مضى عشر سنوات يبحث عمن ينتج له فيلم "إخناتون"، فطرق كل الأبواب ولم يعره أحد انتباهًا.. وفى نفس الوقت عرضت عليه جميع دول العالم أن تنتج له الفيلم لكنه رفض وكان يقول "إخناتون" لابد أن يكون مصريًا ولن أساوم في تاريخ الوطن. ورفض شادى عبد السلام عرضا أمريكيًا كان يريد إظهار إخناتون زنجيًا أسود ورفض عرضا كنديا لجعله فيلمًا سياحيًا، حتى إسرائيل عرضت عليه إنتاج الفيلم ولكنه رفض أيضا. ولد شادى عبدالسلام عام 1930 بمحافظة المنيا وتلقى تعليمه في فيكتوريا كولدج إلا أنه كان عليل القلب فعكف على قراءة كتب التاريخ الفرعونى من مكتبة أبيه والتحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج عام 1954 ليسافر إلى انجلترا لدراسة الدراما. وكره "شادى" أن تتحول الحضارة الفرعونية إلى مجرد سبوبة وأكل عيش للمرشدين السياحيين والأرزقية والنصابين، فقرر أن تتحول تلك الأحجار الصامتة إلى شريط سينمائى يحكى ويعبر عن تاريخ مصر. عمل في مجال الديكور وتصميم الملابس وظهر ذلك في أفلام الناصر صلاح الدين، وإسلاماه، رابعة العدوية، حكاية حب، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، بين القصرين، السمان والخريف. أما فيلمه «المومياء»، فكان أول فيلم من إخراجه وبالرغم من تصويره عام 1970 فقد رفضته الرقابة بحجة أنه يحارب القومية العربية فعرض في جميع أنحاء العالم، وعرضته مصر بعد خمس سنوات من إنتاجه وكان بطولة الراحل أحمد مرعى. وابتعد شادى عن السينما الروائية الطويلة واتجه إلى السينما التسجيلية فقدم "شكاوى الفلاح الفصيح"، و"آفاق 1972"، و"جيوش الشمس"، وهذا الفيلم مازال التليفزيون المصرى يقاطع عرضه منذ أكثر من 35 عامًا، وفى عام 1982 قدم فيلم «كرسى توت عنخ آمون»، ثم فيلم «الأهرامات وما قبلها» عام 1984. خلال هذه السنوات حلم شادى بفيلم «إخناتون» إلى أن توفى في 8 أكتوبر 1986.