جدد رئيس اتحاد المصارف العربية الأستاذ عدنان أحمد يوسف في تصريح تأكيده على قدرة المصارف العربية على مواجهة أشد الأزمات المالية العالمية موضحا في هذا الصدد بأنها تمتلك الملاءة المالية والمقومات الاستثمارية وهذا الأمر يجعلها في منأى عما يحدث في منطقة اليورو التي ما تزال تواجه تبعات الأزمة المالية العالمية التي انفجرت في عام 2008 وأدت إلى انهيار مؤسسات دولية وخسائر بين الشركات وحيث أكدت تلك المصارف العربية قدرتها على تحمل الصدمات التي تتسبب بها الأزمات المتلاحقة.. وأشار رئيس اتحاد المصارف العربية إلى ان المصارف العربية لا تمتلك محافظ استثمارية مهمة في اوروبا وأميركا ولهذا لم تتأثر بتداعيات مشكلة الديون السيادية في أميركا والدول الأوروبية. وأوضح في رده على سؤال بخصوص النتائج المتوقعة للمصارف العربية بنهاية العام الجاري بأنه من المتوقع أن تحقق المصارف العربية نسبا جيدة في أرباحها العام الجاري 2012. وبالنسبة للبنوك الخليجية تحديدا أكد أنها لن تتأثر بالازمة التي تمر بها منطقة اليورو موضحا أن تلك البنوك أثبتت جدارة ومرونة في مواجهة الأزمة المالية العالمية وهي في وضع جيد وفي مأمن من التأثيرات السلبية التي تشهدها الاسواق العالمية حيث اتخذت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تجاهها تدابير اقتصادية حكيمة الأمر الذي جعلها من الأسواق التي لم تتأثر بالعواصف والازمات المالية. ونوه في السياق عينه بالسياسات المتبعة من قبل المصارف المركزية الخليجية والتي تقوم بالدور المنوط بها على أكمل وجه. متوقعا أن أرباحها لهذا العام ستكون جيدة. ويذكر ان معظم مصارف المنطقة أعلنت نتائج جيدة نهاية النصف الأول من هذا العام وان متوسط النمو فيها يتراوح ما بين 8 و10% والمحللون يتوقعون نتائج أفضل عن النصف الثاني. وبخصوص البنوك البحرينية أوضح أن نتائج البنوك البحرينية جيدة ومن المنتظر أن تحقق تلك المصارف متوسط نمو يتراوح بين 5 و8% في أرباحها هذا العام مشيرا إلى أن الإنفاق الحكومي الكبير المرتقب على المشاريع الكبيرة في البحرين سوف يسهم في تعزيز استمرار نمو المصارف البحرينية. ويتوقع أن ينمو الاقتصاد البحريني حسب التقديرات الحالية بنسبة تتراوح ما بين 3.5 و4% خلال العامين 2012 - 2013. وفي معرض اجابته عن سؤال عن بنك الاستخلاف (أكبر مصرف إسلامي عالمي) الذي أعلن عنه في السابق؟ وضح عدنان يوسف أن الاستعدادات تجرى على قدم وساق لتدشين هذا البنك الاسلامي الكبير والذي سيبدأ برأسمال مليار دولار مفيدا أنه يوجد حاليا أربعة شركاء ومن المتوقع ان يصل عدد الشركاء إلى عشرة قبل نهاية العام الجاري 2012 وأضاف بأن هذا الكيان العملاق سوف يصبح علامة تجارية عالمية تختلف عن البنوك الاسلامية الأخرى وسيكون بنك الاستخلاف قادرا على تقديم التمويلات الضخمة والكبيرة. وتابع بأنه من المتوقع ان يبدأ البنك الجديد نشاطاته قبل نهاية العام الجاري وأن دولة قطر الشقيقة ستكون المقر الرئيس لبنك الاستخلاف وذلك في اطار مساعي قطر لتصبح مركزا مهما للبنوك الإسلامية في المنطقة. علما ان عدة دول رحبت باستضافة المقر الرئيس على أرضها من مثل مملكة البحرين وماليزيا ودبي وكذلك دولة قطر وأشار إلى أنه سيكون للبنك الجديد والكبير أساسيات في المنطقة وفي الدول ذات الأنظمة المصرفية الجيدة... وأوضح أن المؤسسين لهذا المصرف الجديد والكبير لديهم نية في تغيير اسمه من بنك الاستخلاف إلى اسم آخر ووفقا لتصريح سابق للشيخ صالح عبدالله كامل عميد الصيرفة الاسلامية رئيس الغرفة الاسلامية للصناعة والتجارة فإن هذا البنك الجديد سيكون أكبر مصرف إسلامي في العالم وسيشكل نقلة نوعية في مجال الصيرفة الاسلامية والتي تنمو بشكل كبير بنسبة تتراوح بين 15% و20% وأنه يخطط لانشاء بورصة اسلامية تخلق سوقا ثانوية لتداول الصكوك. وكشف الأستاذ عدنان أحمد يوسف الذي هو الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية والتي تعتبر من أكبر المصارف الاسلامية الرائدة حول العالم وتتخذ من البحرين مقرا رئيسيا لعملياتها عن استراتيجية التوسع للبركة المصرفية خلال الفترة المقبلة والتي تتضمن تكثيف تواجدها في الأسواق التي تعمل فيها حيث تواصل افتتاح المزيد من الفروع في تلك الأسواق ليصل عددها بنهاية العام الجاري إلى 50 فرعا بحسب عدنان يوسف علما أن المجموعة الرائدة تمتلك حاليا حوالي 400 فرع في 13 دولة في ثلاث قارات حول العالم ومن المتوقع أن يتجاوز عدد شبكة الفروع التابعة لوحدات المجموعة 500 فرع خلال السنوات الثلاث القادمة. وذكر أن المجموعة ستفتتح عدد ثلاثة فروع جديدة في سوق البحرين الواعد كما تمضي قدما في بناء مقرها الرئيس في منطقة خليج البحرين في العاصمة المنامة والذي تناهز كلفته 100 مليون دولار أميركي والمتوقع الانتهاء من بنائه في مايو العام 2013. وتطرق عدنان يوسف إلى عزم البركة المصرفية زيادة رؤوس أموال عدد من بنوكها في بلدان التواجد فأفاد بأن المجموعة قامت برفع رؤوس أموال كل بنوكها وكان آخرها زيادة رأس مال البنك في سوريا وذلك قبل الأحداث ليصل إلى 100 مليون دولار وزاد بأنه سوف يتم رفع رؤوس أموال بنوك المجموعة في تركيا ومصر وجنوب إفريقيا وتونس وذلك في العام المقبل 2013. وأوضح عدنان يوسف ان المجموعة تتواجد حاليا في المملكة العربية السعودية أكبر وأهم الأسواق العربية وذلك من خلال شركة إتقان كابيتال التي تمتلك حصة كبيرة فيها ويقع مقرها بالعاصمة الرياض وينصب تركيز إتقان كابيتال على أربعة مجالات رئيسية هي ادارة الاصول والاستثمارات المباشرة والخدمات المصرفية الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الاسلامية بالاضافة إلى خدمات الحفظ. كما أشار إلى أن المجموعة تعتزم الدخول إلى بقية أسواق مجلس التعاون الخليجي الواعدة بالنظر إلى ما تتمتع به من مكانة اقتصادية ومالية رائدة. وحول تواجد المجموعة في ليبيا أعرب عدنان يوسف عن اهتمام البركة المصرفية بالسوق الليبية وقال لدينا حاليا تواجد في ليبيا منذ العام 2011 حيث افتتحنا مكتبا تمثيليا في سوقها المتميزة ونحن نريد تعزيز تواجدنا هناك خصوصا بعد فتح المجال للبنوك في ليبيا لفتح نوافذ للبنوك والمعاملات الإسلامية ونحن بانتظار اصدار القوانين من البنك المركزي الليبي. كما أكد أن المجموعة تسعى لتحويل مكتبها في أندونيسيا لبنك حيث تعتزم الاستحواذ على بنك بحوالي 100 مليون دولار من أجل تعزيز تواجدها في هذا السوق الواعد والذي ينطوي على أهمية كبيرة لعلاقات اندونيسيا القوية بالدول والأسواق التي تتواجد فيها أهم الوحدات المصرفية للمجموعة. وفي رده على سؤال حول التوسع والدخول إلى أسواق جديدة أضاف بأن البركة المصرفية تسعي للتوسع في أسواق آسيا وتحديدا في الصين والهند وماليزيا كما تتطلع إلى التوسع في أسواق جنوب إفريقيا من خلال البركة جنوب إفريقيا وبالذات في الأسواق الممتازة والتي لديها انفتاح على الصيرفة الاسلامية. كما أكد عزم المجموعة على الدخول إلى السوق المغربية الواعدة وأضاف سيبدأ تواجدنا في المغرب من خلال مكتب تمثيلي ثم بعد ذلك سنتوسع بافتتاح بنك هناك في إطار الخطط التوسعية للسنوات المقبلة. وبخصوص التوسع في أسواق أوروبا وبالذات في السوق الفرنسية أكد أهمية هذة الأسواق وأوضح أنه كانت هناك دراسة للتواجد في سوق فرنسا إلا ان أحداث اليورو قد أخرت المشروع. وفي رده على سؤال عن الاجتماع الاستراتيجي السنوي للبركة المصرفية أوضح أن هذا الاجتماع انعقد برئاسته بحضور الرؤساء التنفيذيين والمديرين العامين للبنوك التابعة لمجموعة البركة المصرفية حول العالم وذلك في لبنان في يونيو 2012 وتم خلاله مناقشة عدة محاور مهمة أهمها سير الخطة الاستراتيجية للمجموعة لهذا العام. وأشار إلى ان مجموعة البركة المصرفية سوف تحقق أرباحا جيدة في العام 2012 في ضوء الاستراتيجية التي أعدتها المجموعة للعام الجاري. المصدر: الوطن القطرية