ناقوس خطر دق أجراسه بالمنطقة الأثرية التى تضم مسجدى السلطان حسن والرفاعى، بسرقة قطعتين أثريتين من مقبرة الملك فؤاد من داخل مسجد الرفاعى فى يونيو الماضى، وهى الواقعة التى تركت بصماتها للمراقبين والمحققين لتجعلهم حائرين فى تحديد الجانى، ولكنها ربما ساهمت فى التعجيل فى تطبيق نظام أمنى أكثر دقة يستطيع الحفاظ فور العمل به على المقتنيات الأثرية الموجودة بالمنطقة منذ سنين. أوضح الدكتور جمال مصطفى، مدير منطقة السلطان حسن والرفاعى، والذى اشار الي أن لُبّ المشكلة فى المنطقة هو تداخل المسئوليات بين 3 جهات حكومية: وزارة الأوقاف، وزارة الآثار، وشرطة السياحة حيث إنه لا يوجد جهة بعينها يمكن محاسبتها وإنما الثلاث سواء فى المسئولية، حيث يوجد تداخل فى الاختصاصات مما يحدث ارتباكا فى العملية الأمنية. وقال مصطفى إن المنطقة يوجد بها مشكلة كبيرة فى الحراسة، حيث إنه بعد أن كان يؤمنها نحو 22 فردا من شرطة السياحة تم تقليصهم إلى 4 فقط وينتهى دوام عملهم فى الخامسة مساءً؛ أى بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية لجميع العاملين بالمنطقة وبعد غلق باب الزيارة للمنطقة. ولفت مرة أخرى إلى استمرار إقامة المساجد بالمنطقة لشعائر الصلاة حتى انتهاء صلاة العشاء كل يوم، ولا يمكن غلق الباب أمام المصلين ولكن يتم منع الزيارات السياحية فقط، مع ملاحظة عدم وجود فرد أمن فى هذه التوقيتات بالمنطقة. وأشار مدير منطقة السلطان حسن والرفاعى، الى إنه جار التنسيق حاليا مع وزارة الأوقاف وشرطة السياحة فى سباق مع الزمن، من أجل وضع منظومة أمنية تنظم مسئولية المنطقة بشكل دقيق عن السابق، وأنه سيتم عمل نظام مراقبة بالكاميرات فى أقرب فرصة. وعن قيمة السرقات، قال د.جمال أنه لا يمكن تقدير قيمتها المادية، وإنما القيمة الأثرية لا تعوض، والخوف من مبدأ السرقة فى حد ذاته وإمكانية تكرار الواقعة بشكل موسع، خاصة وأنها تمت عن طريق محترفين- وهى ما وصفها بالكارثة التى تعيشها الآثار- مؤكدا أنه تم اتخاذ أول إجراء قانونى بإبلاغ النيابة وتحويل القضية إليها، وهى فقط المنوطة بتحديد من سيتم التحقيق معهم، كما إنه تم إبلاغ الإنتربول الدولى بأرقام القطع المسروقة ومواصفاتها. "بوابة الأهرام" تجولت في مسجد الرفاعى، وتبين أن ما تم سرقته هما عقدان نحاسيان منكسران مشعان مقاس 10 سم فى 15 سم، من واقع 20 عقد منهما بمقبرة الملك فؤاد وليس الملك فاروق كما تم الإعلان عن فى البيان الرسمى الصادر عن الوزارة والذى تداولته الصحف ووكالات الأنباء المحلية والدولية، وعلمت "بوابة الأهرام" أنه تم تحرير محضر بالواقعة بقسم الخليفة، وحمل رقم "4349" فى 27 يونيو الماضى. وشكا أحد العاملين بالمنطقة وجود عامل نظافة واحد بالمنطقة، وهو الأمر الذى بدى جليا داخل أروقة ضريح السلطان حسن الموجود داخل المسجد، حيث توجد بقايا طعام ومخلفات للطيور على السجاد. وكان المثير للدهشة هو وجود نقيض ذلك داخل أضرحة الملوك فاروق وفؤاد والخديوى إسماعيل وزوجاته الثلاث، حيث بدت الأضرحة نظيفة بشكل ملفت على الرغم من إنها غير مفتوحة للزيارة هذه الأيام. كانت وزارة الدولة لشئون الآثار قد قررت فصل المنطقة الأثرية التي تضم مسجدي السلطان حسن والرفاعي وجعلهما منطقة آثار إسلامية مستقلة، وجعلها تحت الإشراف المباشر لقطاع الآثار الإسلامية بعد أن كانا تابعين لمنطقة آثار جنوبالقاهرة، مضيفا أنه تقرر أيضاً تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف أعداد الحراسة التابعة لوزارة الآثار بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار ومنع إقامة عقود القران التي كانت تتم داخلهما. وعلمت مصادر " أن عقود القران التى تتم بالمسجد كانت تتم فى أضيق الحدود، بعد حصول أصحابها على تصريح رسمى من وزارة الآثار، ثم وزارة الأوقاف. . يأتى ذلك القرار بعد إعلان الوزارة عن سرقة أجزاء من مقبرة الملك فاروق الأثرية داخل مسجد الرفاعي والذى يضم قبور عدد من حكام مصر من أسرة محمد علي ومنهم الملك فؤاد الأول وابنه الملك فاروق إضافة إلى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، والذي علي إثره تم تحويل العاملين إلي النيابة العامة للتحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض علي اللصوص واستعادة المسروقات المتمثلة في بعض الزخارف النحاسية من داخل المقبرة- حسبما ذكر بيان الوزارة. . المصدر الاهرام شاهد الفيديو الان...