المؤسسات الحكومية الأمريكية تغلق أبوابها والكونجرس يلتزم الصمت

اضطر مئات الآلاف من الأمريكيين العاملين فى الدولة إلى القيام بعطلة إجبارية غير مدفوعة الأجر؛ بسبب إغلاق المؤسسات الحكومية، نتيجة غياب المخصصات المالية، مع بدء العام المالى الجديد، الثلاثاء، دون إقرار الميزانية الجديدة من جانب الكونجرس.
من ناحيته حث الرئيس الأمريكى باراك أوباما الكونجرس على "تمرير ميزانية"، وإنهاء إغلاق مؤسسات الحكومة الأمريكية، نتيجة غياب المخصصات المالية، محذرا من أنه لن يتفاوض بشأن قانون الرعاية الصحية.
فقد رفض مجلس الشيوخ- الذى يسيطر عليه الحزب الديمقراطى بأغلبية 54 مقابل 46 عضوا- عرضا من مجلس النواب الذى يسيطر عليه الحزب الجمهورى للدخول فى مفاوضات مباشرة بين المجلسين بشأن قانون الميزانية.
وقد سيطرت حالة من الجمود على أعضاء الكونجرس، بعد مناقشات ماراثونية استمرت 11 ساعة حتى منتصف ليل أمس، من أجل التوصل إلى اتفاق لتوفير التمويل اللازم للأنشطة الحكومية.
وقال أوباما للكونجرس بعد فشل الأخير فى تمرير ميزانية قصيرة الأجل "مرروا ميزانية وأنهوا إغلاق الحكومة، وسددوا فواتيركم، وامنعوا شللا اقتصاديا.. لا تنتظروا لا تؤجلوا لا تضعوا شعبنا فى هذا الموقف مرة أخرى".
واتهم أوباما فى أول كلمة علنية له بعد إغلاق مؤسسات الدولة صباح اليوم الجمهوريين الذين يريدون ربط الميزانية بتأجيل تطبيق برنامج الرعاية الصحية بأنهم يشنون "حربا أيديولوجية شاملة لحرمان ملايين الأمريكيين من الرعاية الصحية".
ويصر الجمهوريون فى مجلس النواب على ضرورة ربط قانون الميزانية قصيرة الأجل المطلوب تمريره بتأجيل أو إلغاء مخصصات برنامج الرعاية الصحية الذى يتبناه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى الوقت الذى يرفض فيه الديمقراطيون هذا المطلب.
وقال أوباما، إن غلق المؤسسات الحكومية هذه المرة يستهدف "التراجع عن جهودنا لتوفير التأمين الصحى للفقراء الذين لا يمتلكونه.. الأمر كله يتعلق بالتراجع عن قانون الرعاية بتكلفة محتملة".
وستضطر الوكالات الحكومية الاتحادية فى الولايات المتحدة إلى منح أكثر من 825 ألف عامل من إجمالى مليونى عامل فى الدولة إجازة بدون راتب؛ بسبب غياب التمويل، كما ستغلق الحكومة كل المتنزهات الوطنية.
فى الوقت نفسه لن تتأثر الخدمات الأساسية ذات الصلة بالأمن القومى الأمريكى والبريد والمرور وأجهزة تطبيق القانون.
وقالت موظفة حكومية رفضت الكشف عن هويتها أثناء خروجها من وزارة التجارة الأمريكية "إنه العار" لا أجد ما أقول غير هذا".
فى الوقت نفسه أمر البيت الأبيض رؤساء الهيئات الأمريكية "بتنفيذ خطط إغلاق منظم" للمؤسسات الحكومية نظرا لعدم موافقة الكونجرس على ميزانية للسنة المالية 2014.
وهذه هى أول مرة منذ 17 عاما تتوقف فيها أنشطة الحكومة؛ بسبب عدم موافقة الكونجرس على ميزانية.
كانت الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب قد أدخلت تعديلين مثيرين للجدل على مشروع الموازنة الذى كان مجلس الشيوخ قد وافق عليه بالفعل. ويدعو التعديل الأول، الذى مرر بأغلبية 231 صوتا مقابل رفض 192 صوتا، إلى تأجيل التطبيق الكامل لخطة إصلاح التأمين الصحى المطروحة من قبل الرئيس باراك أوباما إلى عام 2015.
ومن شأن التعديل الثانى، الذى مرر بأغلبية 248 صوتا مقابل 174 صوتا، إلغاء ضريبة بنسبة 3,2% على الأجهزة الطبية، وتهدف إلى المساعدة فى تمويل خطة التأمين الصحى.
وعند إعادة عرض النسخة المعدلة إلى مجلس الشيوخ لإقرارها فى تصويت الأمس رفضت الأغلبية الديمقراطية هذه النسخة حيث إن موقف الديمقراطيين والرئيس أوباما الثابت هو رفض أى مشروع ميزانية يمس ببرنامج إصلاح نظام الرعاية الصحية.