كشفت دراسة مسحية جديدة للبنك الدولي أن ثلاثة أرباع فقراء العالم لايملكوا حسابات بنكية، مرجعًة ذلك إلى الفقر والبيروقراطية وبعد المسافات وارتفاع التكلفة. وذكرت الدراسة، التي شملت نحو 150 ألف شخص في 148 بلدًا ونشرها البنك الدولي بموقعه على شبكة الإنترنت، أن حوالي 25% من البالغين الذين يكسبون أقل من دولارين يوميًا للفرد، قد أودعوا مدخرات بإحدى المؤسسات المالية الرسمية. وأضافت أن ظاهرة عدم التعامل مع البنوك ترتبط بانعدام المساواة في الدخل، فأغنى 20% من البالغين بالدول النامية تزيد فرصتهم في فتح حساب بنكي رسمي عن ضعفي الفرص المتاحة لأفقر 20% من السكان، حسب البيانات التي جمعتها مؤسسة جالوب لصالح قاعدة بيانات المؤشر العالمي للاشتمال المالي للبنك الدولي. وأوضحت أن 22% من البالغين على مستوى العالم أودعوا خلال ال 12 شهرًا الماضية أموالاً بالمؤسسات المالية الرسمية على سبيل الادخار، مضيفًة أنه أكثر من نصف السكان بالبلدان النامية لا يمتلكون حسابات بنكية مقارنة بنسبة لاتزيد على 10% في الدول الغنية. وحتى بين من يملكون حسابات بالبنوك الرسمية، يوجد 43% فقط من البالغين يستخدمون حساباتهم للادخار، و61% من أصحاب الحسابات بجميع أنحاء العالميستخدمون حساباتهم لتلقي الأموال من أرباب عملهم أو من الحكومة أو من أقاربهم في الخارج، وفقًا للدراسة. وتشكل النساء نسبة أكبر من غيرهم من الفئات التي لا تتعامل مع البنوك، فعلي سبيل المثال تبلغ نسبة النساء اللاتي لديهن حسابات بنكية في البلدان النامية 37% مقابل 46% للرجال، والفجوة أكبر بين الفقراء، ففرصة النساء اللاتي يعشنعلى أقل من دولارين يوميًا في الحصول على حساب بنكي أقل بنسبة 28% عن الرجال. وعلق روبرت زوليك رئيس مجموعة البنك الدولي على الدراسة، قائلاً: إن توفير الخدمات المالية لغير المتعاملين مع البنوك والبالغ عددهم2.5 مليار شخص يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي ويوسع نطاق الفرص المتاحة أمام فقراء العالم، مضيفًا: كلما ازداد عدد الفقراء المتعاملين مع البنوك.. كلما كانوا أكثر قدرة على الاعتمادعلى أنفسهم في المستقبل". وقالت ميلندا جيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة"جيتس"، إن الأدوات المالية للإدخار والتأمين والمدفوعات والائتمان تمثل ضرورة حيوية للفقراء خصوصا النساء، ويمكنها أن تساعد العائلات والمجتمعات المحلية بأسرها على الخروج من براثن الفقر.