فتح اندرويد (نظام التشغيل الاشهر حول العالم) شهية عدد كبير من المطورين لتبني وجهة النظر الجديدة والتى ترتكز على الاعتماد على مصادر تشغيل دون شرط أو اجراءات معقدة أو تكاليف تحديث بدأت الفكرة بمطورين وانتهت بحكومات، ووجدت الحكومة المصرية نفسها مضطرة للتحول إلى البرمجيات مفتوحة المصدر بعد بلوغ حجم الانفاق على تأجير الرخص خلال السنوات الثلاث الماضية حوالي 90 مليون جنيه. وجه المهندس هاني محمود وزير الاتصالات السابق في نوفمبر 2012 بتشكيل لجنة لصياغة استراتيجية جديدة لاستخدام البرمجيات المفتوحة المصدر في الجهاز الإداري للدولة، وحدد لها 3 شهور للانتهاء من وضع هذه الاستراتيجية مشددا على ضرورة أن تركز هذه الاستراتيجية في محاور عملها على وضع منظومة متكاملة لتنمية صناعة البرمجيات المفتوحة المصدر في مصر للبدء فعليا في التحول التدريجي إليها، ونظرا لخطورة التحول المفاجئ نحو هذه البرامج وما قد يترتب عليه ما أثار سلبية إذا تم ذلك بشكل فوري، فقد تم الاتفاق على تنفيذ برنامج تدريبى بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات لخلق الكوادر الفنية المطلوبة لدعم هذه الصناعة. قال المهندس سيد اسماعيل رئيس مجلس إدارة اس اي تكنولوجيز أن التحول التدريجي نحو البرمجيات مفتوحة المصدر يسمح للهيئات الحكومية بوقت إضافي لتوفيق اوضاعها من ناحية ويسهم في توفير نسبة غير قليلة من الانفاق على قطاع البرمجيات من خزانة الدولة مشيرا إلى أن المبالغ المنفقة على تحديث قواعد البرامج تبلغ 500 مليون جنيه. اشار إلى أن الاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر يوفر نسبة غير قليلة من فرص العمل خاصة مع تفعيل دور الشركات المتوسطة والصغيرة المصرية العاملة بقطاع البرمجيات لافتا إلى أن الفترة الحالية تحتاج مزيدا من التركيز على الفرص المحلية لدعم الشركات العاملة بالسوق والتى تمثل عصب صناعة البرمجيات في مصر. أوضح ان التحول المزمع نحو البرمجيات مفتوحة المصدر خلال السنوات الثلاثة المقبلة لن يؤثر على حجم استثمارات الشركات الاجنبية على رأسها مايكروسوفت واوراكل وساب وغيرها نظرا لمرورها بتجارب مماثلة مثل المانيا وعدد من دول الاتحاد الاوروبي دون تأثر استثمارات الشركات الكبرى في الاسواق المذكورة. شدد على ان تزامن بدء الخطة مع تغيير وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتولي المهندس عاطف حلمي حقيبة الاتصالات يمنح الشركات فرصة إضافية في ظل تفهمه لقطاع البرمجيات بشكل واضح خاصة مع توليه إدارة شركة اوراكل على مدار عشر سنوات ساهم فيها في إضافة ابعاد جديدة لقطاع التكنولوجيا بصفة عامة والبرمجيات بصفة خاصة. قال المهندس خالد العسكرى عضو مجلس ادارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن استراتيجية وزارة الاتصالات للتحول نحو البرمجيات مفتوحة المصدر تعطي للشركات مرونة بفتح الابواب بالتحول إلى مصادر "ارخص سعرا" واصفا المشكلة الحالية التى تواجه الصناعة في السوق المحلية "بسرقة" البرمجيات. أشار إلى أن تحقيق ضمانة للشركات بتوفير طرق اسهل وارخص سعرا يشجع المستخدم في الوقت نفسه لاقتناء رخص مفتوحة المصدر موضحا أن بدء تنفيذ الاستراتيجة على الجهات الحكومية يمنحها مرونة اضافية للتطبيق. من ناحية اخرى اشار مقبل فياض المدير التنفيذي لشركة بروسيلاب أن التحول إلى البرمجيات مفتوحة المصدر والتخلي عن حزمة برمجيات مايكروسوفت من المتوقع ان يخلق "اضطرابا" في السوق المحلية خاصة مع انتشار البرمجيات على عدد من القطاعات سواء الخاص او الحكومي او قطاع الافراد. شدد على أن البدء في تعميم استراتيجية البرمجيات مفتوحة المصدر يحتاج لخطة تفصيلية تتضمن تأهيل الكوادر البشرية اللازمة للتعامل مع الرخص الجديدة منوهًا على أن التعامل مع البرامج الجديدة يحتاج إلى دورات تدريبية منتظمة خلال السنوات الثلاثة المقبلة للتحول