توقع الكاتب والمفكر العربي جهاد الخازن أن يفوز رئيس إسلامي في الانتخابات المصرية المقبلة، وقال إن مرشح الإخوان محمد مرسي والليبراليين عمرو موسى وشفيق ربما ينجحون من الجولة الأولى، فيما سيحسم مرشح الجماعة الانتخابات من الجولة الثانية. وقال، في حواره امس مع برنامج "عندما يأتي المساء" الذي يقدمه الإعلاميان محمد صلاح وسحر عبد الرحمن على قناة التحرير، أتمنى أن يكون الرئيس القادم ليبراليا ولا يكون محسوبا على جماعة الإخوان، معتبرا أن دائرة الحكم في مصر يجب أن تتوسع لتشمل قوى سياسية أخرى غير الإسلاميين . وعن رؤيته لجماعة الإخوان ومدى نجاحهم في إصلاح الأوضاع في مصر، قال الخازن: الإخوان لديهم مشاكل مع الدول العربية التي تستطيع أن تساعد مصر اقتصاديا وهم أقل خبرة في العلاقات الخارجية مقارنة بمرشحين مثل عمرو موسى وأحمد شفيق . أضاف : في الأشهر الماضية فقد الإخوان بعض الوهج، والوضع الاقتصادي في مصر أصبح صعبا جدا، وتابع: إذا ذهب مرشح ليبرالي كعمرو موسى إلى واشنطن أو أوروبا سيعرفونه، لكن مرسي لن يعرفه أحدا، ومشاكل الاقتصاد لن تحتمل أن يبني الرئيس علاقات جديدة، كما أن الرئيس الليبرالي هو أسهل مائة مرة في التعامل مع دول الخليج من الرئيس المنتمي للإخوان. وأشار إلى أن مصادر وإمكانيات مصر الطبيعية لن تكفي جميع السكان، وتحتاج إلى التصنيع والتوسع الزراعي، والاهتمام بالسياحة، وتساءل هل يصلح بعد هذا أن يقول أحد نواب البرلمان لفريق البنك الدولي حول القرض بأنه ربا ؟.. وكيف يكون هذا التعامل بين الدول والمؤسسات ؟. وخلص إلى أن الفترة القادمة صعبة في مصر، مع عدم وجود أفكار جديدة وتبعث على الطمأنينة، ورأى أن على المصريين التوحد، وترك الحلول للخبراء الاقتصاديين للخروج من هذه الأزمة . وأوضح الخازن أنه التقى بالقيادي البارز الدكتور عصام العريان قبل ترشيح الدكتور محمد مرسي، وقال له أنه كان يفضل ألا يرشح الإخوان رئيسا باعتبار أن عليهم ألا يتحملوا مسؤولية البلاد كاملة، وهو اتفق معي على ذلك، ولذلك أعتقد أن ترشيح إخواني للرئاسة جاء بعد خلافات كبيرة داخل الجماعة . وحول محاولة الإخوان لتطبيق النموذج التركي، قال : أتمنى أن يطبقوا النموذج التركي، فإنجازات حكومة أردوغان اقتصادية، ووصل نهوض اقتصادهم بنسبة 100 % وهذا لم يحدث في أي منطقة في العالم. وبشأن لقائه مع عدد من السياسيين خلال زيارته لمصر، قال : حاولت استطلاع رأيهم في الانتخابات الرئاسية في مصر لأنهم أدرى مني، حيث التقيت بوزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، واللواء عمر سليمان وكان الأخير أكثر صراحة معي لأنه خارج الحكم، ولاحظت أنه خلال الثورة ظلم وكتبت ما أعرفه عنه، ومشكلتنا أننا نعادي من نجهل، ففايزة أبو النجا صورت على أنها "محمود المليجي" في قضية التمويل الأمريكي رغم أنها شخصية هادئة ومتزنة، والمشكلة في مصر أن التهم تلقى جزافا . وعبر عن اعتقاده بأن الفساد الذي سمعنا عنه في مصر يعود إلى 5 أو 6 سنوات، وهو فساد محلي داخلي، ولا يرقى لما سمعنا، فليس صحيحا أن الأموال المنهوبة من مصر بمليارات الدولارات وهي موجودة في الخارج، وتساءل : كيف يكون ذلك رغم أن الدخل القومي ليس بهذه الأرقام الضخمة؟ . وقال إن الانتخابات المصرية في المنطقة العربية أهم الانتخابات، قبل وبعد الثورة، معتبرا أن الوضع في مصر لا ينبئ بعودة القاهرة لقيادة العالم العربي بسبب عدم اتفاق اثنين فيها على شيء، والمفترض أن يكون هناك عقول تأتي بحلول في مصر لأن ذلك يريح الأمة العربية بشكل عام . وحول قضية مصر والسعودية واحتمال تكرارها، قال إنه يتوقع أن تتكرر الأزمة مرة ثانية، مشيرا إلى أنه فوجئ بما فعله المصريون، ورأى أنه من المستحيل أن شعبا كاملا يحول قضية شخصا واحدا لقضية بلد . وأضاف الخازن : تجربتي مع المصريين أن أول شيء مهم بالنسبة لهم هو كرامتهم، لكنه استبعد أن تعامل الدول العربية المصري بشكل مختلف، وأرجع ذلك لمسألة الحساسية لديه في قضية الكرامة، مؤكدا أن السعودية هي أقرب حليف مصر. ورأى أن سبب القضية الأساسية هي الرئيس السابق حسني مبارك، ليس لأن السعوديين يميلون للنظام القديم بل لأنهم يتبعون قاعدة ارحموا عزيز قوم ذل، وهم استقبلوا القذافي وكان مدانا بمحاولة اغتيال الملك عبد الله . وأوضح أن المشكلة الأساسية بين الخليج وجماعة الإخوان، ليس في مصر تحديدا ولكن مع إخوان سوريا، وهي مشكلة عدم ثقة، لافتا إلى أن إخوان مصر هم المتزعمون للجماعة عالميا، وعلى الإخوان أن يرسلوا وفودا لطمأنة هذه الدول بانهم لن يقيموا خلايا ولن يتصلوا برجال الدين المحليين هناك. وحول الدعم الخليجي لمرشحي الرئاسة، قال إن الدعم السعودي يأتي من جماعات لجماعات وليس من الحكومة السعودية، أما قطر فلديها علاقة قديمة مع الإخوان، كما لدى الجماعة نفوذ كبير في تليفزيون الجزيرة . واعتبر أن الأمن المصري أصبح مهددا، والقاهرة تحتاج إعادة الأمن قبل الاقتصاد فلن يأتي المستثمر الأجنبي إلا إذا اطمأن للأمن والمحاكم العادلة. وحول الملف السوري ، قارن الخازن بين الربيع العربي في مصر وسوريا، قائلا إن مصر أفضل مائة مرة من سوريا، بسبب أن النظام في دمشق قوي ولا يوجد حل سريع للأزمة هناك، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك تصرف مثلما يعرفه هو شخصيا كشخص كبير في السن وصحته ليست جيدة، وتنازل سريعا عن الحكم، أما الرئيس السوري بشار الأسد شاب وليس لديه إلا الحل الأمني . ورأى أن المواطن السوري عالق بين بطش الحكومة وتشرذم المعارضة، وقال إن عناصر المعارضة غير معروفة بالشارع ولم يصعد شخصية بارزة يلتف حولها الشارع فهم مجرد أكاديميين مدعومين من الغرب، كما توقع نشوب حرب أهلية إذا لم يحل الوضع. وبشأن الملف الليبي، قال إن الوضع بها عير مشجع لأنه حتى الآن المليشيات لم تقوم الميلشبات بإلقاء سلاحها وتسيطر على مناطق فيها، والغرب ساعد القذافي ضد شعبه وعندما ثار عليه الشعب اشتراطوا أن تبقى هذه الامتيازات الاقتصادية .