بعد بيان أوراسكوم للانشاء والصناعة الغامض الذى نشرته أمس حول نيتها إلغاء برنامج شهادات الإيداع الدولية الخاص بها ببورصة لندن ونقل تبعيته لشركة "أو سي أي إن" تمهيدًا لقيد أسهمها ببورصة نيويورك يورونكست بهولندا وأمريكا ، يرى خبراء سوق المال أن تلك الخطوات تأتى بمثابة حلقة جديدة من مسلسل تخارج آل ساويرس من السوق المصرية . أوضح الخبراء ان الفقرة الاخيرة من البيان تؤكد على اعتزام الشركة التخارج من السوق ، والتى تنص على أنه سيتم عرض شراء من أوراسكوم للإنشاء والصناعة بقيمة 280 جنيهاً مصرياً للسهم للمستثمرين المحليين بالإضافة إلى عرض يتضمن مبادلة كل سهم من أسهمها بسهم في "أو سي أي إن" ، الى جانب تأكيد الشركة على تقدم تحالف من كبار المستثمرين الأمريكيين والعالميين بتمويل عملية شراء الأسهم العادية المحلية بشركة "أوراسكوم للإنشاء" لشركة "أو سي أي إن" . قال وائل النحاس العضو المنتدب لشركة أتش ايه لتداول الاوراق المالية ، ان البيان يعنى ان الشركة فى فترة توفيق أوضاعها لألغاء شهادات إيداعها فى لندن ونقلها الى نيويورك ، أضاف أن البيان أشار أيضا الى نية الشركة التقدم لشراء السهم من السوق المحلى وقيام كبار المستثمرين بتمويل عملية الشراء مما يعنى ان اسهم الشركة ستنتقل الى بورصة يورونكست ويبقى نسبة ضئيلة للتداول بالبورصة المصرية مثلما فعلت اوراسكوم للتنمية السياحية والتى تعتبر اسهمها فى مصر مجرد شهادات ايداع سويسرية فى البورصة المصرية . أضاف انه بذلك يصبح الامر اكثر تعقيدا وخاصة انه مازالت الشركة تعانى من مشاكل ضريبية مع الحكومة المصرية بالاضافة الى الخلافات الخاصة بفروق أسعار الطاقة ، متوقعا ان تتم عملية النقل قبل التقسيم بالبورصة المصرية ويتم تقسيمها بالخارج تفاديا للضرائب التى ستقوم الحكومة بتحصيلها نتيجة عملية التقسيم . واشار أن العائلة تؤكد على تخارجها من السوق المصرية فى حالة وصول الاخوان المسلمين الى سدة الحكم وخاصة نجيب ساويرس والذى بدأ ببيع قناة ال "أون تى فى " وبيع حصته فى صحيفة المصرى اليوم وسط غيابه عن الساحة السياسية ، مؤكدا فى الوقت نفسه أن إعلان الشركة عن الشراء بسعر 280 جنيه سيكون له اثر ايجابى على سعر السهم بالسوق والذى وصل الى 267 جنيه . أكد على ان السيناريو المطروح يبقى امامه خطوات عديدة اهما موافقة الجمعية العمومية وموافقة هيئة الرقابة المالية ، مطالبا الهيئة بضرورة التشديد على حماية حقوق صغار المستثمرين وخاصة فى حالة تحول معظم الاسهم الى البورصات الخارجية وبقاء نسبة ضئيلة مع صغار المستمرين بالسوق والتى لا ينطبق عليها سوى قوانين وشروط احكام التداول فقط لان الملكية الاكبر تكون للجانب الاجنبى بالبورصات الخارجية . من جانبه قال محسن عادل نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار ، ان هذه الخطوة لا تعني باي حال من الاحوال تخارج الشركة من السوق فهي فقط تغيير لمكان قيد الاسهم و لكن ستتبقي انشطة الشركة و اعمالها في مصر كما هي منوها الي ان البيان اشار الي الغاء قيد شهادات الإيداع الدولية ونقل القيد إلى نيويورك يورونكست مضيفا ان الشركة لها حجم اعمال كبير في مصر و دول العالم و منها الولاياتالمتحدة مؤخرا مما قد يبرر اتخاذ الشركة لهذا الاجراء الان بعد ان توسعت اعمالها في الولاياتالمتحدة . و بخصوص موقف تقسيم شركة اوراسكوم للانشاء و الذي لازال قيد الاجراءات التنفيذية و موافقة الجهات المختلفة علية اكد عادل ان الاجراءات التي اعلن عنها اليوم ليس من شأنها ان تتعارض مع مقترح تقسيم الشركة مشيرا الي ضرورة اعلان الشركة لتفاصيل الاجراءات التي طرحت في بيانها يوم الجمعة و موقف حملة الاسهم المحليين منها حاليا أو مستقبلا سواء في حالة الاستجابة لعرضها أو عدم الاستجابة و مبررات هذا الاتجاة بالاضافة الي ضرورة عرض هذا الموضوع علي الجمعية العامة للشركة للبت فية قبل البدء في تنفيذه اذا كان الامر يستلزم ذلك . اضاف عادل أن إجراءات تنفيذ هذا القرار ستعرض علي الجهات الرقابية لدراستها و البت فيها قبل الموافقة عليها مشيرا الي انه من الضروري ان توجة الجهات الرقابية و التنظيمية عنايتها في مراجعة كافة جوانب هذا الاجراء من نواحيها المختلفة و ان تكون مدعومة برؤية اكثر عمقا لاثار مثل هذه الصفقة التي تعد الاكبر من نوعها في السوق المصري بما يدعم من موقف حقوق الاقلية و يساهم في تدعيم معايير الشفافية و الحوكمة في مثل هذا النوع من الخطوات . ووفقًا لبيان الشركة، سيتم قيد أسهمها بأمستردام وشهادات الإيداع الأمريكيةبالولاياتالمتحدة لاحقاً، موضحة أن تلك الصفقة ستساعدها على توفير سيولة مالية. وتقدر قيمة الاستثمارات التي يضخها التحالف لتمويل قيد أوراسكوم ببورصة نيويورك بنحو ملياري دولار أمريكي. ويتكون التحالف من شركة كاسكيد المملوكة بالكامل لبيل جيتس، وساوث إيسترن لإدارة الأصول ودايفيز سيلكت أدفيزرز.