قال مقاتلون من الطوارق شمالي مالي الاثنين إنهم احتجزوا اثنين من كبار زعماء المسلحين لدى فرارهما من الهجمات الفرنسية في اتجاه الحدود الجزائرية، بينما مضت فرنسا قدما في حملة القصف التي تستهدف المعسكرات الصحراوية لتنظيم القاعدة. وقال متمردون في الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنهم احتجزوا محمد موسى آغ محمد، وهو زعيم إسلامي فرض تفسيرا متشددا للشريعة على بلدة تينبكتو، وأوميني ولد بابا أحمد، الذي يعتقد أنه مسؤول عن خطف جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي انشقت عن القاعدة لرهينة فرنسي. وقال إبراهيم آغ الصالح المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد لرويترز من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو: "لاحقنا مجموعة سيارات لإسلاميين قرب الحدود واحتجزنا رجلين السبت. تم استجوابهما وإرسالهما إلى كيدال". وتقول الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها مستعدة لمساعدة المهمة التي تقودها فرنسا من خلال تعقب الإسلاميين، وعرضت إجراء محادثات سلام مع حكومة مالي في محاولة لرأب الصدع بين شمال وجنوب البلاد. وقال آغ الصالح: "إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام لا يمكننا إجراء انتخابات وطنية" في إشارة إلى خطة الرئيس المؤقت ديونكوندا تراوري لإجراء انتخابات يوم 31 يوليو المقبل. ويرفض الكثيرون في العاصمة باماكو، ومنهم قادة بالجيش يتهمون الحركة الوطنية لتحرير أزواد بإعدام بعض جنودهم في بلدة أغلهوك العام الماضي، بشدة إجراء أي محادثات. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن الاثنين أن انسحابا عسكريا فرنسيا من تينبكتو في مالي "يمكن أن يحصل في وقت سريع جدا"، لكن بدون القول ما إذا كانت القوات المتوافرة يمكن أن تشارك في هجوم بري بشمالي البلاد. وردا على سؤال من إذاعة "فرانس إنتر" عما إذا كانت الضربات الجوية في نهاية الأسبوع على منطقة كيدال تهدف إلى إضعاف الخصم قبل شن هجوم بري، قال فابيوس "الهدف هو تدمير قواعدهم الخلفية ومخازنهم". ولم يرد الوزير على سؤال بشأن هجوم بري محتمل. وأضاف "في المدن التي نسيطر عليها، نرغب أن تحل مكاننا سريعا القوات الإفريقية" التي أجازتها الأممالمتحدة. وأوضح فابيوس أن الانسحاب من تينبكتو "يمكن أن يتم في وقت سريع جدا، نعمل على ذلك لأن لا داعي للبقاء لفترة طويلة". وشن الجيش الفرنسي في الأيام الماضية ضربات جوية مكثفة على مواقع مجموعات متشددة مسلحة في منطقة كيدال في أقصى شمال شرقي مالي قرب الحدود الجزائرية، حيث أوقف مسؤول كبير في حركة أنصار الدين كما أفادت مصادر متطابقة. وردا على سؤال بشأن هذه النقطة قال فابيوس إنه ليس على علم بهذا التوقيف. وحسب باريس فإن الرهائن الفرنسيين السبعة في منطقة الساحل قد يكونوا معتقلين في منطقة كيدال. وأكد فابيوس أن الحكومة تواصل التحرك "بتصميم وتكتم".