مجرد نزولك من بيتك هتبقى وصلت الثورة".. عبر نشطاء سكندريون بهذه المزحة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي عن الأعداد الغفيرة، التي احتشدت في شوارع وميادين الإسكندرية، أمس، خلال تظاهرات 30 يونيو، للمطالبة برحيل الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عن الحكم. المسيرات التي خرجت من شرق الإسكندرية وغربها، التقت في منطقة سيدي جابر، نقطة الالتقاء التي جمعت المتظاهرين من كل صوب.
ويقول إسلام الحضرى، أحد المنظمين للمسيرات في الإسكندرية، إن اختيار ميدان سيدي جابر له سبب تنظيمي في الأساس، إنه وسط الإسكندرية، فالميدان أقرب نقطة للمتظاهرين، الذين يأتون من أبعد مكان من أبي قير شرق الإسكندرية، وأبعد مكان من غربها في منطقة القباري، إضافة إلى أنه المكان الوحيد الذي يربط بسهولة بين شرايين المدينة كلها، من طريق الكورنيش وشارع أبي قير، وخط السكة الحديد والترام وشارع بورسعيد.
كما أن الميدان شهد اعتصامًا آخر أيام ال 18 يومًا لإسقاط نظام مبارك؛ نظرًا لسهولة تأمينه، لأنه ميدان شبه مغلق، فهو الأنجح تنظيميًا، وعلى مدار أكثر من عامين، شهد الميدان توافد العديد من المسيرات بداية من التظاهرات التى طالبت بسقوط الحكم العسكري أمام المنطقة الشمالية العسكرية، التي تقع على امتداد الميدان، ولا يفصلها عنه سوى شارع المشير.
ويتذكر الحضر خلال ال18 يومًا لثورة يناير الأولى، كانت المنطقة الشمالية العسكرية وجهة رئيسية للمحتجين، الذين كانوا يرون في الجيش المخلص من نظام، فكانت الناس تتوجه تلقائيًا للمنطقة الشمالية العسكرية لمطالبة الجيش بالتدخل لحسم الأمر، خاصة بعد انسحاب جهاز الشرطة وانهيار منظومة الأمن يوم 28 يناير 2011، زاد تعامل المواطنين مع الجيش على أنه "الحامي" للبلاد داخليًا وخارجيًا. لكن علاقة المتظاهرين بالمنطقة الشمالية العسكرية في منطقة سيدي جابر، اتخذت منحى مختلف بعد ظهور "وجه آخر" للمجلس العسكري، وإطالة مدة الفترة الانتقالية، وعدم وضع خطة بارزة للعبور بالبلاد وسقوط "شهداء على يد المجلس العسكري"، بدأ الهتاف يتغير في تلك المنطقة من "الجيش والشعب إيد واحدة" إلى "يسقط حكم العسكر"، وانطلقت التظاهرات إلى المنطقة الشمالية العسكرية؛ للمطالبة برحيل المجلس العسكري أمام الممثل لحكم العسكر في الإسكندرية.
كما شهد الميدان أول صلاة جمعة للرئيس محمد مرسي في مدينة الإسكندرية في أكتوبر الماضي بمسجد «سيدي جابر الأنصاري»، الذي يقع بجوار المنطقة الشمالية العسكرية، والتي حضرها الآلاف من مؤيدي الرئيس تبعها مؤتمر صحفي لأهالي الإسكندرية.
ومع تصاعد الغضب الشعبي ضد حكم الإخوان، نال مقر الإداري بالإسكندرية لمقر جماعة الإخوان، والذي تفصله محطة القطار عن الميدان نصيب من المسيرات الغاضبة في مارس وإبريل الماضيين وقع فيها عدد من الإصابات بين صفوف المتظاهرين والشباب، الذين كانوا يكلفون بحماية مقر الجماعة، وصولا إلى حرق المقر بالكامل في أحداث الجمعة الماضية 28 يونيو.