علي بلحاج اعتقلت سلطات الأمن الجزائرية مساء الخميس القيادي الإسلامي علي بلحاج الرجل الثاني في "جبهة الإنقاذ" الإسلامية المحظورة أثناء احتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول أمام السفارة الأمريكيةبالجزائر. وذكر بيان للهيئة الإعلامية لبلحاج أنه "تم اعتقال نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج مساء الخميس أمام السفارة الأمريكيةبالجزائر واقتياده لمكان مجهول. وأضاف البيان أن بلحاج "كان ينوي القيام بوقفة احتجاج بطريقة سلمية نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم". وتشهد السفارة الأمريكيةبالجزائر حراسة مضاعفة ومشددة داخليا وخارجيا" تحسبا لمظاهرات محتملة على خلفية موجة الغضب التي عرفتها عدة عواصم عربية وإسلامية احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم. ولم تشهد الجزائر خروج مظاهرات تنديد بالفيلم على غرار ما حدث في عواصم عربية وإسلامية، غير أن نشطاء تناقلوا الخميس نداء على صفحات التواصل الاجتماعي يدعون فيه للخروج في مظاهرات للتنديد بالمساس بالنبي الكريم عبر كافة محافظات البلاد يوم الجمعة عقب الصلاة مباشرة. ولم تتبن أي من الأحزاب الجزائرية وحتى المنظمات الأهلية هذه الدعوة خوفًا من تحمل تبعات انحراف الأمور في حال نشوب صدامات مع أجهزة الأمن. من جهة أخرى ذكر المصدر أن الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المحظورة كان يريد "تسليم رسالة استنكار للسفير الأمريكي بالجزائر". وجاء في الرسالة "أعلم أيها السفير الأمريكي بجزائر الشهداء أرض البطولات أن الإسلام قوي بعقائده و أخلاقه و مبادئه على مرّ الزمان والدهور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". وأضاف "نحذر الغرب من مغبة المس بعقائد المسلمين عبر العالم العربي والإسلامي فالحرية لا تعني التطاول والخدش في عقائد الآخرين بطريقة فجة مبتذلة إباحية فإن ذلك ليس من الحرية الحقة في شيء". وبلحاج هو الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية التي حلها القضاء الجزائري عام 1992 بعد إلغاء الانتخابات البرلمانية التي فازت بها بتهمة "التحريض على العنف"، وأودع السجن بعدها ليطلق سراحه عام 2003 . ويرفض علي بلحاج الخضوع للقيود المفروضة عليه بعد خروجه من السجن مثل عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو ديني ويتعرض في كل مرة للاعتقال ثم يعاد إطلاق سراحه بعد تحرير محاضر لدى مصالح الأمن. ويأتي اعتقال بن حاج قبل نحو 10 أيام من بدء محكمة جنايات العاصمة الجزائرية يوم 24 سبتمبر الحالي محاكمة 37 شخصا من أتباعه بسبب خروجهم المتكرر في مظاهرات غير مرخصة انطلقت من مسجد يقع بالضاحية الجنوبية للعاصمة وطالبوا فيها بإطلاق الحريات وتوفير الحقوق الاجتماعية.