ينتظر الجميع القرار الذي سيصدر غدا الإثنين من مجلس الإدارة الجديد للاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة جمال علام، بخصوص إنطلاق الدوري الممتاز في موعده المحدد مسبقا يوم 17 أكتوبر الجاري، أو تأجيله مرة أخرى. وكان جمال علام قد أعلن عقب فوزه بمنصب رئاسة الجبلاية الخميس الماضي، عن عقد اجتماع طاريء لمجلس إدارة الاتحاد غدا الإثنين لاتخاذ قرار نهائي بشأن انطلاق مسابقة الدوري الممتاز في موعدها، بجانب دراسة الأزمات التي قد تواجه ذلك. وبالرغم من الوعود الكثيرة التي تخرج من مسئولي وزارة الرياضة وعلى رأسهم العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة، بانطلاق الدوري في موعده المحدد مسبقا 17 أكتوبر، إلا أن جميع الشواهد والمؤشرات تؤكد عكس ذلك، لوجود العديد من الصعوبات والعراقيل التي تواجه عودة المسابقة. وتعد رغبة رابطة مشجعي النادي الأهلي «ألتراس أهلاوي» في عدم انطلاق الدوري إلا بعد القصاص لضحايا أحداث بورسعيد، هي العقبة الأولى التي تهدد عودة الحياة للملاعب المصرية من جديد بعد 9 أشهر من التجميد عقب أحداث إستاد بورسعيد التي أسفرت عن مقتل 74 مشجعا للنادي الأهلي. وترفض الرابطة المنتمية للنادي الأهلي بشكل قاطع عودة النشاط الكروي من خلال بطولة الدوري الممتاز، قبل سماع أول أحكام قضية مجزرة بورسعيد، وهو ما لم يتم تحديد موعده حتى الآن، كما هدد أفراد الألتراس باتخاذ خطوات تصعيدية في حالة إصرار المسئولين على بدء البطولة يوم 17، وذلك بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الرابطة أمام قصر الاتحادية، مطالبين الرئيس محمد مرسي باصدار قرار جمهوري بتأجيل الدوري. وكان الألتراس قد أجبر اتحاد الكرة ووزارة الرياضة من قبل، على تأجيل الدوري لمدة شهر، بعد أن كان مزمع إنطلاقه يوم 17 سبتمبر الماضي، وهو نفس المصير الذي قد تواجهه المسابقة الآن، وذلك بعد سلسلة متتالية من الاقتحامات لمقرات النادي الأهلي واتحاد الكرة ومدينة الانتاج الإعلامي. أما العقبة الثانية فتتمثل في وزارة الداخلية، إذ لن ينطلق الدوري إلا بعد حصول اتحاد الكرة على خطاب رسمي من الوزارة يفيد بموافقتها على تأمين الملاعب التي ستضيف مباريات المسابقة. وكانت الوزارة قد وافقت بشكل غير رسمي من قبل على عودة النشاط الرياضي من جديد وانطلاق مسابقة الدوري الممتاز في موعدها المحدد مسبقا يوم الأربعاء المقبل، ولكن الخطاب الرسمي لم يصل مقر الجبلاية حتى الآن، مما يزيد التكنهات بحتمية تأجيل البطولة. وأرسل أمس السبت مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد خطابا رسميا لوزارة الداخلية، طالب خلاله بالحصول على موافقة صريحة على بدء الموسم الكروي الجديد، وذلك خلال الساعات المقبلة حتى يتمكن الاتحاد من أخذ الخطوات الفعلية وإبلاغ الأندية بانطلاق المسابقة في موعدها. كما تعتبر الملاعب التي ستستضيف منافسات الدوري مشكلة أخرى قد تعرقل انطلاق المسابقة في موعدها، بالرغم من إعلان عامر حسين رئيس اللجنة التنفيذية السابق لاتحاد الكرة عن الملاعب الثمانية التي ستسضيف منافسات الدوري، وهي «الكلية الحربية، وجهاز الرياضة العسكري، وبرج العرب الرئيسي والفرعي، والدفاع الجوي، والجيش بالسويس، وبتروسبورت، واتحاد الشرطة». وحتى الآن لم تحصل أندية الجونة وإنبي والمقاولون العرب على الموافقة الأمنية من وزارة الداخلية لإقامة المباريات خلال الموسم المقبل على ملاعبها، بجانب رفض مديرية أمن القاهرة تحمل تأمين لقاءات الفرق الثلاثة على ملاعب بالقاهرة. إلى جانب ذلك، فقد قدمت العديد من أندية الدوري شكاوى رسمية إلى الجبلاية بسبب ارتفاع القيمة الإيجارية للملاعب العسكرية، مما يحمل كاهل الأندية الكثير من المصاعب المالية في ظل الأزمات الطاحنة التي تعاني منها. والسؤال الآن هل تنطلق المسابقة في موعدها وتعود الملاعب المصرية إلى الحياة من جديد في ظل العراقيل والأزمات الكثيرة التي توجهها؟.