في ظل كتم أنفاس العالم ترقبًا و تتبعًا لحدوث حربًا عالمية ثالثة أحتارت بوصلتها في التوجه لقيامها و حدوثها ما بين سوريا و إيران و كوريا الشمالية التي زودت تلك الحيرة بعد قرار رئيسها الشاب الذي لم يكمل الثلاثين (جيم جونغ أون) بإعلان دولته النووية رسميًا في العاصمة الكورية الشمالية (بيونج يانج) و إعلانه الحرب على أمريكا في أي لحظة محركًا عجلاتها حسب بوصلته العسكرية في (بيونج يانج) مما أدى إلى أن العالم في حالة ذهول و وجوم في نفس الوقت لأن من أعلن هذا البيان إما يريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في أسرع وقت بشكل مختصر فيه تفاديًا للجهد الكبير في تسجيل اسمه في صفحات التاريخ الخالدة أو لعل في هذا القرار سرعة فورية في دفنه رسميًا في صفحات التاريخ الظلامية جنبًا بجنب لهتلر و موسوليني اللذان قاما بتحدي أمريكا يوم 11 ديسمبر 1941 بعد مأساة (بيرل هابر)؟! إن الأيام القادمة تحمل في أضابيرها أوراقًا مستقبلية ستكون تاريخية بعد مرور الماضي عليها في الأعوام القادمة بعد أن تسجل (بيونج يانج) أو (واشنطون) ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة حسب من سيكون الباديء في الحرب الثالثة التي تحمل في توقعاتها أضعاف ما حدث في الحربين العظمتين (الأولى و الثانية) من أجل أن يثبت الزعيم الصغير أنه خير خلف لخير سلف و أن وصوله للحكم عن طريق التوريث لم يكن مجاملة لأبيه الراحل (جيم جونغ) بل جاء عن جدارة و إستحقاق ليحول حلم الأب بترويع القوة العظمى في العالم إلى حقيقة ملموسة تكتب بأحرف الأسبقية في حالة نجاح الضربة المنتظرة. إن نية الزعيم الصغير (جيم جونغ أون) في ضرب أمريكا و هو حامل لرتبة (دايجانج) في الجيش الشعبي الكوري و هي تعني (فريق أول) تتشابه في مضمونها مع ما حدث في الحرب العالمية الثانية عام 1941 تحديدًا يوم 7 ديسمبر حينما قامت البحرية الإمبراطورية اليابانية بشن غارة جوية من خلال الطيران الياباني في العملية (زد) كما يسميها (مقر الأمبراطورية العامة اليابانية) على الأسطول الأمريكي القابع في المحيط الهادي في قاعدته بميناء (بيرل هاربر) بجزر (هاواي) كضربة وقائية لإبعاد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي عن الحرب التي حاول ونستون تشرشل مرارًا و تكرارًا لإدخال أمريكا فيها من خلال تحدثه الإنجليزية بالصوتية الأمريكية عبر لقاءاته المتعددة مع الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) بالهجوم على جنوب شرق آسيا بإشعال الحرب ضد هولندا و بريطانيا و الولاياتالمتحدة و كانت لموقعة (بيرل هاربر) الدور الأكبر في تحقيق ما سعى إليه (ونستون تشرشل) (ثعلب السياسة البريطانية) في دخول أمريكا للحرب العالمية الثانية بعد قيام غارتين متتاليتين على الميناء و تحطيم العديد من أساطيل أمريكا البحرية كنوع من إستعراض القوة اليابانية في إنهاء كل من يحاول أن يقف في وجه أحلامها الإستعمارية بضم دولاً أسيوية لرايتها التي بها الشمس الحمراء و كأنها تريد أن تكون (المملكة المتحدة بسليقة أسيوية) كإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس. هنا يريد (جيم جونغ أون) أن يوجه الضربة لأمريكا عبر قوته النووية الكامنة في أنياب النمر الأسيوي الذي تخشاه الولاياتالمتحدةالأمريكية و تسعى دائمًا معه إلى حلول دبلوماسية كدعوة وقائية لأي أزمات سياسية قد تجلب المصائب الاقتصادية و كان لنيكسون الأسبقية في اللجوء إلى سياسة الوفاق مع النمر الصيني عام 1972 بزيارته الشهيرة للصين و مقابلته للزعيم (ماوتسي دونج) و رئيس وزراء الصين (شوان لاي) و التي جنبت أمريكا الإلتحام بالنمر الماكر الطامح لإلتهام الفرس الأمريكي الذي يجمح و يرمح في العالم بلغة القوة و السيطرة و لذلك حسب لنيكسون الإنجاز في الإبقاء على قوة الإمبراطورية الأمريكية بالسليقة الدبلوماسية. لعل ما يريده الزعيم الصغير في إقصاء أمريكا باللغة النووية من أجل التفرد بكوريا الجنوبية التي تحميها أمريكا منذ عام 1951 أثناء (الحرب الكورية) التي قامت بين الكوريتين (الشمالية و الجنوبية) عام 1950 و قام ترومان بإرسال القوات الأمريكية عام 1951 و قال: سنحتفل في عيد الميلاد عام 1951 بالنصر في الحرب الكورية. و تأجل الاحتفال حتى عام 1953 بعد دخول الاتحاد السوفيتي و الصين في الحرب لتدعيم كوريا الشمالية و ظلت الحرب قاصمة للقوات الأمريكية إلى أن تم التوصل عام 1953 إلى (اتفاق وقف إطلاق النار) بين الطرفين يوم 27 يوليو من عام 1953 دون أن يعرف العالم من المنتصر و من المنهزم؟ و كأننا أمام فيلمًا سينمائيًا لا نعرف حدوده ما بين البداية و الوسط و النهاية!! هل سيقوم الزعيم الصغير بضرب أمريكا من أجل إفتراس كوريا الجنوبية القوية اقتصاديًا و الضعيفة عسكريًا مما يدعو إلى تدخل روسيا ليكون لها دور في أن تعود عود حميد للعب بمصائر العالم و تعلن الحرب على أمريكا تضامنًا معها لتتحول الحرب الباردة إلى حرب مشتعلة كما فعلت ألمانيا و إيطاليا بتضامنها مع اليابان ضد أمريكا يوم 11 ديسمبر 1941 و تعجلت الأقدار بإنهاء الحرب التي انتهت عام 1945 بمأساة هيروشيما و ناكازاكي و التي أدخلت العالم في ثوب الحروب الذرية و النووية. هل سيقوم الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) باللجوء إلى حل الرئيس الجمهوري (ريتشارد نيكسون) بإنتهاج سياسة الوفاق مع النمر الكوري كما فعل سلفه مع النمر الصيني أم للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه (أوباما) رأي أخر في اللجوء للقوة كما فعل الرئيس الديمقراطي (فرانكلين روزفلت) بإعلان الحرب على اليابان و فريقها إلى أن تم النصر لأمريكا على يد ترومان عام 1945 و هو أيضًا من الحزب الديمقراطي ، مما يدل على أن الحزب الديمقراطي يلجأ إلى الحلول الفورية و ليس لإنصاف الحلول لتبقى أمريكا ذات القطب الأوحد في اللعب بمصائر الشعوب و الأمم.