التقى أسامة صالح وزير الاستثمار، صباح أمس الاثنين، وفد شركة بتروناس الماليزية، أحد كبرى شركات البترول والغاز الطبيعى ومشتقاته فى ماليزيا والعالم، تناول اللقاء مناقشة آليات تعزيز التعاون المشترك بين الهيئة العامة للاستثمار والشركة الماليزية، والإجراءات اللازمة لزيادة استثمارات الشركة فى مصر.. حيث أسفر اللقاء عن الاتفاق مع الشركة على قيامها بضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرى، تشمل إقامة مصنع ضخم لإنتاج وتعبئة الزيوت ومواد التشحيم بحجم استثمارات 100 مليون دولار، تقوم من خلاله الشركة بتصدير منتجاتها إلى كلٍ من السوق المصرية ومختلف دول أفريقيا والشرق الأوسط. وكانت الهيئة العامة للاستثمار قد بدأت فى عقد جلسات العمل مع شركة بتروناس العالمية خلال الشهور الماضية، حيث أجرت سلسلة من المقابلات والمفاوضات مع عدد من المسئولين فى الشركة الماليزية بهدف تشجيع الشركة على ضخ استثمارات جديدة فى السوق المصرية، فضلاً عن إقامة مصنع جديد للشركة بمصر من شأنه سد حاجة السوق المحلية من إنتاج الشركة من الزيوت والشحوم، بالإضافة إلى توفير عدد كبير من فرص العمل للمصريين مع قيام الشركة بتدريب الكوادر ونقل الخبرات اللازمة لهم فى هذا المجال. وقد أكد ممثلو الشركة خلال اجتماعهم بالسيد أسامة صالح شكرهم وامتنانهم للجهود التى بذلتها الهيئة العامة للاستثمار من أجل التوصل لهذا الاتفاق، والذى من شأنه أن يساعد على توسيع الشركة لحجم أعمالها فى مصر خلال الفترة المقبلة.. فى حين أكد أسامة صالح وزير الاستثمار خلال الاجتماع ترحيبه بوفد الشركة الماليزية، شاكراً لهم حرصهم على التوسع استثمارياً فى السوق المصرية وتمسكهم بدعم الاقتصاد الوطنى خلال هذه الفترة الانتقالية الدقيقة التى تعيشها مصر الجديدة، ما بعد 25 يناير2011، مؤكداً للجانب الماليزى حرص الحكومة المصرية على تنشيط ودعم الاستثمار، وعلى وضع المزيد من التسهيلات أمام المستثمرين، وذلك من أجل تشجيعهم على التوجه للسوق المحلية، خاصةً فى مختلف مجالات المشروعات التنموية والإنتاجية والتصديرية.. وشدد أسامة صالح على أهمية العلاقات الاستثمارية بين ماليزيا ومصر، رغم حجم الاستثمار المحدود حالياً بين البلدين، وهو ما يستدعى من كلا البلدين العمل على مضاعفة الاستثمارات التنموية والبينية، وهو ما تستهدفه مصر حالياً من أجل إقامة تحالفات إستراتيجية وشراكة قوية بينها وبين مختلف الدول الصديقة، ومن بينها ماليزيا ودول شرق آسيا، بما يتيح الاستفادة من الموارد والميزات التنافسية لجميع الأطراف، ما من شأنه أن يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى ويتيح المزيد من فرص العمل للمواطنين ورفع مستوى الخدمات المقدمة إليهم. ودعا وزير الاستثمار الشركة الماليزية لضرورة الاستفادة من الميزات الجغرافية والعلاقات الدولية التى تنعم بها مصر من خلال كم الاتفاقات ومذكرات التفاهم التى تنظم علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بمختلف الكيانات الدولية وكبرى الأسواق والتجمعات الاقتصادية العالمية، مما يمكن الشركة من اتخاذ مصر مركزاً لتوزيع منتجاتها بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، مؤكداً كذلك على تقديم وزارة الاستثمار المصرية والهيئة العامة للاستثمار كافة صور العون والمساعدة للشركة بغية مضاعفة حجم استثماراتها فى مصر خلال المرحلة المقبلة، خاصةً وأنها تنتج 25% من إجمالى إنتاج الغاز المصرى بمنطقة امتياز غرب الدلتا للمياه العمقية حالياً، يتم تسليمها إلى شبكة الغاز الوطنية المصرية للطلب المحلى ولمحطات الكهرباء وسوق التصدير فى شكل الغاز الطبيعى المسال، وذلك من خلال محطة الغاز الطبيعى المسال المصرى. جدير بالذكر أن شركة بتروناس الماليزية تعد أكبر مستثمر ماليزى في مصر فى مجال الغاز والبترول، كما تحتل المركز ال 80 ضمن أكبر الشركات العالمية فى مجال النفط والغاز الطبيعى، حيث تضم أكثر من 103 أفرع فى 25 دولة حول العالم، وتأتى رقم 13 عالمياً كأكثر الشركات ربحاً على مستوى العالم.. ومن المخطط أن يصبح مشروعها الجديد بمصر نواةً لتجمع صناعى كبير للشركة يساهم فى جعل مصر مركزاً لصناعة وتصدير الزيوت ومواد التشحيم إلى مختلف دول أوروبا والمنطقة. وقد بدأ نشاط الشركة الماليزية فى مصر عام 2001 بالتنقيب عن الغاز والبترول فى منطقة شمال شرق المتوسط للمياه العميقة، لتحصل الشركة بعد ذلك على 50% من حصة أعمال البحث والتنقيب وإنتاج الغاز الطبيعى فى منطقة امتياز غرب الدلتا للمياه العميقة.