تواصلت في الخرطوم اليوم الأربعاء اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، وترأس علي محمود عبد الرسول وزير المالية السوداني الجلسة الثانية للمجلس بحضور محافظي المصارف المشاركة في اجتماعات البنك. وأجاز مجلس محافظي المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات (أيسك) خلال الاجتماعات، التقرير السنوي والنتائج المالية لعام 2011. وأوضح التقرير أن حجم عمليات التأمين التي قدمتها المؤسسة لعملائها من المصدرين والمستثمرين في الدول الأعضاء شهدت قفزة كبيرة في عام 2011، مقارنة بالعام السابق عليه، إذ ارتفعت قيمة حجم العمليات المنفذة إلي 3.2 بليون دولار، بزيادة 59 % تقريبا عن العام الماضي، كما حققت المؤسسة نتائج مالية إيجابية على الرغم من زيادة المخاطر في أسواق الائتمان والاستثمار. ووصف الدكتور عبد الرحمن الطيب طه الرئيس التنفيذي للمؤسسة، النتائج التي حققتها المؤسسة "بالإيجابية" بالرغم مما يمر به الاقتصاد العالمي من مخاطر سياسية وائتمانية، وقال "إن هذا نتيجة لزيادة الوعي لدى رجال الأعمال بأهمية هذه النوعية من الخدمات التأمينية في دعم الصادرات وتوسيع عملياتهم التصديرية عبر اقتحام أسواق جديدة واستكشاف فرص جديدة، والدور المهم الذي يلعبه تأمين الاستثمار في جذب الاستثمار الأجنبي إلى الدول الأعضاء خاصة في الظروف الحالية". وأشار الطيب إلى أن المنتوجات التأمينية الجديدة التي طورتها المؤسسة والمرونة التي أدخلتها على إجراءات عملياتها كان لها أثر كبير في رواج خدمات المؤسسة في قطاع الأعمال وخاصة المصارف في الدول الأعضاء. يذكر أن المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، حاصلة على تأكيد التصنيف الائتماني بدرجة (أيه أيه 3) للمرة الرابعة على التوالي التي منحته لها في وكالة التصنيف العالمية (موديز) في شهر أبريل 2008. وتهدف المؤسسة إلى تشجيع صادرات الدول الأعضاء وجذب الاستثمارات الأجنبية إليها وذلك بتوفير خدمات التأمين على مخاطر الائتمان والمخاطر السياسية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وفي السياق نفسه، أكد الدكتور زياد فريزر محافظ بنك الأردن المركزي على أهمية توظيف مختصين في المجالات الاستراتيجية كالتعليم والصحة وتكنولوجيا معرفة الاتصالات وبناء القدرات والقيام بالدور الريادي من أجل تحقيق التنمية، وعلى أهمية تطبيق مبادرات إنمائية غير تقليدية لمكافحة الفقر والبطالة.ودعا فريزر - في كلمته اليوم باجتماع مجلس المحافظين بالبنك الإسلامي للتنمية المنعقد بالخرطوم في دورته السابعة والثلاثين - إلى الاستفادة من الطاقة البشرية خاصة فئات الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن ثلث السكان تحت سن 15 سنة والثلث الثاني بين 15 إلي 29 سنة مما يشكل تحديا وفرصة مهمة للدول يجب الاستفادة منها واستغلالها، ولافتا إلى أن نسبة الخسائر نتيجة بطالة الشباب تبلغ ما بين 40 إلي 50 مليار دولار سنويا في جميع أنحاء العالم العربي. وطالب بتوفير الظروف الملائمة للشباب من تدريب ورعاية صحية لتنمية روح الإبداع والابتكار وإكسابهم المهارات حتي يكونوا قادرين على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، ونوه بدور البنك في تحقيق متطلبات الدول الأعضاء واحتياجاتهم المحلية والإقليمية والتي تمثلت في إطلاق العديد من الأنشطة والمبادرات آخرها مبادرة التعليم نحو التوظيف الهادف إلي تحسين فرص العمل. ونوه المحافظ بأن الأردن عمل على توفير السيولة ورأس المال للقطاع الخاص بأقل التكاليف لرفع مستوي التنافسية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وقام أيضا بتخفيف حدة الفقر والبطالة من خلال إنشاء صندوق تنمية الصادرات، وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في رسم سياسات تنافسية وتوجيه الأبحاث التطبيقية لقطاع الصناعة والقطاعات الأخرى. وقال "إن الأردن قام بتنفيذ مشاريع استثمارية واستراتيجية وإقليمية بالشراكة مع القطاع الخاص حيث يسعي الأردن إلى تنفيذ مزيد من المشاريع من أجل تطوير البني التحتية لترسيخ مبدأ المصالح الاقتصادية المختلفة وخاصة قطاعي الطاقة والمياه (الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية مياه البحر). من جهته، دعا جورج ابسورني محافظ البنك الإسلامي للتنمية بالكاميرون، في كلمته اليوم أمام مجلس محافظي البنك الاسلامي للتنمية المنعقد بالخرطوم، البنك لتقديم المزيد من المساعدات للدول الأعضاء في مجالات البنية التحتية وتطوير الزراعة والاتصالات وتحسين الحوكمة الاقتصادية وتعزيز محركات الدفع الاقتصادي. وقال "إن ذلك يتم من خلال الاستراتيجيات التي تضعها تلك الدول وفقا لأولوياتها حتي تستطيع زيادة إنتاجها وتقلل من حدة الفقر"، مشيرا إلي أن الكاميرون وضعت برامج لتطوير الزراعة وتحسين أوضاع المزارعين كما تسعي لتكثيف العمل في كل المجالات خاصة وأنها تذخر بإمكانات هائلة تحتاج فقط لتعزيز المعرفة من أجل تحقيق الأهداف التي وضعتها. وأشار إلى دور مجموعة البنك الاسلامي باعتبارها وسيطا محفزا للتعاون بين الدول الأفريقية التي تستطيع إذا تعاونت فيما بينها أن تفعل الكثير لصالح شعوبها، كما دعا البنك لدعم الدول الأفريقية فنيا لإحداث تحولات في المجال الصناعي. وبدوره، أوضح محافظ جمهورية قرغيزيا - خلال الاجتماع - أن بلاده عقب انفصالها عن الاتحاد السوفيتي عملت على بناء علاقات جيدة مع دول العالم الإسلامي لتحقيق التقدم الاقتصادي، مطالبا بالمزيد من المساعدات من دول العالم الإسلامي لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدول شرق آسيا. وأكد سعي بلاده لتطوير العلاقات مع دول مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مشيدا بدور البنك الإسلامي وجهوده تجاه الدول الإسلامية. وفي ذات السياق، أوضح محافظ دولة سورينام أن بلاده منذ انضمامها للبنك الإسلامي فى عام 1997 ظلت تحرص على علاقتها به لأنه يحقق تنمية حقيقية في الدول الأعضاء، منوها بالدور الذي تلعبه بلاده باعتبارها جسرا للتواصل بين دول العالم الإسلامي وأمريكا الجنوبية، متناولا الإنجازات التي تمت علي مستوي العلاقات بين دولته والبنك. والتقى المدير العام للمصرف العربى للتنمية الاقتصادية فى أفريقيا اليوم على هامش الاجتماعات بوزير التخطيط الاقتصادى التشادي، وبحثا دعم المصرف فى تشاد خاصة فى مجال الأمن الغذائى عن طريق تمويل المشاريع فى القطاع الزراعى والتنمية الريفية. وبلغت جملة ما قدمه المصرف الإسلامي لتشاد 691ر114 مليون دولار حتى مارس 2012.كما التقى عبد العزيز خلف بوزير الاقتصاد والتخطيط والتهيئة الترابية بالكاميرون وبحثا التمويل الذى قدمه البنك للكاميرون حيث بلغت جملة ماقدمه البنك 048ر113 مليون دولار حتى نهاية مارس 2012 لتمويل مشاريع فى قطاعات الزراعة والتنمية الريفية والصناعة.ومن المقرر أن يختتم البنك اجتماعاته التي افتتحها الرئيس عمر البشير أمس، في وقت لاحق اليوم ويصدر توصياته.