قال وزير الدفاع الليبى عبد الله الثنى، إن بلاده ستبنى نظاما للمراقبة بالأقمار الصناعية بخبرة إيطالية لمساعدتها فى تأمين حدودها فى إطار خطط لطرابلس لوقف تدفق المتشددين الإسلاميين والمهاجرين غير الشرعيين. وتشعر القوى الغربية بقلق من أن تصبح الدولة المترامية الأطراف ملاذا آمنا لمقاتلى القاعدة إذ تكافح حكومتها لكبح جماح الميليشيات ومقاتلى المعارضة السابقين الذين ساعدوا فى الإطاحة قبل عامين بالحاكم المستبد الراحل معمر القذافى الذى حكم ليبيا لفترة طويلة. وأدى ضعف الرقابة على الحدود وافتقار جيش ليبيا الصغير للتدريب والعتاد إلى تحويل البلاد إلى ممر لتهريب الأسلحة للقاعدة فى دول الصحراء الأفريقية وحولها كذلك إلى ممر للمقاتلين الإسلاميين المتوجهين للمشاركة فى الحرب فى سوريا. ويقوم مهربو البشر كذلك بتهريب اللاجئين عبر الحدود الصحراوية النائية مع مصر والسودان وتشاد إلى ليبيا حيث يحاولون الوصول من هناك إلى إيطاليا بالزوارق، ولقى المئات حتفهم فى الشهرين الماضيين فى طريقهم إلى جزيرة لامبيدوزا. وقال وزير الدفاع الليبى، إن ليبيا تعاقدت مع شركة إيطالية للبدء اعتبارا من ديسمبر المقبل فى إنشاء شبكة مراقبة تعتمد على الأقمار الصناعية لمراقبة حدودها على ساحل البحر المتوسط وفى الجنوب مع دول أفريقيا جنوب الصحراء. وقال الثنى هذا الأسبوع، إن الشبكة ستغطى الحدود الليبية كلها، وأضاف "مع انتهاء عام 2014 الحدود الجنوبية ستغلق.. نقاط العبور والضعف سيتم غلقها بواسطة الأقمار الصناعية". ولم يذكر تفاصيل عن الجوانب الفنية ولا عن تكلفة المشروع. وقال فى مقابلة، إنه سيكون فى مقدور السلطات الليبية اكتشاف "أى عملية تسلل أو دخول عربة". وستلجأ ليبيا كذلك للسعودية للاستفادة من خبرة المملكة فى منع تدفق الإسلاميين أو العمال غير الشرعيين عبر حدودها الصحراوية مع اليمن. وقال الثنى "سنتعاون مع المملكة العربية السعودية فى حماية الحدود الليبية." واستطرد قائلا "تم استهداف المملكة لهذا الشأن لأنها قريبة من الطبيعة الجغرافية فى ليبيا". وسافر مسئولون ليبيون كذلك إلى السودان وتشاد ومصر لتعزيز التعاون مع هذه الدول فى تأمين الحدود. وقال الثنى "قمنا بزيارة لجمهورية مصر من أجل حماية الحدود وكذلك السودان ووقعنا معهم اتفاقية مشتركة وقمنا كذلك بزيارة لجمهورية تشاد وقبل قليل كنت فى اجتماع مع وزير الدفاع النيجرى لمناقشة مسألة امن الحدود". وأرسلت ليبيا آلاف الجنود للتدريب فى الكليات العسكرية فى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وكذلك إلى بلدان عربية مثل مصر والأردن والإمارات وقطر وعمان والسودان. وقالت وزارة الخارجية البريطانية هذا الأسبوع إن بريطانيا تتولى تدريب ألفى جندى ليبى على المهارات الأساسية لقوات المشاة. وقال الثنى إن الطلبة العسكريين الليبيين يتلقون تدريبا مكثفا فى تلك الدول، وأضاف أن حوالى خمسة آلاف جندى يتلقون سنويا تدريبا فى الخارج ويتلقى عشرة آلاف تدريبا فى الداخل. لكنه اعترف بأن الأمر سيستغرق وقتا لبناء قوات قادرة على التعامل مع ميليشيات مدججة بالسلاح وأصقلتها المعارك وقت الانتفاضة ضد القذافى التى دعمها حلف شمال الأطلسي. وكان رئيس الوزراء الليبى على زين الدين اعتمد على جماعة ميليشيا لإطلاق سراحه بعد أن خطفه مقاتلون لفترة قصيرة فى طرابلس فى أكتوبر الماضى. وكانت قوة من الجيش والشرطة خارج المبنى المحتجز فيه لعدة ساعات لكنها لم تتصد للمسلحين. واتخذ الجيش موقفا سلبيا قبل أسبوعين عندما قتحت ميليشيا من مصراتة النار على محتجين يطالبونها بمغادرة طرابلس. وحلقت طائرات حربية فى سماء طرابلس وخرج جنود للشوارع لكنهم لم يفعلوا شيئا يذكر للتصدى لمقاتلى مصراتة. واعترف الثنى أن مقاتلى مصراتة كانوا اقوى فى العدد والتسليح من قوات الجيش، وقال إن الجيش آثر البقاء فى ثكناته وفضل عدم نشر قواته فى الشوارع مسبقا لتجنب أى صراعات أو مشكلات غير ضرورية، لكنه أضاف أن الوضع تغير الآن وأن وحدات الجيش قادرة على تأمين العاصمة كلها. وغادر العديد من الميليشيات العاصمة الليبية الأسبوع الماضى بعد انتهاء القتال وسلموا قواعدهم للجيش الذى أقام بعدئذ نقاط تفتيش فى أنحاء العاصمة الليبية.