قال شهود عيان ومصادر أمنية بمنطقتي الصرصورية والجندي المجهول الحدوديتين برفح المصرية إن السلطات المصرية تواصل عمليات تدمير الأنفاق الحدودية أسفل الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية والتي سبق وأن قام الجيش المصري تدمير العشرات منها ضمن الحملة الأمنية التي أعلنتها السلطات المصرية في أعقاب الهجوم المسلح على نقطة حدودية برفح والذي أسفر عن مقتل 16 ضابطا وجندياً مصرياً، وأعاد أصحاب تلك الأنفاق تطهيرها من جديد وإعادتها للعمل بالرغم من التحذيرات الأمنية. وقال عدد من سكان المنطقتين إن الجيش المصري يقوم بضخ المياه داخل تلك الأنفاق التي تستخدم في تهريب السلع ومواد البناء لقطاع غزة منذ أكثر من أسبوع تقريبا مشيرين بأن القوات المصرية حفرت بئرًا للمياه بالقرب من الحدود مع غزة بمنطقة "الصرصورية"، وتم مد خطوط مياه فى خراطيم بلاستيكية على سطح الأرض بطول المنطقة الحدودية خاصة مقابل المنطقتين بهدف نقل المياه من البئر عن طريق محركات رفع المياه إلى داخل الأنفاق الأرضية مما اضطر أصحاب هذه الأنفاق الى وقف العمل بها خشية انهيارها. وأضاف شهود العيان أن الجيش بدأ بهاتين المنطقتين ذات الطبيعة الرملية والأرض الرخوة وسريعة الانهيار بتعرضها للغمر بالمياه خلاف منطقة صلاح الدين والتي تتميز بالتربة السوداء " الطينة" مثل أرض وادي النيل فهي لا تسمح بتسريب المياه وبالتالي يمكن لأصحاب الأنفاق شفطها بمحركات رفع المياه ، فى حين أكد عدد آخر من سكان منطقة حي البرازيل برفح المصرية مشاهدتهم لخطوط مياه بلاستيكية تم مدها من خزانات ضخمة مملوءة بالمياه وإدخالها في فتحات الأنفاق المعروفة لدى الجهات الأمنية والتي دمرتها الحفارات في وقت سابق كما يتم مسائلة أى أشخاص يتواجدون بتلك المناطق الحدودية من خلال دوريات حرس الحدود. وأشار الشهود إلى أن شاحنات التهريب لم تتوقف ولم يتم اعتراضها من قبل الأكمنة والحواجز الأمنية التى تمر عليها على الرغم من بدء العملية . وتعدّ عملية غمر الأنفاق بالمياه واحدة من طرق عدة تستخدمها السلطات المصرية فى تدمير الأنفاق إضافة إلى الردم وإغلاق الأنفاق بالتدبيش وهي عملية يتم من خلالها وضع الحجارة والرمال داخل الأنفاق أو بالتفجير إذا كانت الأنفاق بعيدة عن الكتلة السكنية عبر زراعة متفجرات بداخلها . يذكر أن منطقة الشريط الحدودي بين مصر وغزة والبالغ طولها نحو 13كم تعدّ مرتعا خصبا لأنفاق التهريب التي لجأ الفلسطينيون إليها أعقاب فرض إسرائيل حصارًا مشددًا على القطاع لتوفير احتياجاتهم الغير المتوفرة بفعل الحصار بعد تمكن حركة حماس وسيطرتها على غزة.