم وحدهم من قرر من أن يتفق مع كل من الأتراك (...)
نضع اليوم الكتاب الرابع في سلسلة "مكتبة الثائر المصري"، وهي المكتبة التي نرى أنه ينبغي على ثوار مصر أن يستوعبوها في كفاحهم ضد الانقلاب العسكري، وكنا ذكرنا أنها أربعة أقسام: قسم في تجارب الثورات الناجحة أو الفاشلة، وقسم في علم الاجتماع السياسي، وقسم (...)
إن كنا نظن أن كل ما رأيناه في حلب، من قتل وحرق وقصف ودمار، هو الخراب، وإن كنا نعتقد أن الشعر تكثف المجاز ومعنى الشاعر، وحسب؛ فإننا نخطئ مجددا ومجددا. لم يكن الخراب بعد، ولم تكن نبوءة مظفر: "سيكون خرابا"، مجازا للعراقي الحزين. سيكون خرابا.
لم تكن (...)
لا يمكن وصف ما يجري في حلب، ذلك أنّ سلاحنا الوحيد في الوصف؛ المجاز، صار حقيقة. حين نقول أنهار من الدماء، فهي أنهار من الدماء، وحين نقول: الخراب الذي لا يتنفّس، فهو الخراب الذي لا يتنفّس. لا يمكن وصف ما يجري في حلب، فما يستعين به الواصف أعمى وما ينطق (...)
مجددا أقع في غواية سحر المدينة.. يوميات تشي غيفارا، حكايات الثورة، موسيقى السالسا، السيارات من الطرازات القديمة، رائحة السيجار الكوبي، وضحكات نساء يقال إنهن الأجمل في العالم. ويقدر أن الذي يفتح عيناي على كوبا صديق فلسطيني كنت أظنه أحمقا.
يرتدي أسامة (...)
من المثير للشفقة رؤية جماعة تتشدق ب 80 عامًا من العمل السياسي ولا تستطيع تميز "الطعم" حين يلقى أمامها وتستدرج كما السذج تخوفًا ربما من أن تعاد على رؤوسهم بطحة يناير، إلى أن ينتهي بها المطاف أملًا في وهم كاذب.
منذ 2011 وجد الإخوان أنفسهم مطالبين (...)
كانت تنظر إليَّ عبر السياج الحديدي والحاجز الزجاجي الذي ضرب بيني وبينها في قاعة المحاكمة، وما أن تلاقت عينانا؛ حتى ابتسمت وأشاحت بوجهها سريعا.. أرادت حبيبتي أن لا أرى عبراتها التي انسابت رغما عنها، لا تدري أن دموعها قد شقَّت أخاديدها في قلبي قبل أن (...)
في الساعات الأخيرة قبل الرحيل، طفقت أذرع أزقة "البيازين"، أطوف في أحشاء المدينة، أرى طيف الصبية الحسناء العارية التي تنحدر مسرعة من أعلى التلة "وشعرها الأسود مرسل يغطي كتفيها، وعيناها الواسعتان يزيدهما الحزن اتساعا". وألمح من بعيد حسن الوزان يغادر (...)