ألقى الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية لبنك HSBC الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيم ريد في مستهل فعاليات منتدى HSBC الخاص بعلاقات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تركيا، الذي عقد أمس، وقال «تتميز تركيا بعلاقاتها التاريخية القوية وطويلة الأجل بالمنطقة، فهي تتمتع بمزيج من الأسس والدعائم الاقتصادية القوية والتركيبة السكانية الجيدة، مما يساعدها في الحفاظ على وتيرة جيدة من النمو على جميع الأفق والتوقعات». ويأتي هذا المنتدى ليكون الثالث من نوعه في المنطقة، حيث يجمع ما بين كبار رجال الأعمال والشركات التجارية، كما يشكل جزءاً من حملة البنك الخاصة بتعزيز علاقات التبادل التجارية العالمية. وتشكل التدفقات التجارية المتبادلة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الناشئة الموضوع الرئيسي لاستراتيجية HSBC الخاصة بتعزيز علاقات التبادل التجارية العالمية في المنطقة. ووفقاً لتقرير HSBC للأبحاث والدراسات العالمية بعنوان «العالم في عام 2050»، فإن الاقتصادات التي ندعوها اليوم «اقتصادات ناشئة» سوف تنمو لتصبح من أقوى الاقتصادات العالمية على مدى العقود الأربعة المقبلة، ونتيجة لذلك، تم عقد أول منتديات HSBC لمناقشة التدفقات التجارية المتبادلة بين الإمارات العربية المتحدة والهند، وذلك في أكتوبر من عام 2011، وفي وقت سابق من هذا العام، ركز البنك اهتمامه على التدفقات التجارية المتبادلة مع الصين. ولقد تحول تركيز الاهتمام اليوم لمناقشة التدفقات التجارية المتبادلة مع تركيا. هذا، وتعتبر تركيا واحدة من الأسواق الناشئة الأسرع نمواً في العالم وبمعدلات نمو اقتصادي مثيرة للاهتمام، حيث سجّلت ارتفاعاً وصل إلى %8.5 في عام 2011، لتتجاوز بذلك توقعات صندوق النقد الدولي التي حددت نسبة الارتفاع ب %7.5 على مدى السنوات العشر الماضية، كما زاد الناتج المحلي الإجمالي للفرد بثلاثة أضعاف، حيث بلغ 772 مليار دولار أميركي في عام 2011، مقابل 231 مليار دولار أميركي في عام 2002. وضمن إطار رؤيتها لعام 2023، فإن تركيا تهدف لأن تكون واحدة من الاقتصادات العشرة الأفضل في العالم، حيث تسعى إلى تحقيق ناتج محلي إجمالي بمقدار تريليوني دولار أميركي، وإلى زيادة حجم الصادرات التركية السنوية إلى 500 مليار دولار أميركي، وتحقيق زيادة في حجم التجارة الخارجية إلى تريليون دولار أميركي. وأضاف ريد «إن لدى تركيا طموحات كبيرة وعالية المستوى، ولكن أهدافها ممكنة التحقيق. فالموقع الجغرافي التي تتميز به تركيا يجعلها جسراً طبيعياً بين محاور الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، مما يوفر ممرات ذات كفاءة من حيث سهولة العبور والتكلفة بالنسبة لشركات الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم. كما أنها دولة فتية، سريعة النمو وبمعدلات عمالة متنامية، كما أنها لا تزال تعتبر مساهماً رئيسياً في منطقة اليورو، حيث تعتبر الخامسة من بين أكبر الدول الأوروبية، وذلك وفقاً لأرقام البنك الدولي في عام 2009، وإيماناً منه برؤيتها، قام البنك الدولي، أخيراً، بمنح الحكومة التركية دعماً مالياً قدره 6.5 مليارات دولار أميركي». ولقد ساهمت الإجراءات الناتجة عن ذلك في اجتذاب تدفقات التجارة الخارجية إلى السوق المحلية الكبيرة بشكل قوي، حيث بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر 15.9 مليار دولار أميركي في عام 2011، مقابل الارتفاع الذي تم تسجيله بمقدار 9 مليارات دولار أميركي في العام السابق. وتمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن %18 من هذا الارتفاع. وعلى العكس من ذلك، بلغ حجم الصادرات التركية 135 مليار دولار أميركي بحلول نهاية عام 2011، والتي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حالياً الربع تقريباً المصدر: القبس الكويتية