اختلف أساتذة التخطيط العمراني حول جدوى اقامة مشروع ايرو سيتي بجوار مطار القاهرة،والذي من يجري التخطيط له حاليا بهدف طرحه خلال الفترة المقبلة لزيادة الإستثمارات بمصر ، و المقرر أن يستغرق انشاؤه من 5 إلى 8 سنوات وسيؤدى إلى جذب استثمارات تبلغ 20 مليار دولار ويوفر 100 ألف فرصة عمل بينها 30 ألف وظيفة مباشرة. ويرى بعض الخبراء أنه رغم أن للمشروع أهداف استراتيجية تتمثل في تدشين مشروعات استثمارية جديدة وتوفير فرص عمل ولكنه يعكس عدم وجود تخطيط بين الجهات القائمة على المشروع،مشيرين إلى أن اقامة المشروع في هذه المنطقة سوف يهدد بازدحام سكاني يزيد من التكدس حول محافظة القاهرة. وأوضح أخرون أن الاهداف الاستراتيجية للمشروع تعكس مدى اهميته ودوره في تحقيق تنمية حقيقة بالمنطقة،موضحين ان المشروع ترفيهي ولا يحتاج ومن جانبه قال الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط العمرانى والإقليمى بجامعة القاهرة أن مشروع آيرو سيتى الذى تعكف وزارة الطيران فى الفترة الحالية على تنفيذه بجوار مطار القاهرة له أهداف استراتيجية وأخرى محلية ، مؤكدا أن النظام الحالى يتحدث عن العديد من المشروعات التي من الممكن طرحها وتنفيذها واقعيا دون طائل أو عائد حقيقى وملموس من هذه الاستثمارات . وأضاف أن تنمية الدولة لا يمكن أن تقام وفق أطروحات متناثرة ومشروعات استثمارية لا ترتبط بالتخطيط العام لتحقيق التنمية الشاملة داخل الدولة ، مشيرا الى ضعف أهمية اقامة المشروع بجوار مطار القاهرة وخاصة أن اقتصاديات العديد من الدول الكبرى فى العالم كالبرازيل وروسيا والهند والصين تتجه نحو توسيع الاستثمارات الفعلية خارج العاصمة وتعمل على تنمية الأقاليم حيث توقفت هذه الدول عن تمويل مشروعات استثمارية جديدة بالعاصمة . وأكد أن الفرص الحقيقية لتحقيق عوائد للاستثمارات داخل مصر يجب أن تبتعد تماما عن القاهرة ، مضيفاً أن منطقة المطار ليست بحاجة الى تكدس جديد وزحام آخر ، كما أوضح أن تكالبف إنشاء هذا المشروع سيتم أخذها من دم المواطن المصرى فى ظل الظروف الحالية مؤكدا ان تجهيز البنية الأساسية لآى مشروع تحتاج الى مليارات من الجنيهات وهو ما لا تتحمله ظروف الدولة فى الفترة الحالية خاصة مع عدم قدرة الاستثمارات الأجنبية على المجئ الى مصر مرة أخرى وذلك فى إطار استمرار تصارع القوى السياسية بالدولة وعدم وجود توافق مجتمعى حول المشروعات التى تطرحها الدولة . وأشار حجاج الى ان مشروع آيرو سيتى إذا تم تطبيقه فى الفترة الحالية سيكون العائد الحقيقى منه صفر تقريبا وذلك على غرار مشروع شرق التفريعة الذى أهدر فيه أكثر من 6 مليارات جنيه ومشروع وادى التكنولوجيا بالاسماعيلية الذى أهدر فيه أكثر من 4 مليار جنيه دون طائل أو عائد نفع حقيقى على الدولة ، ملمحا الى أهمية توزيع الاستثمارا على محيط الدولة بالكامل مشيرا الى ان التكاليف التى سيأخذها هذا المشروع من الأولى تخصيصها لمشروع تنمية الهضبة الغربية بسوهاج . واختلفت معه المهندسة عايدة فان المدير العام للمكتب الفنى لهيئة التخطيط العمرانى والتى أوضحت أن مشروع آيرو سيتى يستهدف الى تنمية مطار القاهرة وإضافة مزيد من التطورات فى المناطق المحيطة به وذلك من خلال استغلال المناطق الموجودة فى إطار موقع المطار وتنميتها بما يساهم فى خلق مزيد من فرص العمل وتهيئة مناخ أفضل به . ولفتت الى اهمية قيام مشروع آيرو سيتى فى الفترة الحالية حيث يساهم المشروع فى توجيه استمارات الدولة ومواردها فى اتجاه صحيح يعمل على جذب لمزيد من الاستثمارات الأجنبية وذلك نظرا لمميزات الموقع الذى سيقام عليه المشروع باعتباره أحد المواقع الاستراتيجية الهامة بالقاهرة ، مؤكدة حاجة الدولة الى مزيد من الاستثمارات فى الفترة الحالية بما يضمن تعافى حركة العمل والانتاج بالدولة الأمر الذى يساهم فى توفير السيولة المادية والعملة الصعبة بالدولة مستشهدة فى ذلك بالأرباح والإيرادات التى حققها مطار القاهرة بعد تطويره ، حيث يستغرق إقامة آيرو سيتى ما يزيد هن 3 سنوات ويتوقع أن يحقق خلالها جذب مزيد من الاستثمارات حيث يتم طرح المشروع على العديد من الشركات بنظام حق الانتفاع ، ويترتب على ذلك خروج مصر من طابور الانتظار للإقتراض من الدول الأخرى لتيسير أعمالها . وقالت الدكتورة لوجان السعيد الاستاذ المساعد بكلية التخطيط العمرانى جامعة القاهرة ان مشروع آيرو سيتى لا يزال مجرد طرح تصورى قائم الا انه يثير العديد من التخوفات وذلك نظرا لعدم وجود مخططات كاملة له بالاضافة الى ان الموقع المقرر اقامة المشروع به سيؤدى الى شلل المنطقة الشرقية بالكامل داخل القاهرة كما انه سيزيد من الازدحام والتكدس كما سيضاعف من الاختناق بهذه المنطقة . وايدت لوجان اقتراح وزير الاسكان باقامة مطار جديد غرب القاهرة واقامة (ايرو سيتى ) بجواره واضافت ان عدم الاخذ باقتراح وفيق على الرغم من انه استاذ تخطيط عمرانى يعد بمثابة التخبط والتذبذب فى اتخاذ القرارات المناسبة، مشيرة الى ان المشروع ضخم وسيزيد الاستثمارات بشكل كبير وسيساهم فى تحقيق التنمية اضافة انه سيوفر العديد من فرص عمل , غير ان القاهرة وبالاخص المنطقة الشرقية تشبعت من الاستثمارات ولابد ان تخرج من عنق الزجاجة على حد قولها . واختلفت معها الدكتورة ابتهال عبد المعطى حيث ايدت فكرة اقامة المشروع بالقاهرة وبجانب المطار و اعتبرته بمثابة الرئة التى سنشتنشق منها هواء نظيف وسط الاختناق الذى نعيشه حيث اتفقت على اقامة اى مشاريع بالقاهرة طالما تتضمن جانب ترفيهى ، مشيرة الى ان اقامة المشروع بجانب المطار سيساهم فى تحقيق النمو والهدف الاستثمارى بصورة سريعة لما سيشهده من راواج.