رشيد : فرص كبيرة لإقامة مشروعات مشتركة في قطاعات المنسوجات والملابس ومكونات السيارات والصناعات الغذائية كتب – ايمن صالح واحمد سلامة : بدأ المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة سلسلة من المباحثات المكثفة مع عدد من كبار المسئولين ورجال الأعمال في الأرجنتين بهدف استكشاف فرص زيادة الصادرات المصرية للأرجنتين واتفقت مصر والأرجنتين علي تطوير وتوسيع العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة لزيادة التعاون المشترك في المرحلة المقبلة ، جاء هذا في ختام أعمال اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين مساء أمس الأول بالعاصمة الأرجنتينية بيونس ايرس حيث ترأس المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الجانب المصري والسيد هيكتور تايمرمان الجانب الأرجنتيني وشارك في أعمال اللجنة السيدة سهي الفار سفيرة مصر بالأرجنتين وأكد الجانبان رغبتهما في توطيد أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بما يعكس القدرات والإمكانات الفعلية للبلدين ومكانتهما في الإطار الإقليمي وذلك من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لزيادة التبادل التجاري وإقامة مشروعات استثمارية مشتركة ودعم التعاون في قطاعات الزراعة والتنمية الريفية وتيسير إجراءات تسجيل الأدوية في كلا البلدين والتنسيق المتبادل لضمان سرعة الإفراج الجمركي وتبادل الشهادات الصحية المتعلقة بالمنتجات الحيوانية وتنظيم برامج تدريب متبادل في هذا المجال وصرح المهندس رشيد الذي يزور الأرجنتين علي رأس وفد يضم حوالي 60 من رجال الأعمال بان هذه المشاركة من رجال الأعمال تعكس الاهتمام الكبير بفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي مع الأرجنتين خاصة ان هذه الزيارة تعتبر اول زيارة رسمية لوزير مصري للأرجنتين ، مشيرا إلي ان وفد رجال الأعمال يسعى لاستكشاف الفرص للتصدير للسوق الأرجنتينية وأشار الي انه تم الاتفاق مع الجانب الأرجنتيني علي تسهيل مشاركة الشركات في البلدين في المعارض المتخصصة في الدولتين للتعرف علي إمكانات التصدير وزيادة التبادل التجاري كما تم الاتفاق علي تحديد عدد من القطاعات الواعدة لإقامة مشروعات مشتركة وتشمل المنسوجات والملابس والصناعات المغذية للسيارات والصناعات الغذائية وقال الوزير ان عقد اللجنة التجارية المشتركة بين مصر والأرجنتين سيعطي دفعة قوية لزيادة حجم التبادل التجاري في المرحلة المقبلة ، مشيرا الي انه سيتم غداً الاثنين عقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين يشارك فيه حوالي 400 من ممثلي كبريات الشركات في البلدين وان هذا من شانه ان يتيح فرص كبيرة للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين ومن ناحيته أكد السيد هيكتور تايمرمان وزير الخارجية والتجارة الدولية الأرجنتيني ان بلاده تتطلع في المرحلة المقبلة لتعميق علاقاتها مع مصر في شتى المجالات باعتبار ان مصر تحتل مركزاً إقليمياً متميزاً في العالم العربي وإفريقيا والشرق الأوسط خاصة ان هناك اتجاهاً لدي الحكومة الأرجنتينية لدعم وتوثيق العلاقات مع العالم العربي وأفريقيا وقال ان بلاده تتطلع أيضا للتنسيق مع مصر فيما يتعلق بإعادة هيكلة مجلس الأمن باعتبارها دولة محورية في إفريقيا والشرق الأوسط ، مشيراً الي ان زيارة المهندس رشيد ووفد رجال الأعمال المرافق له سيفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين وأكد المهندس رشيد ان مصر تسعي الي توسيع علاقاتها مع الأرجنتين علي جميع الأصعدة إلي جانب المجال الاقتصادي حيث يتطلع الي زيادة التعاون في العلاقات الثقافية وكذلك السياحة باعتبارهما يفتحان المجال للشعبين للتعرف علي كل منهما علي الآخر وأضاف الوزير ان مصر حريصة علي فتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية لأسواق أمريكا اللاتينية الواعدة ، مشيراً إلي أن الأرجنتين تمثل دولة محورية في أمريكا الجنوبية بما لديها من إمكانات اقتصادية هائلة باعتبارها من اكبر الدول المنتجة للغذاء في العالم ، واستعرض الوزير التطورات الاقتصادية في مصر ، مشيرا الي في هذا الصدد الي قدرة الاقتصاد المصري علي تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية والي استمرار معدل النمو الايجابي وقال ان الاقتصاد المصري يعتبر الأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط حيث يشمل قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومصادر الطاقة المتنوعة الي جانب الأيدي العاملة ، وأشار أيضا إلي ارتباط مصر باتفاقات تجارة حرة مع مختلف القوي الإقليمية مثل اتفاقية الكوميسا مع الدول الإفريقية واتفاقية التجارة الحرة العربية وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتجارة الدولية في الأرجنتين عقب انتهاء أعمال اللجنة التجارية المشتركة قال المهندس رشيد ان زيارته للأرجنتين من شأنها ان تفتح صفحة جديدة في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وان توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع تجمع الميركسور سيكون خطوة أخري مهمة في دفع هذه العلاقات التي باتت أمرا مهما وضروريا في الوقت الحالي وأوضح ان المستقبل لهذه الدول ، مشيراً إلي ان أزمة الغذاء التي طالت العام منذ عامين ساهمت في رفع أسهم هذه الدول عالميا وجعلتها محط أنظار العالم كله وأشار الي ان كل من البرازيل والأرجنتين يمتلكان نحو 40% من حجم المياه في العالم ، كما أنهما يمتلكان ما بين 450- 500 مليون فدان من الأراضي الزراعية الصالحة ناهيك عما يتوافر لديهما من بنية أساسية متطورة متمثلة في شبكة متقدمة من المواني والمطارات والطرق وخلافه بما يسهل من إمكانات التعاون الاقتصادي والتجاري وشدد وزير التجارة والصناعة علي ان اتفاقيات التجارة الحرة لم تعد محور إتاحة النفاذ إلي أسواق او سلعة معينة وإنما أصبحت علاقات شاملة للتعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري وانه لهذا الغرض يتم إبرامها وفقا للتوقعات المستقبلية للنمو في الإنتاج والأسواق المستهدفة وأوضح ان مصر أول دولة عربية يتم التوقيع معها اتفاق للتجارة الحرة مع دول الميركسور ، مشيراً الي ان مصر أصبحت واحدة من أهم الدول التي يقع عليها الاختبار من قبل الدول الراغبة في التوسع الاقتصادي والاستثماري في العالم كله وذلك لثقلها السكاني حيث تعد واحدة من بين 22 دولة علي مستوي العالم يتوقع ان يصل عدد سكانها الي نحو المائة مليون نسمة خلال السنوات القليلة القادمة إضافة الي التوقعات الخاصة باستمرار معدلات نموها الاقتصادي ليتراوح ما بين 6 -7 % وموقعها الجغرافي المتميز وما يرتبط به من اتفاقيات تجارية تفضيلية وعلاقاتها السياسية في تحقيق مكاسب اقتصادية تشعر المستهلك المصري بان هناك مكاسب يجنيها من وراء هذا الجهد السياسي وكشف المهندس رشيد ان توقيع مصر لاتفاقية التجارة الحرة مع تجمع دول الميركسور في حضور رؤساء الدول وذلك علي هامش قمتهم التي ستعقد بعد غد في سان خوان بالأرجنتين جاء بناء علي رغبتهم وحرصهم علي ان تأخذ الاهتمام الكافي باعتبارها اول دولة عربية توقع هذا الاتفاق مع التجمع وكان المهندس رشيد قد عقد اجتماعاً موسعاً مع عدد من كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات الأرجنتينية الكبرى في قطاعات صناعة السيارات والصناعات الغذائية والغاز والطاقة وصناعة المنسوجات للتعرف علي آفاق التعاون المشترك .