أشاد عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بقرار مجلس الوزراء اليمني بتوجيه اعتذار من حكومة الوفاق الوطني إلى أبناء المحافظات اليمنية جراء الحروب التي دارت في تلك المحافظات في سنوات سابقة، وما ترتب عليها من نتائج وآثار. ووصف الزياني، في بيان أصدره الخميس ونشرته وكالة الأنباء السعودية، قرار مجلس الوزراء اليمني بأنه "خطوة مهمة" على طريق تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ، وتعزيز الوحدة الوطنية. ودعا الأمين العام لمجلس التعاون جميع القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلى دعم توجهات حكومة الوفاق الوطني والتجاوب مع هذه المبادرة حرصًا على المصالح العليا لبلادهم، وتعزيزًا لروابط الأخوة ووشائج القربى والمصير الواحد . واكد دعم مجلس التعاون ومساندته لكل الخطوات والإجراءات التي تتخذها القيادة اليمنية من أجل استكمال تحقيق التسوية السياسية في اليمن. وكانت حكومة الوفاق الوطني قد اعلنت، الأربعاء الماضي، اعتذارها الرسمي للجنوب ومحافظة صعدة (شمال غرب) ومنطقة حرف سفيان (في محافظة عمران الملاصقة لصعدة) والمناطق المتضررة خلال الفترة الماضية من حروب مع النظام السابق، تنفيذاً للنقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن والذي انطلق في 18 مارس/آذار الماضي ويستمر ستة أشهر في إطار اتفاق "المبادرة الخليجية" وآليتها التنفيذية. وقالت الحكومة اليمنية في بيان الاعتذار إن "الاعتذار يأتي تنفيذا للنقطتين الخامسة والثامنة عشرة من النقاط العشرين والمقرة من اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والقاضيتين بتوجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 1994 ولأبناء محافظة صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في الحروب الست". وحرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب الانفصال اليمنية (بين الشمال والجنوب)، هي حرب أهلية حدثت في شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني خلفت ما بين 7000 - 10000 قتيل، بحسب إحصاءات غير رسمية. ونزاع صعدة أو الحروب الست هي معارك بين حكومة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة ومتمردي حركة "الشباب المؤمن" المعروفة باسم "الحوثيين الزيدية" ، نشبت عام 2004 عندما اعتقلت السلطات اليمنية حسين الحوثي قائد الحركة بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد. واعتبرت حكومة الوفاق الوطني تلك الحروب والأسباب التي أدت إلى ذلك: "خطأ أخلاقياً وتاريخيا لا يجوز تكراره، وبأن الحكومة تلتزم بتوفير ضمانات عدم تكراره، من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والسعي لإصدار القوانين الكفيلة بتحقيق كل ذلك". وجاء الاعتذار في اجتماع استثنائي عقدته حكومة الوفاق الوطني، الاربعاء بصنعاء، موضحة بأن مخرجات الحوار الوطني هي الضمان الوحيد لعدم العودة إلى مربع الماضي وتكرار الأخطاء.