في الأسكندرية منبع الصراع الدائر بين التيارات اليمينية و اليسارية في كل جمعة أثناء صلاة الجمعة قررت جبهة (لا لسلفنة و لا أخونة المساجد) في صلاة الجمعة الماضية بإقامة الصلاة في الخلاء كدعوة إعتراضية على أخونة و سلفنة المساجد التي إنتابت مصر بأكملها و ليست الأسكندرية وحدها مما أدى إلى قلة عدد المصلين في المساجد كل جمعة في ظاهرة تدعو للخوف و الإرتياب. منذ وصول التيارات الدينية للسلطة و هم يسعون لتقسيم البلاد التي بدأت تعاني من نبرة التقسيم الملحوظ بين أيديولوجية إخوانية و أيديولوجية سلفية بفروع مختلفة للجبهتين و ظلت رياح التقسيم تنخر في عظام المجتمع إلى أن وصلت إلى بيوت الله التي فيها نبرة الأريحية و الطمأنينة لكل من يدخل ليصلي و يقف بين يدي الله في حالة إسترخاء و إستجمام نفسي و ذهني من شوائب الدنيا و وقائعها المريرة لتستمر الحياة بنفس راضية و قلب مطمئن خاشع يطيع الله و رسوله بشكل صحي إلى أن جاءت التيارات الدينية المختلفة تتصارع مع بعضها البعض لتسيد المساجد و فرض نظرياتهم و أفكارهم و قوانينهم الخاصة على الناس من خلال خطبًا منبرية يشوبها الشك و الريبة و الخوف و الحذر من تلقيها و هضمها في العقول و الأفئدة مما جعل الإسلام مظلومًا. لاحظت في الجمع الماضية وقت الصلاة قلة أعداد المصلين و عدم صلاتهم للجمعة عيد المسلمين في المساجد لإشمئزازهم و نفورهم من تدني مستوى خطبة الجمعة المتسمة بالترهيب و التنفير و الوعيد لمن لا يلتزم بشريعة الله و ذكر النار و الوعيد و الجحيم لكل من لا يطبق شرع الله و من سار على البدع المستحدثة المؤدية للهلاك و المشقة ، من هنا شعر المصلين بنيران مؤججة في قلوبهم تتنسم الرفض و الخوف و النفور و الإشمئزاز المستمر كل جمعة فكان التفضيل للصلاة بالمنزل أو إقامة جبهات ترفض السلفنة و الأخونة في بيوت الله فكانت الدعوات لإقامة جبهات ترفض الإستسلام لتلك الظاهرة بالحفاظ على الصلاة يوم الجمعة في المساجد حتى لا تحين الفرصة للجماعات الإلحادية بتصيد المصلين لضمهم لأفكارهم الهدامة المؤدية إلى الشرك الأكبر المؤدي إلى السعير. ما يحدث الآن هو تكرار للتشرذمات التي إنتابت اليهود في تشرذمهم لجماعات مختلفة ما بين فريسيين و صدوقيين تباروا في تكفير بعضهم البعض مما أعطى الفرصة للتحريف و التزييف في دين موسى عليه السلام و كذلك حدث في المسيحية بعد أن تفرقوا إلى كاثوليك و أرثوذكس و بروستانت و إنجيليين و يسوعيين و موارنة مما أدى إلى التحريف في دين عيسى عليه السلام و أثناء حرب أهل الردة التي حدثت أثناء خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه مات في تلك الحروب عدد كبير من حفظة كتاب الله عز وجل مما دفع أبوبكر الصديق إلى كتابة القرآن و جمعها في مصحف واحد من خلال جمع الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه لأنه أكثر حفظًا لكتاب الله عز وجل ، ثم أتى بعد ذلك في عهد عثمان رضي الله عنه و أرضاه حدثت مشكلة بين المسلمين من بلاد مختلفة أثناء إحدى الغزوات حول كيفية قراءة كتاب الله مما أدى إلى إقتراب وقوع حربًا ضروسًا بين المسلمين مما جعل عثمان يقوم بتسلم المصحف من أم المؤمنين حفصة إبنة عمر بن الخطاب حيث تسلمه بعد وفاة أبي بكر ليقوم بكتابة المصحف بشكل موحد سمي بمصحف عثمان أو (المصحف الإمام) ليحقن دماء المسلمين من شر فرقة كادت أن تودي بالأمة الإسلامية إلى غيابات النسيان. هنا لم يفلح المندسون في تحريف كتاب الله لأنه قال عز وجل (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون) و هذا ما دفع الفرس الذين إرتدوا عن الدين الإسلامي في العصر العباسي و عادوا لأديان أبائهم و أجدادهم إلى تحريف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و ظلوا ينشرون الأحاديث المدسوسة إلى أن قام هارون الرشيد بالوقوف لتلك المحاولات الدنيئة و أمر الأئمة بجمع الأحاديث الصحيحة ليحمي أحاديث الرسول الكريم من التحريف. الآن نحن نعاني محاولة دنيئة بتشرذم ديننا من خلال فرق مختلفة تنفذ خطط أمريكا و إسرائيل في زعزعة الروحانية العالية لدى المسلمين لدينهم الحنيف مما يعطي المساحة الشاسعة لحركات التبشير و الإلحاد و التهويد في أن تبرز عضلات سواعدها في نشر أفكارهم و مبادئهم بين المسلمين بسبب من تسبب في وصول تلك الأمور إلى طريق مسدود و موصد بأقفال التحجر الفكري الرافض للتفكير الذي هو فريضة إسلامية.
هنا يأتي الدور على أئمة الأزهر في التصدي لتلك المهزلة التي تعطي الإشارة بجرس إنذار لحربًا جديدة بين المسلمين فيها نبرة حرب الردة و نبرة ردة الفرس في العصر العباسي بين الزرادشتية و المانوية و المزدكية من خلال عملاء و جواسيس من السي آي أيه و الموساد ينتحلون صفة أئمة و خطباء المساجد لينشروا أفكارًا هدامة تحدث حربًا ضروسًا بها زيف الحروب المقدسة و خطورة إراقة الدماء باسم الواجب المقدس نحو الدين و أناشد عقولاً وسطية مستنيرة كعمرو خالد و مصطفى حسني و زغلول النجار في أن ينقذوا المسلمين من دعاة أبواب جهنم بأن يرصدوا حملةً قوية باسم (إلى خطبة الجمعة) ليوقفوا عزوف الناس عن صلاة الجمعة المباركة و ليفتحوا صفحةً جديدة بين المسلمين بعضهم البعض عنوانها السماحة و النقاء و سعة الصدر لفهم الدين فهمًا صحيحًا.