خبراء : أوراسكوم تيليكوم أقوي من نتائج أعمالها السالبة

كتبت - سارة إمام و محمد خالد :
في ظل السيل الجارف من نتائج الأعمال التي يأتي بعضها بما لا تشتهيه أنفس المتعاملين على السهم حققت شركة المصرية للاتصالات ارتفاعا ملحوظا في نتائج أعمالها التي أظهرت تحقيق صافي أرباح بعد خصم الضرائب 1.963 مليار جنيه عن النصف الأول من 2010 ، بارتفاع 12.2% عن الفترة ذاتها من 2009، دافعة هامش الأرباح للارتفاع بنسبة 37.7%. والتي جاءت بمثابة بصيص من الضوء أمام المساهمين الذين لم يرو نور الارتفاعات مذ فتره طويلة، إلي أن جاء إعلان شركة "أوراسكوم تيلكوم القابضة" عن نتائجها المالية المجمعة للنصف الأول من عام 2010، والتى أظهرت تراجع صافي أرباح الشركة بمعدل 99% حيث سجلت صافي ربح قدره 12.121 مليون جنيه ،مقارنة بصافي ربح قدره 1.273 مليار جنيه خلال النصف الأول لعام 2009، وكانت أرباح النصف الأول لعام 2009 قد تضمنت أرباحاً استثنائية ناتجة عن بيع شركة (إم – لينك) لينطفئ نور الأمل من جانب المساهمين.
"الأرباح ليست العامل الأساسي "
أكد سيف عوني عضو مجلس إدارة شركة وديان لتداول الأوراق المالية أن تراجع أرباح أوراسكوم تليكوم بهذه النسبة الكبيرة يأتى نظرًا لما تكلفته أوراسكوم فى مشكلة بيع وحدتها بالجزائر.. مؤكدًا أن وضع أي شركة لا ينظر إليه عن طريق أرقام الربحية لأن الأرباح ليست عامل أساسي في التقييم ، لأن أوراسكوم و إن تراجعت أرباحها بهذه الصورة فإنه تراجع ناتج عن ارتفاع التكاليف ( المصروفات ) ، و في حالة ما إن كانت تلك المصروفات تمت كنفقات إستثمارية لمشروعات الشركة ، و تصحيح أوضاعها بعدد من الأسواق ، وهذا ما حدث مع أوراسكوم بالفعل ، فقد تكلفت تراجعًا بنحو 99% فى أرباحها بسبب نفقاتها الاستثمارية على شركتها بالجزائر .
وأضاف ، أنه من الممكن أن يشار إلى أوراسكوم على أنها خسرت بالفعل فى حالة ما إن كانت مصروفاتها مصروفات تشغيل لم تدر منها أرباحًا ، إلا أن هذا لم يحدث و القوائم المالية لها أكدت أن مصروفاتها كانت نفقات استثمارية لتدعيم مشروعاتها ، و شركتها بالجزائر.
أزمة أوراسكوم فى الجزائر وراء التراجع
و يؤكد عادل عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة شركة ثمار العربية لتداول الأوراق المالية أن القوائم المالية لكل من أوراسكوم تيليكوم لابد و أن تراجع بدقة كاملة ، وتقرأ أكثر من مرة للوقوف عند الأسباب الحقيقية التى تظهرها الميزانية كسبب لهذه النتائج ، سواء الأرباح الكبيرة التى حققتها موبينيل ، أو الخسارة التى منيت بها أوراسكوم تليكوم .. و بشكل عام يشير عبد الفتاح إلى أن أزمة أوراسكوم تليكوم فى الجزائر التي استهلكت وقت وجهد الشركة خلال الأشهر الماضية بالتأكيد كان لها الدور الأبرز فى تراجع أرباحها بهذا الحجم .
ارتفاع أرباح المصرية للاتصالات جاء مدعوما بتوزيعات فودافون
وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركه بايونيرز لصناديق الاستثمار ان الارتفاع القوي التي حققته شركة المصرية للاتصالات جاء مدعوما من التوزيعات الاخيره التي أقرتها شركه فودافون مصر.
واتفق معه هشام مشعل رئيس قسم التحليل الفني بشركه الوسيط المباشر ان تراجع الارباح الذي لحق بشركه اوراسكوم تيلكوم والتي بلغت نسبته 99% كان متوقع حيث أن الشركة لحقت بها الفترات الماضية عدد من الأخبار المتوترة.
من ناحية أخري أكد مشعل ان سهم الشركة قوي بالرغم من تراجع الأرباح التي حققتها موضحا ان تراجع الأرباح سببه الوحيد هو مشكله الجزائر وفرض الضرائب المبالغ فيها من قبل الحكومه الجزائريه
وأوضحت الدكتورة سحر مختار العضو المنتدب لشركة فيرست لتداول الأوراق المالية أن توابع الأزمة التى تعرضت لها أوراسكوم فى الجزائر أدت إلى ضعف السيولة المتوفرة لدي الشركة .. بالإضافة إلى أن رغبة ساويرس في البقاء في تلك الأسواق كلفته العديد من النفقات كى يوفق و يدعم موقفه بها ..مشيرة إلى أن سهم أوراسكوم تليكوم قد شهدت تراجعًا خلال الشهور الماضية و أداءا ضعيفا بصورة ملفته للنظر ، أثر هذا التراجع على السوق بشكل عام ، وكان السبب الأول و الأوحد وراء تراجعه لمستويات دنيا فى العديد من الجلسات .
و أضافت أن السوق حاليا يشهد حالة من التذبذب فور إعلان نتائج الأعمال لعدد من الشركات ، مما أدي إلى تخوف العديد من المساهمين بصورة كبيرة فى الدخول فى عدد من الأسهم و التعامل فيها ، و توقعت أن تنتهى تلك الحالة فور انتهاء انتخابات مجلس الشعب القادمة و الانتخابات الرئاسية ، التى على حد وصفها تعد من أهم الأحداث التى ينتظرها السوق ، وبناءا عليها فسوف يكون رد الفعل مناسب للبورصة.