محافظ المنيا يعتمد نتيجة مسابقة الوظائف الإشرافية بالتربية والتعليم    خلال لقائه ببوتين.. الرئيس السيسي يُشيد بوتيرة الانعقاد لآلية التشاور السياسي واللجان المشتركة    الجيش الباكستاني: نحن في حالة حرب مع الهند وتواصلنا معًا عبر دولة ثالثة    بوتين: روسيا ستحقق أهدافها الاستراتيجية في أوكرانيا    بايرن ميونيخ يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع فيرتز    «أنوكا» تشيد بتنظيم مصر للمنتدى الإقليمي للتضامن الأولمبي بالقاهرة    جامعة سوهاج تحصد 4 ميداليات ذهبية وكأس بطولة كمال الأجسام    استغلت حبس زوجها.. كيف حاولت "حنان" وعشيقها إخفاء قتل رضيعتها؟    حدث في8 ساعات| أبو مازن يلتقي الرئيس السيسي بموسكو.. والثقافة تصدر بيانا بشأن إغلاق قصور الثقافة المستأجرة    نانسي عجرم تستعد للغناء في جاكرتا هذا الموعد    ما حكم حج الحامل والمرضع؟.. الإفتاء تُجيب    حريق في عدد من المنازل بعزبة البهنساوى ببنى سويف بسبب ارتفاع درجات الحرارة    حملات مكثفة لتطهير الترع والمصارف بالفيوم حفاظًا على الزراعة وصحة المواطنين    ستيف ويتكوف: ترامب يؤمن بالسلام عبر القوة ويفضل الحوار على الحرب    عمرو سلامة عن تعاونه مع يسرا: «واحد من أحلام حياتي تحقق»    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    إدارة القوافل العلاجية بالمنوفية تحصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية    قسم الجراحة..ينجح فى استخراج دبوس من معدة صغير بسوهاج    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    الدوري الألماني.. توماس مولر يشارك أساسيا مع بايرن في لقائه الأخير بملعب أليانز أرينا    ترامب يوجه رسالة إلى الصين: الأسواق المغلقة لم تعد مجدية    الزمالك يحدد جلسة تحقيق جديدة مع زيزو    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    سجل الآن.. الوطنية للتدريب تطلق مبادرة "أنا أيضًا مسئول" لبناء وعي القيادة والمسؤولية لدى الشباب    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    عاجل.. الزمالك يُصعّد: نطالب بحسم مصير "القمة" قبل 13 مايو لضمان العدالة في المنافسة على اللقب    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    ضبط دقيق مجهول المصدر وأسطوانات بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من داخل الكونجرس.. تفاصيل الجدل تمويل المنظمات المدنية بمصر
نشر في أموال الغد يوم 24 - 02 - 2012

ربما كانت أزمة المنظمات غير الحكومية الأمريكية علي الأراضي المصرية, هي الصفعة الأكثر إرباكا التي تلقتها الولايات المتحدة منذ قيام ثورة 25 يناير, ويظل الجدل الدائر داخل أروقة الكونجرس الأمريكي, حول كيفية الرد علي الموقف المصري, محتدما ومتصاعدا, وسط أجواء خاصة تميز المشهد في واشنطن, حيث قد يفيد جميع الأطراف, مع انتخابات رئاسية باتت علي الأبواب, أن يستخدم قدر استطاعته تصريحات رنانة, من شأنها بالتأكيد أن تضيف زخما إلي السباق المحموم نحو البيت الأبيض.
في تقرير يكتبه زفيكا كريجر, النائب الأول لرئيس مركز دانيال أبراهام للسلام في الشرق الأوسط وزميل مشروع ترومان للأمن القومي الأمريكي, نشره موقع المشروع مؤخرا, يستعرض كريجر, المراسل الصحفي السابق لكل من مجلتي نيو ريببلك ونيوزويك الأمريكيتين, في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في مصر ولبنان, أسرار وتفاصيل الصراع المحتدم داخل الكونجرس حول قطع المساعدات الأمريكية لمصر, بين مؤيد ومعارض.
يكتب كريجر: أدت لائحة الاتهام التي تضم 16 من العاملين في المنظمات غير الحكومية الأمريكية في مصر إلي قيام عدد من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي, بالدعوة إلى إعادة النظر, وربما إلغاء المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية السنوية لهذا البلد, حيث إن مصر هي خامس أكبر متلق للأموال الأمريكية في العالم بعد أفغانستان وباكستان والعراق، وإسرائيل,
وفي هذا السياق يستعرض كريجر تفاصيل ردود الأفعال من قبل أعضاء الكونجرس الداعين لقطع المساعدات, فعل سبيل المثال يورد ما قاله النائب الجمهوري كاي جرانجر، رئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية التابعة للجنة المخصصات في مجلس النواب "لا يجب أن يتدفق دولار واحد إلى الحكومة المصرية حتى تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية للشعب الأمريكي أنه قد تم حل هذه المشكلة"،
كما يستعرض ما قاله بشكل صريح عضو مجلس الشيوخ باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الخاصة بوزارة الخارجية والعمليات الخارجية, حيث صرح : "نريد أن نبعث برسالة واضحة للجيش المصري مفادها أن أيام الشيكات على بياض قد ولت." كذلك فعل أعضاء مجلس الشيوخ, جون ماكين، جوزيف ليبرمان، و كيلي ابوت في بيان مشترك في منتصف شهر فبراير: "دعم الكونجرس لمصر - بما في ذلك استمرار المساعدة المالية – أصبح في خطر."
ويكتب كريجر أنه, في رسالة مشتركة، أصدرها 40 من أعضاء الكونجرس نصها: "إن عدم وجود حل سريع ومرض لهذه القضية سيجعل من الصعب على نحو متزايد لمؤيدي الكونجرس لعلاقات ثنائية قوية بين الولايات المتحدة ومصر الدفاع عن المستويات الحالية للمساعدات لمصر - وخصوصا مع هذا المناخ من خفض الميزانية في واشنطن ".
كانت رسالة أخري قد أرسلت إلى المشير طنطاوي الشهر الماضي، كتبها 11 أعضاء في مجلس الشيوخ، وعبرت عن توجه مماثل, في الوقت الذي ضغط فيه عضو مجلس الشيوخ راند بول من اجل الحصول اكبر عدد من الأصوات حول طلب قدمه من شأنه أن منع أي مساعدات لمصر حتى تسقط الحكومة هناك ملاحقاتها القضائية للعاملين الأمريكيين.
يبدو بوضوح من تقرير كريجر, أنه ضد هذا التوجه, والسبب الذي يطرحه ببساطة, أن المزايدة علي قضية التمويل الأمريكي لمصر من خلال تصريحات (عنترية) تتجاهل في نهاية المطاف, قضية اكبر وهي : ماذا سيكون تأثير قطع المساعدات عن مصر على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل؟ يكتب كريجر :"هذا الغياب المثير للدهشة لتلك الحقيقة, يبدو بشكل خاص أنه يتجاهل احتمالية نقض معاهدة السلام برمتها".
ويكمل كريجر ,"تاريخيا كانت المساعدات الأمريكية لمصر مشروطة بقيام مصر بالتزاماتها بموجب معاهدة كامب ديفيد عام 1979، التي أنهت ثلاثة عقود من الحروب المتقطعة مع إسرائيل, لقد تأرجحت العلاقات بين البلدين على مدار العقود الثلاثة والنصف الفائتة منذ ذلك الحين، حتى وصلت إلي الحضيض خصوصا منذ سقوط مبارك العام الماضي، من قبل كان ينظر إلى التمويل باعتباره واحدا من وسائل الإبقاء علي التزام الرئيس المصري بحماية المعاهدة,
ومع وصول الاقتصاد المصري إلي حالة من الفوضى ووجود حكامها الجدد الذين يكافحون حتى يثبتوا لمواطنيهم أنهم قادرون علي إدارة شئون البلاد بشكل فاعل، فإن فقدان المساعدات الأمريكية سيكون بمثابة كارثة بالنسبة لمصر, لدرجة أنه على الرغم من بعض الجهات السياسية في مصر قد هددت بإلغاء المعاهدة، فإن معظم المراقبين للشأن المصري علي ثقة, أن مثل هذه التهديدات هي علي الأرجح فارغة, طالما أن تلك المساعدات مرتبطة بالمعاهدة, يقول أحد المسئولين البارزين في وزارة الخارجية الأمريكية الذي يعمل بشكل وثيق حول هذه القضية.
"[المصريون] سيقولون بالتأكيد أن المساعدات مرتبطة بشكل منطقي بالمعاهدة، قطع المساعدات عن مصر يعني بالتالي تعرض المعاهدة للخطر".
قال عصام العريان، نائب زعيم حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، :"المساعدات الأمريكية هي واحدة من الالتزامات المترتبة على الأطراف التي وقعت على اتفاقية السلام وإذا كان هناك خرق من جانب واحد فان هذا يعطي الحق في إعادة النظر من جانب بقية الأطراف"
في حين أفصح عضو رفيع المستوى في الحزب الديمقراطي الأمريكي, أن الحادث الذي وقع أخيرا مع العاملين في المنظمات غير الحكومية الأمريكية علي الأراضي المصرية, يضع الحكومة الأمريكية، و أعضاء الكونجرس، في موقف صعب, "نحن ندرك تماما حقيقة أن قطع المساعدات الأمريكية لمصر هو تهديد رئيسي للمعاهدة، ويضعنا في وضع صعب جدا ومن المخيف التفكير فيما قد يعنيه بالنسبة لإسرائيل والمنطقة ككل "، ويضيف نفس العضو "لكن إذا رأينا صورا لمواطنين أمريكيين في الأصفاد أو وراء القضبان، تتوقف جميع الاحتمالات, لا أحد يمكن أن يوقف الكونجرس عن حجب التمويل."
يكتب كريجر :" إن الكثير من التشريعات السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ ينظر إليها من خلال عدسة الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لذا فمن المحير أن هذا البعد لم يلعب دورا أكبر في مناقشة القضية, أحد التفسيرات التي يقدمها أعضاء مجلس الشيوخ هو أن أعضاء الكونغرس المشاركين في هذا النقاش, ببساطة لم يفهموا علي الفور الرابط بين مصر وإسرائيل, لقد أشتعل التوتر بسرعة داخل الكونجرس, مع حقيقة أن احد المعتقلين في مصر هو نجل وزير النقل راي لحود،
والذي صعد الموقف أكثر أنه في الأسبوع نفسه كان ممثلين عن المجلس الأعلى المصري للقوات المسلحة, في واشنطن لمناقشة قضية التمويل الأمريكي, إلا أن ردود الأفعال الملتهبة من قبل فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي المصرية، قد جعلت الأمور أكثر سوءا."
ويستكمل كريجر:"يعزي الكثير الخطاب المستخدم حول هذه القضية خلال الفترة السابقة, إلي الإدراك الجلي بأن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلي إصابة خطيرة تهدد أهم تحالف لإسرائيل في المنطقة. وهذا قد يفسر سبب تخفيف ماكين من تصريحاته في وقت سابق، حيث قال أن قطع المساعدات "هو الحل النهائي، وأمامنا شوطا طويلا حتى نصل إلي هذه النقطة ".
ويرى آخرون أن مناقشة بُعد (إسرائيل) علنا يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع, في حين يري عضو آخر بارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي, أن أمن إسرائيل هو بالتأكيد عنصر أساسي في التفكير, ولكن علي الولايات المتحدة ألا تفصح عن الأمر بهذا القدر من المباشرة, خصوصا أن العلاقة مع إسرائيل ليست شعبية في مصر الآن، وحيث إن السياسة هناك الآن يحركها إلى حد كبير الشارع، فإن المواطن المصري لا يريد أن يشعر أنه قد وضع في الزاوية علي نحو قسري بسبب إسرائيل, يقول عضو الكونجرس الديمقراطي:"نحن لا نريد أن نرسل برسالة مباشرة إلى المصريين بأن السبب الوحيد الذي نهتم من أجله بهم هو علاقتهم مع إسرائيل ".
يكتب كريجر,:"بعض الأعضاء الذين هم على بينة من العواقب المحتملة على إسرائيل لا يجدون أمامهم سوي الضغط بشدة بشأن هذه القضية, وعلى أية حال هم واثقون من أن المصريين سوف ينتبهون."
وفقا لكريجر فإن أحد أعضاء الكونجرس قال له:" لقد كان الكونجرس شديد العدوانية, وذلك لأن القضية كانت شديدة الواقعية، وهناك إدراك أن شيئا ما يمكن لمصر أن تفعله إزاء ما يحدث".
وأضاف أنه "خلافا لمطالب أخرى أن قدمها بعض أعضاء الكونجرس في الماضي لمصر، فإن هذا المطلب يدركون جيدا انه بإمكان المصريين الوفاء به, نحن لم نطلب من مصر أن تنتخب هوارد كوهر رئيسا لهم [المدير التنفيذي لمؤسسة إيباك] ، كل ما هو مطلوب منهم الإفراج عن العاملين المعتقلين, وقتها ستعود الأمور إلي ما كانت عليه."
يعلق كريجر:"هؤلاء الأعضاء على ثقة بأنه من الممكن التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يسمح للمصريين بحفظ ماء الوجه, المقترحات غير رسمية المطروحة على الطاولة تتضمن إعادة الأمريكيين المتهمين إلي الوطن والسماح لأمريكيين آخرين بان يحلوا محلهم، أو التوصل إلي اتفاق من شأنه أن يسمح لهذه المنظمات غير الحكومية أن تكون مسجلة رسميا، دون أن تعيقها القيود المرهقة."
أعضاء آخرون في الكونجرس, يبدون على استعداد لإعادة تقييم جذري في علاقة الولايات المتحدة مع مصر , عضو بارز في الكونجرس من المتابعين رسميا لهذه القضية يقول: "لدينا من هم رافضين لنفوذ المجلس العسكري المصري، ولكنهم يدركون أن أيديهم مكبلة، ودورهم في البلد بمجرد أن يتم تشكيل حكومة جديدة في غضون من ستة إلى ثمانية أشهر هو غير معروف إلي حد كبير" ويكمل "ربما يجد بعض أعضاء الكونجرس، أنه نظرا للطريقة التي سارت بها خلال الانتخابات المصرية، فإن شخصيات مثل فايزة أبو النجا التي تسير الأمور الآن، ومن تم انتخابهم في مجلس الشعب, هم من سوف نتعامل معهم داخل مصر في المستقبل، وهم من علينا أن نرسل لهم رسائلنا الآن ."
اريك تراجر، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، و قدم توصياته أمام لجنة فرعية من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب يقول :"الشعور بان مصر قد تنقلب علي الغرب مشتعل في شتى أنحاء واشنطن, وحقيقة أن معاهدة كامب ديفيد ليست آمنة بالضرورة حتى لو حافظنا على مساعداتنا العسكرية لمصر... تقلد [جماعة الإخوان المسلمين] للسلطة، يجعلنا نعتقد بأن المساعدات لم تعد أداة فعالة، وهذا هو السبب في أن الجيش يعتقد أنه يمكنه أن يمنع ابن أحد أعضاء مجلس الوزراء الأمريكي من السفر دون عقاب, إن استخدام المساعدات الأمريكية لمصر كوسيلة للضغط الآن سوف يرفع من مستوي استغلالها كوسيلة ضغط في وقت لاحق، سواء كنا نتحدث عن أزمة في العلاقات المصرية- الإسرائيلية أو حملة أخري على المنظمات غير الحكومية التي تمولها الولايات المتحدة."
احد أعضاء الكونجرس المخضرمين يقول :"الجهود المبذولة أيضا للحد من التمويل (الأمريكي لمصر) معقد بسبب ديناميكيات السلطة المصرية التي أصبحت صعبة التحليل في مرحلة مصر ما بعد مبارك, حيث أن الغالبية العظمى من تمويل الولايات المتحدة يذهب إلى الجيش المصري، ومع وجود الوزيرة فايزة أبو النجا المسئولة عن لوائح الاتهام ضد العاملين الأمريكيين, ولكن إذا قطعنا التمويل، فإن هذا لن يحل المشكلة، وسوف يضر فقط هؤلاء الذين عملنا على حد سواء نحن وإسرائيل علي بناء علاقات قوية معهم لسنوات".
وزارة الخارجية الأمريكية تعمل حاليا بشكل محموم لتفادي مثل هذه المواجهة, مما لا شك فيه، أن حجب المساعدات لن يعني نهاية للمعاهدة, مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية يقول "إن السلام بين مصر وإسرائيل من غير المحتمل أن يتأثر أيضا بشكل مباشر من جراء أزمة مساعدتنا لأنه لا يزال مصلحة وطنية عميقة لجميع الأطراف"، وأضاف "حتى جماعة الإخوان المسلمين تحتاج لعودة السياح والمستثمرين، وهو ما لا يمكن أن يكون إذا تصاعدت حدة التوتر مع إسرائيل".
هناك بالتأكيد سبب للقلق الأمريكي, وفقا لمسئول بوزارة الخارجية الأمريكية :" المشكلة هو إذا ما حدث شيئا سيئا - مثلا حادث آخر علي الحدود، أو حادث في سيناء، أو في غزة – هذا من شأنه أن يثير جدلا كبيرا جديدا، وسوف يجن الشعب المصري إلي أقصي حد، ولن يكون من مصلحة البرلمان الجديد مواجهة الرأي العام."
يفصح كريجر بان أعضاء الكونغرس قد تلقوا رسائل فحواها أن مصدر قلق الإسرائيليين بشكل أساسي هو: إذا ما توقف تدفق المساعدات لمصر ، فان هذا قد يعني انهيار معاهدة السلام"، ووفقا لأحدهم. هم أيضا يستعرضون وجهة النظر الأخرى, إذا كانت الولايات المتحدة قد عجزت عن خلق الديمقراطية في مصر من خلال التمويل، فما الذي يؤكد لها أنها ستنجح في عدم خروج المصريين عن بنود المعاهدة؟ إذا علي الكونجرس أن يتخذ موقف قوي عاجلا وليس آجلا.
يكتب كريجر :"الإطار الزمني لحجب التمويل الأمريكي عن مصر ,ليس واضحا , تماما كما كان في السنوات السابقة، حيث كانت توضع هذه الأموال في حساب على الفور تقريبا مع بداية السنة المالية, أن إي وقف للتمويل "لن يتم على نحو استباقي،" وفقا لموظف كبير في الكونجرس، لكن "عندما تقرر الإدارة الأمريكية أنها تريد التوقف عن نقل الأموال لمصر".
من ناحية أخري فان إدارة اوباما أكدت لأعضاء الكونغرس أنها لا تنوي القيام بهذا حتى يتم حل المشكلة.
وفقا لعضو بارز في الكونغرس، فان مصر ما زال لديها أموال في الحساب الخاص بها من اعتمادات عام 2011.
وأضاف "نقطة الضغط ستأتي عندما تنفد هذه الأموال وتعجز مصر عن دفع رواتب المتعاقدين معها، من الشركات الأمريكية، وخصوصا خلال الوضع الاقتصادي الراهن"، وتقديره أن الأمر سيصل إلى ذروته خلال الأشهر القليلة المقبلة إن لم تكن أسابيع.
الهدوء النسبي في هذه القضية في الكونجرس الآن على الأرجح إشارة إلى أن معظم الأعضاء ينتظرون ليروا ما سيحدث في مصر، خاصة بعد زيارة ماكين, عضو الكونجرس الجمهوري.
إذا كان تم تصعيد الوضع في الواقع، فإن أعضاء الكونجرس سيجدون أنفسهم مضطرون للاختيار بين الدفاع عن المواطنين الأمريكيين والديمقراطية في مصر أو حماية نفوذها الأكثر أهمية في هذا البلد المضطرب، ولاسيما ما يتعلق بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل, وفقا لأحد مساعدي الكونجرس: "هذا التمويل هو واحد من عدد قليل جدا من الأسهم المتبقية في جعبتنا".
المصدر : بوابة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.