في تصعيد متوقع بعد إحالة مجموعة من النشطاء والمسئولين الأمريكيين في منظمات غير حكومية للمحاكمة في القاهرة، أنهي الوفد العسكري المصري زيارته لواشنطن ويعود إلي القاهرة صباح غدٍ الأربعاء بعدما واجه مشكلات عديدة على خلفية أزمة توجيه اتهامات لأمريكيين في مصر بسبب عملهم في منظمات أهلية، وألغى الوفد لقاءات مع مسئولين بالإدارة الأمريكية التي تهدد بتخفيض المعونة العسكرية لمصر. وأكد اللواء محمد الكشكي، ملحق الدفاع المصري في العاصمة الأمريكية، ل " بوابة الأهرام"، أن الوفد قد اختتم محادثاته الدورية والتي تضمنت لقاءات في مقر القيادة المركزية في تامبا بولاية فلوريدا ووزارة الدفاع وبعض مسئولي الخارجية الأمريكية وكانت آخر اللقاءات مع مسئولي شركات المعدات العسكرية التي تتعامل مع مصر في مقر مكتب الدفاع المصري أمس. وأوضح اللواء الكشكي أن اللقاء بشركات المعدات العسكرية قد تضمن استفسارات عديدة وأن أعضاء الوفد أكدوا استقلالية القضاء المصري فيما يتعلق بقضية الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية وأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يتمتع بمصداقية عالية في الشارع المصري. كما أكد الوفد العسكري المصري أن العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة قوية ويعتريها بعض المشكلات إلا أنها مستمرة ومتواصلة. قالت مصادر مطلعة داخل الكونجرس الأمريكي أن الوفد العسكري المصري قد أجري مشاورات مع نائب الكونجرس جاري أكرمان (ولاية نيويورك) علي مدي ساعة كاملة أمس لبحث عدد من القضايا الثنائية أعقبها قيام الوفد المصري بإلغاء اجتماعات أخري كانت مقررة في الكونجرس منها لقاء بالسيناتور الديمقراطي كارل ليفن، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، ومجموعة من مساعدي أعضاء الكونجرس. كما كان مقررًا أن يجتمع الوفد في وقت لاحق من الأسبوع الحالي بالسيناتور الجمهوري المعروف جون ماكين أبرز الأعضاء الجمهوريين في اللجنة. وكانت أنباء متطابقة قد أشارت إلي إلغاء اجتماعات للوفد العسكري في الكونجرس ومغادرته واشنطن عائدًا إلي القاهرة بعد تصاعد التوتر بشأن قضية توجيه الاتهام ل 19 أمريكيًا في قضية التمويل الأجنبي ل 40 منظمة غير حكومية في مصر من بينهم سام لحود،36 نجل وزير النقل، وخمسة آخرين ممنوعين من السفر في القاهرة. وقالت وسائل إعلامية أمريكية إن الوفد قد تم استدعاؤه إلي القاهرة قبل الانتهاء من المشاورات بعد تهديدات من نواب الكونجرس والبيت الأبيض بإمكانية تجميد المساعدات علي خلفية احتجاز الأمريكيين في مصر. وكان الوفد المصري قد اجتمع بكل من دان شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية - العسكرية وجيفري فيلتمان مساعد الوزيرة لشئون الشرق الأدني. ونقلت صحيفة "بولتيكو" المعنية بشئون الحياة السياسية في واشنطن عن مساعدين في الكونجرس قولهم إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طلبت-بشكل هادئ- من نواب الكونجرس تصعيد الضغوط علي مصر، من واقع اعتقادها "أن عنصر الضغط الوحيد الدي تمتلكه واشنطن ضد الحكومة المصرية هو حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها الولاياتالمتحدة سنوياً" غير أن مصدرًا رفيع المستوي في وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات ل " بوابة الأهرام" نفي تدخل هيلاري كلينتون لدي نواب الكونجرس للضغط علي مصر. وقالت مصادر الكونجرس ل"بوابة الأهرام" إن مجموعة من النواب المحافظين في الكونجرس يعتزمون التقدم خلال ساعات باقتراح تشريعي يدعو إلي تخفيض، وربما حتي قطع، المساعدات المقدمة إلي مصر. كما صرح السناتور الجمهوري لينسي جراهام، بأن من المهم أن يفهم الأمريكيون الأهمية الاستراتيجية لمصر بالنسبة للولايات المتحدة وأنه يحاول أن يكون أكثر توازناً في رد فعله إلا أن حبس أمريكيين سوف يجعل من شبه المستحيل الحفاظ علي أي دعم في الكونجرس وسوف يثير رد فعل عنيف في أمريكا. ووصف السناتور جراهام، والدي كان مقررًا أن يجتمع بالوفد المصري، في تصريح لصحيفة "بولتيكو" الوضع الحالي بالقول "نحن في لحظة حرجة للغاية". وقال عضو مجلس الشيوخ إن هناك "اثنين من الخطوط الحمراء" في الوضع الحالي وهما مسألة حبس المواطنين الأمريكيين والأجانب، والثاني، ضرورة تحقيق "الشفافية" بشكل أكبر من قبل الحكومة المصرية وأن تتحرك نحو الإصلاحات الديمقراطية الموعودة. وفي تصريح آخر، قال رئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ دانيل اينوى ( من ولاية هاواي) إنه يرفض التلميحات بأن الجيش المصري عاجزعن فعل أي شيء بشأن ما سماه الأوامر المعطاة لقضاة التحقيق لتوجيه اتهامات ضد موظفي المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين، وقال إينوي "إنها تحت الحكم العسكري" في إشارة إلي الأوضاع في مصر حالياً. وسألت "بوابة الأهرام" فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في أعقاب المؤتمر الصحفي أمس الإثنين حول إمكانية اجتماع مسئولين من الخارجية الأمريكية مجدداً بالوفد العسكري المصري، فقالت إن الاجتماعات بالوفد قد انتهت علي مستوي الخارجية وأن أعضاء الوفد لديهم أجندة مشاورات في الكونجرس خلال الأسبوع الجاري. وكانت نولاند قد أشارت إلي أن الولاياتالمتحدة تنتظر حصولها علي لائحة الاتهام رسميًا ضد مواطنيها في القضية التي تم تحويلها لمحكمة الجنايات، فقد استهل المسئولون الأمريكيون مطلع الأسبوع بانتقادات عنيفة وتحذيرات من مغبة الاستمرار في احتجاز الأمريكيين الستة وتوجيه الاتهام إلي 19 أمريكيا في قضية تمويل المنظمات غير الحكومية، فوصفت سوزان رايس مندوب الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة الوضع بأنه "خطير جدا". كما أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن قلق واشنطن العميق إزاء اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات غير الحكومية في مصر، بما في ذلك التوصية بالإعداد لتوجيه اتهامات ضد مواطنين أمريكيين، وقالت نولاند إن بلادها قد شددت على مدى خطورة هذه الإجراءات، وأن كلينتون أوضحت مرة أخرى في ميونيخ "أن هذه الإجراءات يمكن أن يكون لها عواقب على العلاقات بين البلدين، بما في ذلك ما يتعلق ببرنامج المساعدات، وهو ما لا نريده.. إننا بحاجة إلى حل هذه المسألة الآن". وأضافت المتحدثة "أبلغنا الحكومة المصرية، بانشغالنا حيال هذه الحملة"، مشيرة إلي زيادة عدد الأمريكيين الذين لجأوا للإقامة بالسفارة الأمريكية في القاهرة. وأشارت إلى أن الحكومة المصرية لم تسلم السفارة الأمريكية رسميًا حتى الآن قائمة بأسماء وعدد الأمريكيين المتهمين في قضية تلقي تمويل بطريقة غير شرعية، وقالت "ما لدينا، من خلال عمل سفارتنا مع المنظمات ومع المواطنين الأمريكيين بشكل فردي، القائمة تضم نحو 17 أمريكيا نعتقد أنهم متهمون في القضية ونحو نصف هؤلاء الأمريكيين لايزالون في مصر، والبعض الآخر خارجها. المصدر الاهرام