قال كبير المستشارين السياسيين الصينيين جيا تشينغ لين "إن بلاده ستستمر في تقوية تعاونها الثابت مع الدول الأفريقية". وأوضح جيا أن حضوره قمة الاتحاد الأوروبي وزيارته الحالية لأثيوبيا هو من أجل أن يظهر لأفريقيا والمجتمع الدولي بأسره أن الصين تلتزم بحزم بتعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية، وتدعم الجهود الأفريقية لما وصفه ب "الوحدة وعملية التكامل"، كما تدعم قيام أفريقيا بدور أكبر في الشئون الدولية والإقليمية. جاء لك في مقابلة مع وسائل الإعلام والصحف الصينية نشرت اليوم السبت، قبيل مغادرته أمس متوجها إلى أثيوبيا في زيارة رسمية، وحضور مراسم افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة عشر في أديس أبابا. وأضاف "أنه خلال السنوات الأخيرة لعبت أفريقيا دورا متزايد الأهمية في الشئون الدولية والإقليمية"، موضحا أنه خلال التعاون مع أفريقيا، فإن الصين سوف تلتزم بمبادىء المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، والتأكد من أن المساعدت الصينية ستوجه إلى تحقيق نتائج حقيقية، مع الالتزام بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول المتلقية للمساعدات. وحول الاستثمار الصيني في أفريقيا، أكد أن التعاون الاستثماري هو جزء مهم من التعاون الاقتصادي الصيني الأفريقى، وأضاف "أن الحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية ذات القدرة التنافسية والسمعة الجيدة على الاستثمار فى أفريقيا، واتخذت العديد من الإجراءات لتوجيه مثل هذه الجهود، مثل تزويدهم بالقروض الميسرة، وإنشاء الصندوق الصينى -الأفريقى للتنمية، وإنشاء مناطق تعاون اقتصادية وتجارية في الدول الأفريقية". وأوضح المسئول الصيني أن استثمارات بلاده في أفريقيا شهدت نموا سريعا في السنوات الأخيرة، وارتفع حجم الاستثمارت الصينية في أفريقيا من 490 مليون دولار أمريكي بنهاية عام 2003 إلى 7ر14 مليار دولار عام 2011، تغطي مجالات (التعدين، التمويل، التصنيع، الإنشاءات، السياحة، الزراعة، الغابات، تربية الماشية، مصائد الأسماك، والعديد من المجالات الأخرى). وأشار جيا إلى أن عدد الشركات الصينية التي تقوم بالاستثمار في أفريقيا تجاوز 2000 شركة .. مضيفا "أن الجانب الصيني مستعد لأن يبحث مع الجانب الأفريقي مجالات وشروط وقنوات توسيع الاستثمار بهدف تحسين مستوى التعاون في المستقبل". وحول وضع ودور الاتحاد الأفريقي، قال جيا "إن المنظمة قدمت إسهاما مهما للسلام والاستقرار والتنمية الأفريقية منذ إنشائها قبل عشر سنوات، وأصبح بالفعل أكثر المنظمات على مستوى الحكومات تمثيلا في أفريقيا، وأكثرها أهمية"، مشيرا إلى أنه بفضل الجهود المنسقة لكلا الجانبين، حققت العلاقات بين الصين والاتحاد الأفريقي نموا شاملا وسريعا، مع التعمق المستمر للتبادلات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات". وقال كبير المستشارين السياسيين الصينيين جيا تشينغ لينو "إن الوضع الاقتصادى العالمى الراهن مازال صعبا ومعقدا، وأن تدعيم التكامل الاقتصادى الإقليمى سيفيد إفريقيا فى ممارسة قدرتها على مقاومة المخاطر الاقتصادية"، مشيرا إلى أن الصين لاحظت أن الاتحاد الأفريقى والدول الأفريقية بوجه عام تأمل فى رؤية الصين تشارك بنشاط فى عملية التكامل الأفريقية، خاصة وأن الصين تتخذ موقفا إيجابيا فى هذا الاتجاه، ومستعدة لتعزيز التبادلات والحوار مع الاتحاد الأفريقى، والمنظمات شبه الإقليمية لتعزيز التعاون فى تدعيم الارتباط في أفريقيا. وأضاف "أنه منذ إطلاق منتدى تعاون الصين - أفريقيا فى أكتوبر 2000، نفذت الحكومة الصينية جميع التزاماتها التعاونية التى تعهدت بها فى المؤتمرات الوزارية، وفى قمة بكين، حيث رحبت أفريقيا والمجتمع الدولى بهذه الإنجازات"، مشيرا إلى أنه تم تحقيق تقدم سلس فى إلغاء الديون، والإعفاء من الجمارك، وتوفير القروض الميسرة، وخطة القروض الخاصة المصممة لمساعدة المشروعات الأفريقية صغيرة ومتوسطة الحجم منذ المؤتمر الوزارى الرابع لمنتدى تعاون الصين - أفريقيا. وأوضح أن الصين ستواصل التعاون مع الدول الأفريقية فى تنفيذ أعمال المتابعة للمؤتمر الوزارى الرابع هذا العام، والذى سيشهد عقد المؤتمر الوزارى الخامس، وقال "إن الحكومة الصينية ستكثف المشاورات والتنسيق مع الدول الأفريقية من أجل الإعداد بشكل جيد لضمان النجاح التام للمؤتمر الوزارى القادم، والتمهيد لتحقيق تقدم أكبر فى النمط الجديد للشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا". وبالنسبة للعلاقات الصينية - الأثيوبية، قال جيا "إن البلدين يجمعهما تقليد طويل من الصداقة لبعضهما البعض، وأن الشراكة الشاملة والتعاونية بينهما حققت تقدما مطردا"، مضيفا "أن كلا الجانبين يدعم كل منهما الآخر فى القضايا المتعلقة بمصالحهما الحيوية، وأن الصين قامت بدور نشط فى جهود أثيوبيا بأن أصبحت أكبر شريك تجارى لها، ومصدرا رئيسيا للاستثمار الأجنبى". وأضاف "أن التعاون بين البلدين في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والثقافة، والتعليم، والتبادلات الشعبية يشهد توسعا، ويحقق نتائج مثمرة"، مشيرا إلى أن الصين مستعدة للعمل مع أثيوبيا لإثراء التعاون الثنائي، والارتقاء بالشراكة الشاملة والتعاونية بين البلدين إلى مستويات أعلى، خاصة وأن الحكومة الصينية تنوى مضاعفة دعمها لأثيوبيا، وتعمق التعاون الثنائي في مجالات السياسة، والاقتصاد، والزراعة، والتكنولوجيا، والثقافة، والتعليم، والصحة وغيرها من المجالات، إضافة لاستخدام قنوات أخري لزيادة التفاهم والصداقة بين الشعبين.