حضن دافئ بين رومنى وزوجته فى المؤتمر العام للحزب الجمهورى أمس رئيس مجلس النواب الأمريكى يهاجم أوباما قائلاً: «ارموه خارجا».. وزوجة رومنى تحاول إبراز الجانب الإنسانى فيه استخدم الجمهوريون المؤتمر «منصة» لمهاجمة سياسات الرئيس الأمريكى، خصوصا بعدما قال رينس بريبس، رئيس اللجنة الوطنية للجمهوريين، إن ترشيح أوباما لولاية جديدة يعنى «أربعة أعوام أخرى من الفشل والإخفاق». كما قال جون بوينر، رئيس مجلس النواب الأمريكى بدوره: «الأمريكيون يتساءلون أين الوظائف والرئيس الأمريكى لا يقدم سوى الأعذار عوضًا عن الإجابات»، ولكن الهجوم الأبرز لبوينر كان حينما صاح بصورة مفاجئة وخاطب الجمهور «ارموه خارجًا»، قاصدًا الرئيس الأمريكى باراك أوباما. ولكن زوجة رومنى «آن» فضلت أن تظهر الجانب الإنسانى فى شخصية «المليونير» فى محاولة لدحض الانتقادات التى وصفته بأنه بعيد عن الناس وأنه «متحفظ ومنطو»، حيث قالت: «رومنى هو الرجل الذى تحتاجه أمريكا.. هذا الرجل لن يفشل، هذا الرجل لن يدعنا نسقط. هذا الرجل سيحمل أمريكا إلى أعلى». وتابعت قائلة «هذا المساء، سأتحدث معكم بقلبى. هذا المساء، أريد أن أكلمكم عن الحب»، واستمرت فى شرح علاقتها بزوجها خلال سنوات الزواج الطويلة بينهما وحياتها كوالدة لخمسة أبناء، وهو ما أثار إعجاب الحضور وانتزع التصفيق، وجعل رومنى يفاجئ الجميع ويصعد على المنصة ويمنح زوجته قبلة أمام مئات الكاميرات وآلاف من الحضور. ووفقًا لوكالات أنباء ومحللين، فإن المؤتمر تم إعداده بدقة بالغة، وكان هدفه الأول هو تحسين صورة رومنى الذى لا يزال يعتبره عدد كبير من الناخبين، شخصًا نخبويًا بعيدًا عن اهتمامات الأمريكيين. وسيختتم رومنى أعمال المؤتمر اليوم (الخميس) بخطاب من المتوقع أن يحمل انتقادات لاذعة إلى الرئيس الديمقراطى، ولم يلتزم بالتقليد المتبع منذ فترة طويلة بأخذ هدنة فى الحملة الانتخابية خلال المؤتمر الوطنى للحزب المنافس الذى استبق أعمال المؤتمر بتصريح ساخر فى ولاية أيوا قال فيه «أتوقع عرضًا ترفيهيًا اليوم. أنا على يقين بأن لديهم بعض الأشياء الجميلة للحديث بها عنى». مع بدء المؤتمر العام للحزب الجمهورى فى تامبا بولاية فلوريدا والتصويت لميت رومنى كمرشح للرئاسة دعا الحزب فى برنامجه الانتخابى الحكومة الجديدة فى مصر إلى التمسك الكامل بمعاهدة السلام مع إسرائيل. كما شدد على الدعم غير المشكوك فيه لإسرائيل وضمان تفوقها العسكرى النوعى. وأيضًا على مساندة حق إسرائيل كدولة يهودية بحدود آمنة يمكن الدفاع عنها، وأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل فى حالة وجود دولتين ديمقراطيتين إسرائيل وفلسطين تعيشان فى سلام وآمان، مشيرًا «ولكى يتحقق ذلك، فإن الشعب الفلسطينى يجب أن يساند قيادات لا تقبل الإرهاب وتحتضن مؤسسات ومفاهيم ديمقراطية وتحترم سيادة القانون». وتناول الحزب فى برنامجه الانتخابى ما أسماه «تحديات الشرق الأوسط المتغير»، وأشار إلى الربيع العربى وتطلعات الشعوب العربية بشكل عام ذاكرًا «فى موسم الثورة من الضرورى أن نكون مستعدين لأى شىء». ولم يتناول البرنامج الوضع فى مصر تحديدًا وتفصيلاً، وتضمن البرنامج «أن عناصر راديكالية مثل حماس وحزب الله يجب أن يتم عزلها لأنها لا تفى بمعايير السلام والدبلوماسية للمجتمع الدولى»، ودعا إلى «استعادة استقلال لبنان الذى دمرته تقريبًا تلك القوى»، وأعرب الحزب الجمهورى عن مساندته للانتقال فى سوريا إلى «ما بعد الأسد» على أن تكون الحكومة ممثلة لشعبها وتحمى حقوق كل الأقليات والأديان، وأن تحترم وحدة أراضى جيرانها، وتسهم فى السلام والاستقرار فى المنطقة. ومع بدء المؤتمر أعماله بعد تأجيل ليوم واحد بسبب الأحوال الجوية طرح من جديد أسماء بارزة فى الحزب الجمهورى قد تلعب دورا مهمًا فى فريق الشؤون الدولية والأمن القومى فى إدارة رومنى المقبلة منها روبرت زوليك مدير البنك الدولى السابق، وجون بولتون ممثل أمريكا السابق فى الأممالمتحدة، ودان سينور المتحدث باسم الاحتلال الأمريكى للعراق، بالإضافة إلى أسماء أخرى من إدارة بوش وبعض المحافظين الجدد، كما لوحظ فى المؤتمر بروز الدور السياسى لكوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة. وقد ألقت رايس مساء أمس (الأربعاء) كلمة فى المؤتمر لتؤكد وتبين دور أمريكا المتميز والخاص على الساحة الدولية، وتعلن تأييدها للمرشح الجمهورى رومنى رئيسًا للبلاد. ويذكر أن كلاً من بوش الأب والابن رئيسى أمريكا الأسبقين وقد لعبا أدوارًا كبرى فى السياسة الأمريكية الدولية لم يحضرا المؤتمر.