بعد تأكيد عدد من المصادر بوزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على أن منح الرخصة الافتراضية للمصرية للاتصالات أو طرحها في مناقصة هو قرار سيادي في الاساس، تقف الشركة المملوكة للقطاع العام في مهب الريح منتظرة طرح الرخصة الافتراضية منذ ما يقرب من عامين وسط تأجيلات مستمرة من قبل الوزارة والجهاز وضغوط من قبل شركات المحمول التى تخشى على حصتها السوقية. ويطرح الخبراء ثلاثة سيناريوهات مقترحة لتقديم الخدمة للشركة المصرية للاتصالات أولها طرح الرخصة الافتراضية في مناقصة تسمح بدخول المصرية للاتصالات وغيرها للمنافسة على الرخصة مستبعدين طرحها بالامر المباشر نظرًا لشبهة الاحتكار، والسيناريو الثاني يتمثل في رخصة شاملة لكافة الخدمات تطرح للمشغلين الثلاثة بتكاليف موحدة، بينما يأتي السيناريو الاخير والاكثر استبعادًا بطرح رخصة محمول رابعة تنافس عليها المصرية للاتصالات. طرح المشغل الافتراضي : أكد الخبراء على أن طرح رخصة المشغل الافتراضي التى من المزمع اطلاقها خلال ايام وسط الاجتماعات المكثفة التى تجريها وزراة الاتصالات مع الجهاز وإدارة المصرية للاتصالات سيتيح للشركة فرصًا جديدة للنمو في ظل تراجع عدد المشتركين في الثابت ل8 مليون مشترك فقط. أضاف الخبراء أن سوق الاتصالات في مصر بلغ العام الماضي حوالى 30 مليار جنيه تستحوذ المصرية للاتصالات على 13.3% من السوق المجمعة للخدمات في السوق المحلية للاتصالات والانترنت لتحصل على حوالى 4 مليار فقط من حجم الانفاق على الاتصالات. وقال محمد النواوي المدير التنفيذي للشركة أنه يمكن تقسيم احتياجات العملاء بالسوق المصرية إلى هواتف ثابتة ومحمولة وانترنت ثابت ومحمول ويرى أن المصرية للاتصالات تحاول توفير الخدمات المقدمة منها بما يتوافق مع احتياجات العميل وتجدر الاشارة إلى أن المشكلة التى تواجه الشركة المصرية للاتصالات هي عدم استطاعتها تقديم خدمات محمول سواء في الصوت أو في الانترنت. وأضاف أن التعديل في استراتيجيتها يرجع بالتحول نحو تقديم خدمات متكاملة فور الحصول على رخصة المشغل الافتراضي من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إلى عجز الشركة عن المنافسة مع شركات المحمول في توفير الخدمات المحمولة في الصوت والانترنت خاصةً وأن المصرية للاتصالات هي الشركة الوحيدة على مستوى العالم التى لاتملك ذراعًا خاصًا بها في المحمول. ونوه على أن الشركة تستهدف بالحصول على رخصة المشغل الافتراضي التى تتيح للشركة ترقيمًا خاصًا الحصول على 5 مليون عميل خلال اول سنتين من التشغيل مطالبة على بضرورة الحصول على سلطة السياسة السعرية المتوفرة للعميل مع إصدار بطاقات الخطوط المطروحة بالسوق كما تستهدف التعاون مع الشركات الاتصالات للاستفادة من الترددات المتاحة لديها وتقديم خدمات الجيل الثالث والتوسع في الجيل الرابع LTE. بينما تأتي التحديات التى تواجه المصرية للاتصالات متمثلة في دخول شركتين آخرتين للمطالبة بالحصول على رخصة المشغل الافتراضي بما يضعف من امكانية حصولها على الرخصة في ظل رفض عام لطرحها بالامر المباشر بما يتنافى مع الاجراءات القانونية ويرسخ لفكرة احتكار الخدمات من قبل المصرية للاتصالات. السيناريو الثاني : طرح مشغل شامل للشركات الثلاثة أكد المهندس هاني محمود وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أن السيناريو الاقرب للتحقيق هو طرح خدمة شاملة لكافة المشغلين "فودافون واتصالات وموبينيل والمصرية للاتصالات" بما يمنح المشغلين الاربعة فرصًا متساوية للمنافسة على السوق المتنامية. أضاف أن السيناريو المطروح يجد قبولاً من شركات المحمول التى تحفظت على منح المصرية للاتصالات رخصة المشغل الافتراضي بما قد يعطيها الحق في تقديم الخدمات المتكاملة ويمنعه عن الشركات الأخرى منوهًا على أن الحوار مع الشركات الاربعة مستمر للتوصل لحل يرضى جميع الاطراف ويمنح فرصًا متساوية في السوق. واوضح اليكس شلبي رئيس مجلس إدارة شركة موبينيل أن شركات المحمول يحق لها المطالبة بالحصول على ترخيص لتقديم خدمات الهاتف الثابت حال منحها للمصرية للاتصالات بما يضمن مبدأ تكافؤ الفرص منوهًا على أن الاصرار من قبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على طرح رخصة المشغل الافتراضي والتى تسمح بوجود منافس رابع بالسوق المصرية يعكس انحياز لمصلحة شركة واحدة وإغفال لمصالح الشركات الثلاث الاخرى. أضاف أن الشركات الثلاثة تنتظر طرح كراسة الشروط النهائية للتعرف على اهم ملامح الرخصة والشروط المتعلقة بكيفية الطرح والمنافسة بما يمكنها من التعرف على رد الفعل المناسب لاتخاذه على الطرح. السيناريو الثالث : طرح مشغل رابع للمحمول ويشمل السيناريو الرابع طرح مشغل رابع للمحمول إلا ان السيناريو يواجه ضغوطات متعددة بداية من رفض وزير الاتصالات فكرة الطرح لما تكلفه من استثمارات عالية جدًا بالاضافة إلى وصول سوق المحمول الحالية لنسب نمو ضئيلة سنويًا مع تراجع حجم الارباح في ظل الحرب السعرية بين الشركات الثلاثة. بينما كشفت مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن أن عدد مشتركي المحمول بصورة اجمالية بلغ 92.43 مليون مشترك نهاية يونيو بمعدل انتشار تخطى 112% لتبلغ نسبة شركة فودافون من الحصة السوقية حوالى 40.4% من نسبة مستخدمي المحمول ليبلغ عدد مشتركيها حوالى 37.43 مليون وتحتل موبينيل المرتبة الثانية بنسبة 35 % وتأتي اتصالات مصر في المرتبة الثالثة 24.45%. وبالتدقيق في السوق المصرية نجد أن حوالى 50 مليون مواطن ما بين 15 و25 عام بالتالي يشهد المجتمع المصري زيادة 500 الف مسكن جديد كل عام ، وأظهرت المؤشرات أن السوق المصرية تنفق ما يقرب من 3.25% من الانفاق العام لها على الاتصالات وهي نسبة ضئيلة بمقارنتها بالاسواق المماثلة التى تنفق في المتوسط 5.5% على القطاع.