اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم حرص الحكومة السورية على انجاح فريق الاممالمتحدة الذي يزور سوريا حاليا والمكلف بالتحقيق باستخدام سلاح كيميائي في النزاع الدائر بين قوات المعارضة السورية والقوات النظامية. وقال المقداد خلال استقباله اليوم وفدا روسيا إن سوريا تتعاون حاليا مع لجنة الاممالمتحدة للتحقيق باستخدام الاسلحة الكيميائية وتحرص على انجاح مهمتها. ووصف الدبلوماسي السوري تقارير بعض وسائل الاعلام عن استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية في مدن وبلدات الغوطة بريف دمشق بأنه امر عار من الصحة ويهدف بشكل اساسي الى افشال عمل فريق الأممالمتحدة في سوريا "مثلما افشلوا سابقا عمل لجنتي الجامعة العربية والاممالمتحدة". من جانبه تطرق وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إلى مؤتمر (جنيف 2) مؤكدا أنه يهدف إلى ايجاد حل سياسي للازمة التي تمر بها البلاد منذ منتصف مارس عام 2011 مؤكدا أن دمشق ستشارك في المؤتمر بوفد حكومي لكن مشاركتها تتعلق بما يجري حوله من توافق بين الجانبين الروسي والامريكي. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الزعبي القول إن مؤتمر جنيف "مصمم لإنجاز حل سياسي وفكرة هذا الحل طرحته القيادة السورية منذ بدء الازمة الا ان المعارضة والمجموعات المسلحة لم تؤمن بالحل السياسي لاعتقادها ان الدولة سوف تسقط كما حدث مع عدد من الدول العربية". واوضح أن الأمريكيين دخلوا على خط الحل السياسي من خلال مؤتمر جنيف لإدراكهم استحالة سقوط سوريا لافتا الى ان الجانب الامريكي لا يزال يماطل بالحل السياسي على امل ان تحقق العناصر المسلحة تقدما ما على الارض. وقال الزعبي ان المؤتمر يمكن ان يساعد في ايجاد حل سياسي يخرج سوريا من الازمة اذا عقد دون شروط مسبقة مع توقف دعم المعارضة بالسلاح مؤكدا انه "لا معنى لحل سياسي مع استمرار التسليح والتمويل وادخال المجموعات المسلحة إلى سوريا". وعن الاتهامات باستخدام اسلحة دمار شامل في بعض المناطق السورية اكد الزعبي ان الحكومة السورية تمتلك دلائل واضحة على استخدام جماعات المعارضة المسلحة لهذا السلاح من خلال المصابين وشهود العيان وعينات التربة والهواء مجددا التشديد على "ان الدولة السورية لم ولن تستخدم هذا السلاح ان وجد في اي حال من الاحوال ضد شعبها". بدوره استبعد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الاقتصاد والتجارة الداخلية السوري قدري جميل استخدام السلطات والمعارضة السلاح الكيميائي في ظل وجود لجنة التحقيق الدولية لكنه لم يستبعد وجود طرف ثالث بالقضية. وقال جميل في تصريح صحافي إنه "لا مصلحة للنظام" باستخدام الكيميائي في ظل وجود لجنة التحقيق الدولية مضيفا "ولا استبعد وجود طرف ثالث بالقضية واعتقد برأي الشخصي ان وراء هذه القضية استخبارات عالمية". وكان فريق البعثة الدولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وصل يوم الاحد الماضي إلى دمشق حيث من المزمع أن يتفقد خلال الزيارة ثلاثة مواقع يشتبه باستخدام اسلحة كيميائية. وتقضي مهمة البعثة بالتأكد من استخدام اسلحة كيميائية في النزاع وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.