أكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تحقيق السلام الدائم والتنمية الشامة يتوقفان على حماية البيئة وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، جاء ذلك ضمن رسالته بمناسبة اليوم الدولي لمنع إستغلال البيئة في الحروب والنزاعات. وأضاف أنه لا يمكن أن يتحقق السلام لو أن قاعدة الموارد التي يعتمد عليها الناس في معيشتهم ويستمدون منها دخلهم لحق بها ضرر أو دمرت أو لو استغلت بصورة غير مشروعة في تمويل النزاعات أو إثارتها. وتابع انه منذ عام 1990 كان استغلال الموارد الطبيعية من قبيل الأخشاب والمعادن والنفط والغاز سببا في تأجيج ما لا يقل عن 18 نزاعا عنيفا. وأحيانا ما يكون السبب في ذلك هو الضرر الذي يلحق بالبيئة وتهميش السكان المحليين الذين لا يعود عليهم استغلال الموارد الطبيعية بأي فائدة اقتصادية. ففي أفغانستان، أبدى البعض مخاوف من أن يتسبب اكتشاف رواسب معدنية مؤخرا - تقدر قيمتها بزهاء تريليون من دولارات الولاياتالمتحدة - في إدامة الصراع الأهلي. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية تستغل الاحتياطيات الوفيرة من القصدير والتَنتالوم والتُنغستين والذهب في تمويل الجماعات المسلحة وإطالة أمد العنف بدلا من الاستفادة منها في رفع مستويات معيشة الملايين من البشر. كما أنه في مختلف أنحاء أفريقيا تُقتل الأفيال بالعشرات من أجل تجارة العاج غير المشروعة على الصعيد العالمي التي تمول بدورها المتمردين والشبكات الإجرامية وغير ذلك من القوى المزعزعة للاستقرار. وأوضح بان كي مون، أنه حتى الآن، كُلفت ست من بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام بدعم قدرة البلد المضيف على إعادة بسط سيطرته على قاعدة موارده ووقف أنشطة استخراجها غير المشروعة التي تقوم بها الجماعات المسلحة. إلا أنه يلزم على الصعيد الدولي التركيز بقدر أكبر على دور إدارة الموارد الطبيعية في درء النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام. و في ختام رسالته شدد الأمين العام على ضرورة الإلتزام بإدارة وحفظ الموارد الحيوية على نحو مستدام في أوقات السلام والحرب. وعلى ضرورة فعل المزيد من أجل منع نشوب النزاعات بسبب الموارد الطبيعية ولنعمل على الاستفادة بأقصى قدر من تلك الموارد في صون السلام وبنائه.