مع اقتراب جرس الانتخابات الإسرائيلية التي تتسم بسمة مختلفة عن سابقتها من حيث التحديات التي تواجه العالم أجمع بالتوجه ناحية راية تسييس الدين الذي إنتاب العالم بشرقه و غربه مما ينم على ملاح جديدة تطرأ على عالمنا المعاصر حيث يتم إستخدام الدين كمرجعية ثابتة تؤكد الاتجاه و القرار السياسي الذي يُتخذ بسمة تعتمد على التأويل السياسي حتى و لو فيه نكهة الحق الإلهي المقدس و هذا ما ينتاب الانتخابات العامة الإسرائيلية التي من المرجح أن تتماشى مع المزاج العام بإختيار اليمين المتطرف المائل لقوة التوراة و السيف من خلال الكتلة التي إتحدت نحو هذا الهدف [الليكود – بيتنا] حيث الصفقة التي جمعت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و وزير خارجيته السابق [أفيجدور ليبرمان]. ولد أفيجدور ليبرمان يوم 5 يونيه من عام 1958 كناية عن يوم النصر الإسرائيلي السهل المفتقد للمواجهة العربية في [حرب الأيام الست] التي نطلق عليها في عالمنا العربي [النكسة] أو [نكسة 67] ليكون لهذا اليوم ماركة مسجلة له قد تصلح مستقبلاً في الانتخابات القادمة إذا أراد أن يصل إلى رئاسة الوزراء ، ولد أفيجدور ليبرمان بمولودافيا التابعة للاتحاد السوفيتي السابق بمدينة بيكيشناو باسم [إيبفت ليبرمان] و كانت لغة أهله الأساسية و التي نهل منها سليقته اليديشية [اللغة العبرية الخاصة بيهود روسيا و ألمانيا] و كان لليبرمان دور كبير في تأسيس المنتدى الصهيوني ليهود الاتحاد السوفيتي. بعد حصول ليبرمان على الشهادة الأولية قرر أن يلتحق بجامعة كييف بالاتحاد السوفيتي السابق و لكنه رُفض عند إجراء المقابلة لكونه يهوديًا حيث كانت هناك حساسيات بين النظام السوفيتي و اليهود و ألتحق بمعهد بيكيشناو للدراسات الزراعية و في عام 1978 قرر ليبرمان أن يهاجر إلى إسرائيل و قام بتغيير اسمه من [إيبفت] إلى [أفيجدور] و خدم في الجيش الإسرائيلي و تعلم اللغة العبرية و كانت مدة خدمته بالجيش قصيرة [1978-1980] لكونه قادم جديد إلى أرض الميعاد. بعد إنتهائه من الخدمة العسكرية ألتحق [أفيجدور ليبرمان] بالجامعة العبرية التي تأسست في عشرينيات القرن الماضي بالقدس لدراسة العلاقات الدولية بكلية الآداب و أثناء دراسته تعرف على [آلاه] القادمة الجديدة من [طشقند] العاصمة الأوزبكستانية و تزوجا عام 1981 و سكنوا بالقدس و في عام 1988 إنتقلا إلى مستوطنة [نوكديم] المجاورة لبيت لحم. أثناء دراسته بالجامعة العبرية كان [ليبرمان] من ضمن مجموعة [كاستل] التابعة لحزب [الليكود] و كانت هناك علاقات ببعض الطلاب العرب التي إتسمت بالعنف و التحفز و ذلك للحساسيات المتواجدة بين الإسرائيليين و العرب حول القضية الفلسطينية و الإسرائيلية ما بين أرض الميعاد و الأرض المغتصبة. في عام 1986 كان عضوًا في مجلس إدارة الشركة الاقتصادية أورشليم بالقدس و بعدها عُين سكرتير نقابة العمال [هيستدروت هاعوفديم هالؤوميت] و محرر جريدة [يومان الإسرائيلي] و كانت له مقالات متعددة في تلك الجريدة ، في عام 1988 بعد عودة [بنيامين نتنياهو] من مهامه كسفير لإسرائيل بالولايات المتحدةالأمريكية تواصل ليبرمان معه و نجح في أن يكون ضمن قائمة حزب الليكود و رافق نتنياهو في الكنيست الإسرائيلي من عام 1999 حتى عام 2012. بعد تعيين [بنيامين نتنياهو] رئيسًا لحزب الليكود عام 1992 تم تعيين [أفيجدور ليبرمان] مدير عام حركة الليكود و في عام 1996 وصل [نتنياهو] لمنصب رئاسة الوزراء فتم تعيين [ليبرمان] مدير عام ديوان رئاسة الوزراء حتى عام 1997 حتى تخلى عن منصبه بسبب فتح ملف تحقيق له في الشرطة الإسرائيلية و لكن لم تثبت أية إدانة عليه فتم إغلاق ملف القضية. في عام 1998 تفرغ ليبرمان للأعمال التجارية كشراء مواد الخام من الشرق و بيعها للغرب و أحرز تقدمًا ملحوظًا في تلك الأعمال التجارية. في 3 يناير من عام 1999 أعلن [ليبرمان] في مؤتمر صحفي عن إقامة حزبه [إسرائيل بيتنا] و حصل الحزب في انتخابات الكنيست على 4 مقاعد و في 15 أكتوبر من عام 2001 قرر ليبرمان و زميله في الحزب [رحبعام زئيفي] ترك الحكومة حيث كان وقتها وزيرًا للطاقة و الموارد المائية إحتجاجًا على تسليم [حي أبوسنان] للفلسطينيين لأن ذلك سيشكل خطرًا على يهود الخليل بتعرضهم للقنص و قبل بدأ صلاحية الإستقالة تعرض [رحبعام زئيفي] للقتل. جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي [إرييل شارون] يطلب منه سحب الإستقالة و سحبها بالفعل لكن جاء يم 14 مارس 2002 يعود ليبرمان للإستقالة التي تمت بالفعل. في دورة الانتخابات ال16 للكنيست الإسرائيلي التي بدأت مع تفاقم الانتفاضة الثانية عمل حزب الاتحاد الوطني [هوناشء] بالتعاون مع حزب [إٍسرائيل بيتنا] مع حزبان يمينيان أخريان على نشر و تثبيت فكرة [الترانسفير] أو الترحيل لإنهاء الصراع العربي الفلسطيني و من هنا حاز الاتحاد الوطني على 7 مقاعد بالكنيست الإسرائيلي بفضل حزب [إسرائيل بيتنا]. تم تعيين ليبرمان وزيرًا للمواصلات في حكومة شارون الثانية و لكنه أُقيل بعد سنة في 2004 بعد الخلاف الذي وقع مع شارون بسبب برنامج [الإنقطاع] و هو الإنسحاب الأحادي من غزة لضمان شارون الفوز بأغلبية التصويت من الوزراء لأن من الممكن أن يكون ليبرمان عائقًا لإتمام تلك المسألة و في عام 2004 إنفصل حزب [إسرائيل بيتنا] عن الاتحاد الوطني و فاز الحزب ب11 مقعد في إنتخابات الكنيست لتأييد القادمين الجدد من الاتحاد السوفيتي السابق له لمساهمته في تسهيل هجرتهم لإسرائيل. في 30 أكتوبر 2006 قاد ليبرمان الحزب إلى تحالف بقيادة رئيس الوزراء إيهوت أولمرت و عُين نائبًا لرئيس الحكومة و وزيرًا للشئون الإستراتيجية. في انتخابات الكنيست ال18 سنة 2009 حصل حزب [إسرائيل بيتنا] على 15 مقعد و أصبح أكبر ثالث حزب بعد العمل و الليكود و أصبح وزيرًا للخارجية في الحكومة ال32 برئاسة نتنياهو و نائبًا لرئيس الحكومة و كان من ضمن المرشحين للوصول لمنصب رئيس الوزراء منافسةً لتسيبي ليفني و نتنياهو و لكن جاء منصب وزير الخارجية له لخبرته في العلاقات الدولية. أتهم ليبرمان مؤخرًا بتهم ذمة مالية مما جعلته موضوع في شكل غير لائق مما أدى إلى إستقالته من وزارة الخارجية و وصفت القيادات السياسية أن تلك الخطوة كانت إيجابية منه لأن ليبرمان أراد ألا يقال له أرحل كما حدث له مع شارون و لكي يحفظ ماء وجهه من الانتقادات و هذا ما دفعه للجوء إلى التحالف الشيطاني بين الليكود و بيتنا حتى يعود إلى دائرة الأضواء سواء كانت وزارة الخارجية أو أي وزارة أخرى و لعل الوزارة القادمة إذا نجح التحالف في حصد أكبر كم من المقاعد أن تكون وزارة الدفاع لفكر ليبرمان المتشدد الرافض لوجود وطن لفلسطين مما يؤدي للجوئه إلى المجازر البشعة بإبتسامته الصفراء كهولكوست جديدة ضد الشعب الفلسطيني و هذا يأتي من خلفية رفضه لاتفاقيات مؤتمر أنابوليس منذ توليه حقيبة الخارجية ليظهر لنا شخصية صهيونية تجمع بين السياسة و العنف الخفي مكونًا دبلوماسيًا بدرجة سفاح.