"مصائب قوم عن قوم فوائد".. تلك المقولة تنطبق علي تجار المولدات الكهربائية، حيث تسببت أزمة تكرار انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترة الماضية في انتعاش سوق المولدات والكشافات بعد سنوات من ضعف الإقبال عليها ويأس التجار في ترويجها. وفي غفلة من للجهات الرقابية، قام بعض التجار باستغلال أزمة انقطاع الكهرباء لرفع الأسعار بدون مبرر بحجة زيادة الطلب عليها ونقص المعروض بالسوق، حيث يقول مصطفي العجواني، عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة: إن هناك زيادة علي طلب المولدات الكهربائية بالأسواق بنسبة 80% منذ بداية انقطاع الكهرباء. وأضاف: رغم ثبات الأسعار، إلا أن هناك بعض التجار أصحاب النفوس الضعيفة، قاموا باستغلال الأزمة، لرفع الأسعار بدون مبرر بهامش ربح وصل إلى 30% في القطعة الواحدة، في حين أن هامش الربح الطبيعي لا يتعدى 3%. وأوضح العجواني أن مولدات "الكيلو الواحد" لا تتعدي 600 جنيه، وهي من أجود أنواع المولدات، مضيفًا أن أكثر المقبلين علي الشراء خلال الفترة الماضية خاصة خلال شهر رمضان الكريم، كانوا من الريف، وذلك لشراء المولدات التي تستخدم لإضاءة المساجد والمحلات التجارية. وأضاف أن هناك طلبا أيضًا من قبل المستثمرين وأصحاب المصانع علي المولدات الكبيرة الحجم لتشغيل المصانع، موضحًا أن مصر لا تقوم بتصنيع ذلك المنتج ومن الممكن فقط تجميعه داخليا، حيث تقوم مصر بالاستيراد من عدة دول هي: اليابان والصين والهند وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا والبرازيل. وبرر علي الحسيني، أحد تجار العدد والآلات، ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية بزيادة الطلب عليها وانخفاض السلع المعروضة، قائلًا: هناك زيادة كبيرة جدًا علي تلك السلعة وذلك بالتزامن مع تصاعد أزمة انقطاع الكهرباء لدرجة أن التجار لم تلاحق علي طلبات المستهلكين، مشيرًا إلى أن هناك نقصًا في السوق بالنسبة للمولدات الكهربائية ذات الأحجام الكبيرة والتي تعمل علي تشغيل المصانع والورش من جانبه، أوضح محمد محسن، أحد بائعي الكشافات، أن الكشافات ارتفعت أسعارها بزيادة 70% وذلك منذ بداية الأزمة ورغم ذلك يتكالب المستهلكون على شرائها، تحسبًا لتكرار الأزمة الأيام القادمة بعد أن تراجع التيار الكهربائي عن الانقطاع منذ أسبوع. وقال محسن إن الصين قامت باستغلال الفرصة كعادتها المعهودة لتوريد كميات كبيرة من الكشافات ذات الجودة الرديئة للقيام ببيعها داخل الأسواق المصرية، مضيفًا أن المستهلك لا يبحث في تلك الفترة عن الجودة ولكن المهم الشراء لنقص المعروض . وأضاف: مشكلة الكشاف الصيني أنه ليس به القدرة الكافية علي التشغيل ولا يمكنه الاستمرار أكثر من ثلاثة أيام، وللأسف لا يوجد لدينا إنتاج محلي من الكشافات، الأمر الذي يساهم أيضًا في ارتفاع الأسعار. المصدر: بوابة الأهرام