لوح رئيس أركان سابق للجيش التركي لأنصاره حين واجه اتهامات بالارهاب يوم الاثنين في محاكمة تاريخية تظهر تراجع نفوذ الجيش الذي كان ذات يوم فوق الزعماء السياسيين بالبلاد. وأبرزت المحكمة الموجودة في مجمع سجن سيليفري المحاط باجراءات أمنية مشددة سقوط الجيش من خلال حرمان الجنرال ايلكير باشبو من احالة قضيته الى المحكمة العليا. وباشبو الذي كان رئيسا لأركان الجيش من عام 2008 الى 2010 متهم بتزعم تنظيم أطلق عليه اسم "ارجينيكون" يقف وراء سلسلة مؤامرات مزعومة ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. غير أن محاميه قال مطلع هذا الاسبوع ان القضية لا تستهدف باشبو وحده وانما ايضا "القوات المسلحة التركية وحتى الدولة بالمعنى السياسي." وتدخل القضية أرضا حساسة في دولة شهدت ثلاثة انقلابات في النصف الثاني من القرن العشرين. وكان الجيش ينظر الى اردوغان الذي له جذور في الاسلام السياسي وحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه بتشكك عميق منذ انتخابه للمرة الاولى عام 2002 . ومنذ ذلك الحين كون أغلبية ضخمة في البرلمان وأصلح القضاء واستغل سلطته المعززة بالنجاح الاقتصادي لتجريد الجيش من النفوذ الذي ساعده على تشكيل الحكومات وحلها. ووصف باشبو القضية بأنها كوميديا تراجيدية حين اعتقل في يناير كانون الثاني. وارتدى حلة سوداء وربطة عنق وكان اول 29 مدعى عليهم يؤكد حضوره امام هيئة من ثلاثة قضاة. وباشبو هو اكبر ضابط بين مئات العلمانيين الذين يواجهون اتهامات بالتامر والارهاب. وقالت الشرطة انها اكتشفت تنظيم ارجينيكون حين عثرت على مخزن أسلحة سري عام 2007 لكن الكثير من الاتراك يشكون في وجوده. وباشبو شاهد في القضية التي تدور حول حلقة نقاشية جرت عام 2003 يقول ممثلو ادعاء انها احتوت على خطط لانقلاب غير أن الجيش يقول انها كانت مجرد مناورة حربية. ويحاكم نحو 365 شخصا في القضية بينهم قائد متقاعد للجيش الاول.