ذكر تقييم سنوي نشرته المخابرات الأمريكية، بشأن "التهديدات في أنحاء العالم"، أن هجمات الإنترنت وعمليات التجسس الإلكتروني أزاحت الإرهاب عن صدارة المخاطر التي تواجه الولاياتالمتحدة. وقال جيمس كلابر، مدير المخابرات القومية، في شهادة مكتوبة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، أنه لا مجال للمبالغة في التأكيد على أهمية المخاطر في الفضاء الإلكتروني. لكن كلابر قلل في شهادته من احتمال وقوع "هجمات كارثية" على الولاياتالمتحدة من جانب مهاجمين عن طريق الإنترنت أو متشددين أجانب أو محليين في المستقبل القريب. وفيما أصبح عادة سنوية، قدم كلابر الى اللجنة وثيقة تقع في 34 صفحة تناولت عدداً من التهديدات التي تقع في نطاق عمل أجهزة المخابرات الأمريكية. وشمل ذلك قضايا مهمة مثل النزعة العدائية لكوريا الشمالية وانتشار الأسلحة النووية وقضايا إقليمية واقتصادية مثل استمرار غياب الاستقرار بعد انتفاضات الربيع العربي، كما تناولت الوثيقة التحول المحتمل في كوبا والاستمرار المتوقع لهيمنة الصين على إمدادات المعادن النادرة في العالم. وفي جلسة منفصلة اليوم أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ قال الجنرال كيث ألكسندر، قائد القيادة الإلكترونية بالجيش الأمريكي، أن الهجمات الإلكترونية على الشركات الخاصة، خصوصاً القطاع المصرفي الأمريكي، تزداد سوءاً، وتوقع زيادة حدة وعدد الهجمات بدرجة كبيرة خلال العام. وأضاف أن الجيش يعزز فريقه الخاص بمواجهة الهجمات الإلكترونية بإضافة أفراد من مختلف قطاعات الجيش ومن المدنيين. وفيما يتعلق باثنتين من أكثر الأزمات العالمية توتراً جاء تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية متحفظاً. وفي حين تقوم إيران بتحسين خبراتها في مجال التكنولوجيا التي تشمل تخصيب اليورانيوم والصوا ريخ متعددة المراحل، والتي يمكن أن تستخدم في برنامج للأسلحة النووية، لا تعتقد أجهزة المخابرات أن القيادة الإيرانية قررت صنع سلاح نووي ولا تعلم ما إذا كانت ستفعل ذلك أو متى ستفعله. وفيما يتعلق بسوريا أشار تقييم المخابرات الأمريكية إلى أن تآكل قدرة حكومة الرئيس بشار الأسد على الدفاع عن نفسها "يتسارع". وتقول المخابرات أن المسلحين يكتسبون قوة في المناطق الريفية. وقد يؤدي هذا في نهاية الأمر إلى إقامة "قاعدة دائمة بدرجة أكبر" للمعارضين المسلحين في محافظة إدلب على الحدود مع تركيا. وجاء إدراج الهجمات الالكترونية على رأس التهديدات ليغير صدارة التقييمات في العامين السابقين، وفي 2011 و2012 كان "الإرهاب" على رأس المخاطر في التقييمات السنوية التي رفعتها المخابرات إلى الكونجرس. وأحد العوامل التي ساهمت على ما يبدو في دفع الهجمات الالكترونية والتجسس الإلكتروني إلى صدارة قائمة التهديدات هو القلق من تطور التكنولوجيا الإلكترونية بسرعة يصعب على خبراء الأمن مجاراتها. وقال كلابر: "في بعض الحالات يطبق العالم تكنولوجيا رقمية بسرعة أكبر من قدرتنا على إدراك العواقب الأمنية وتخفيف المخاطر المحتملة." ورغم ذلك قال إن وكالات المخابرات الأمريكية ترى أنه لا توجد فرصة تذكر خلال العامين القادمين لهجوم إلكتروني كبير ضد البنية الأساسية الأمريكية الحساسة مثل شبكة إقليمية للكهرباء. وفيما يتعلق بالإرهاب قال كلابر أن تنظيم القاعدة في اليمن الذي يعرف باسم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" ما زال لديه طموح لشن هجمات على الأراضي الأمريكية، غير أنه قال أن النجاح العملي سيواجه صعوبات وأن تنظيم القاعدة له تاريخ من شن هجمات فاشلة باستخدام وسائل متطورة مثل القنابل التي توضع في "الملابس الداخلية". وأضاف أنه في حين أنه سيستمر تجنيد متطرفين محليين يتسمون بالعنف وتحفيزهم بمواد تلهب العواطف على الإنترنت، فإن تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية يقول أن مثل هؤلاء المتشددين سيواصلون الضلوع في أقل من عشر مؤامرات محلية سنوياً. وقال كلابر أنه بالإضافة إلى ذلك فإن "تنظيم القاعدة الأساسي"، الذي أسسه الراحل أسامة بن لادن ويتزعمه الآن نائبه أيمن الظواهري، أصابه الضعف إلى مستوى ربما أصبح عنده التنظيم عاجزاً عن شن هجمات معقدة على نطاق واسع في الغرب.