باراك أوباما اعتبرت صحيفة " الإندبندنت " البريطانية أن الخطة التى رسمها الرئيس الأمريكى باراك أوباما مؤخرا للمستقبل العسكرى الأمريكى خلال العقد المقبل ، اعترافا بعدم قدرة واشنطن على خوض الحرب على جبهتين مختلفتين فى آن واحد ، وطيا لصفحة الحروب الأمريكية فى الشرق الأوسط وتحولا للاهتمام الأمريكى صوب الصين . وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - إن خطة أوباما قضت بتخفيض قدرات الآلة العسكرية الأمريكية التى لطالما دافعت عن وضع الولاياتالمتحدة بصفتها القوة العظمى الوحيدة فى العالم ، وهو الأمر الذي قد يعكس توجها أكثر اعتدالا فى تحديد أولويات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خلال السنوات العشرة المقبلة. ورأت الصحيفة أن "عقيدة أوباما" الدفاعية الجديدة تعكس حقائق ثلاث .. تتمثل أولاها في أن الحروب الطويلة التي خاضتها واشنطن عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر قد أوشكت على أن تضع أوزارها ، وهو ما يمكن الإستدلال عليه بانسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من العراق الشهر الماضى ، فضلا عن تحديد السقف الزمنى للوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان بنهاية عام 2014 مع امكانية الإبقاء على أعداد قليلة من عناصر القوات الأمريكية لما بعد هذا التاريخ لأغراض التدريب وتقديم المشورة. وتكمن الحقيقة الثانية - وفقا للصحيفة البريطانية - فيما أشار إليه أوباما بنفسه فى كلمته التى ألقاها خلال زيارته الأخيرة لأستراليا والتى أوضح فيها أن الإهتمام القومى الأمريكى بالقارة الآسيوية آخذ فى التزايد ، وهى القارة التى ترغب بعض دولها فى جذب اهتمام أمريكى أكبر بشئونها نظرا لما تمثله واشنطن من ثقل فى مواجهة بكين . أما الحقيقة الأخيرة وهى الأهم فتتمثل فى حقائق الوضع الإقتصادى فى الداخل الأمريكى والذى يقع تحت ضغط إنفاق الحكومة الأمريكية على حروبها فى أكثر من جبهة ، فلم يعد بالإمكان حسب الإندبندنت إعفاء البنتاجون من المسئولية فى ارتفاع العجز فى الميزانية الفيدرالية الأمريكية كما كان يحدث لسنوات.