أكد الرئيس حسني مبارك أهمية منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا في تعزيز وتنمية الاستثمارات المشتركة بين الجانبين في شتى قطاعات الانتاج والخدمات... مشيرا الى انه يهدف الى طرح المزيد من فرص التعاون الاقتصادي والتجارى ، وفتح آفاق جديدة لاقامة مناطق اقتصادية صينية خاصة فى الدول الافريقية كما هو موجود بمصر فى شمال غرب خليج السويس. وأضاف الرئيس مبارك -فى الكلمة التى ألقاها الاحد فى افتتاح المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا بمركز المؤتمرات بشرم الشيخ- "أن تعميق التعاون بين الصين وأفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة" يتطلب تواصل الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بين الجانبين للدفاع عن مصالح شعوبهما فى المحافل والتجمعات الدولية، معربا عن ثقته في أن المشاركين في المؤتمر سوف يحرصون على التوصل الى مشروعات مشتركة واتفاقات محددة. وطالب مبارك فى هذا الصدد بضرورة التمسك بمفاهيم التكافؤ والتعاون الجاد والمنافع المتبادلة وتأكيد المبادىء التى قام عليها (منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا)، بجانب تعزيز التعاون على المستويين الثنائى والقارى لدعم الجهود الأفريقية لتحقيق السلام والأمن فى القارة السمراء باعتباره الركيزة الأولى لتحقيق التنمية الشاملة لشعوبها. وشدد على ضرورة تضافر جهود الصين وأفريقيا لترسيخ مفاهيم الديمقراطية فى العلاقات الدولية، ونبذ ازدواج المعايير على الصعيدين السياسى والاقتصادى، بالإضافة إلى التصدى لتهميش أفريقيا والعالم النامى فى آليات صنع القرار الدولى، والمطالبة بمشاركة أكبر فى المؤسسات والتجمعات الاقتصادية والمالية الدولية خاصة مجموعة الثمانى ومجموعة العشرين بما يتيح الإسهام الفاعل فى صياغة نظام اقتصادى وتجارى جديد يصحح التناقضات القائمة، ويراعى مصالح شعوب الجنوب التى تشكل مايزيد عن ثلثى سكان العالم. ودعا مبارك الدول المتقدمة - بحكم مسئوليتها عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية - بضرورة النهوض بالتزاماتها لمعالجة تداعيات هذه الأزمة على اقتصادات الدول الأفريقية، ودعم قدراتها على تحقيق برامج التنمية ومكافحة الفقر، وبرامجها لتحقيق الأمن الغذائى على وجه الخصوص. وطالب بضرورة التمسك بحق افريقيا فى الحصول على الدعم المادى والفني لمواجهة تغير المناخ ، بالنظر الى ان شعوبها هى الاكثر تضررا من تداعيات هذه القضية رغم انها الاقل اسهاما فى التسبب فى اضرارها. وأشار مبارك الى ضرورة التزام الدول الصناعية بخفض انبعاثاتها ودعم خطوات افريقيا للتعامل مع تداعيات تغير المناخ وعلاج التصحر والجفاف والفيضانات التى تهدد مناطق كثيرة فى مختلف انحاء القارة الافريقية. ونوه الرئيس حسنى مبارك بالمنتدى الأول للتعاون بين المرأة الصينية والأفريقية الذى استضافته القاهرة فى شهر أكتوبر/تشرين الاول وبالدور المتميز الذى قام به كل من (اتحاد نساء عموم الصين) و(المجلس القومى للمرأة) فى مصر بالتعاون مع المنظمات النسائية الأفريقية، مؤكدا أن هذا المنتدى يعد استكمالا لمنظومة التعاون والتواصل بين الصين وأفريقيا وإدراكا للدور الحيوى الذى تضطلع به المرأة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال مبارك "إن مناقشات هذا المنتدى ونتائجه عكست وعى الجانبين بمكانة المرأة فى حياة شعب الصين وشعوب أفريقيا، وأكدت التمسك بتعزيز إسهامها فى الحياة السياسية والحزبية والبرلمانية والاقتصادية، وضرورة التوسع فى توليها للمناصب القيادية سواء فى الأجهزة الحكومية، أو مؤسسات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدنى". وأضاف "لقد أكد هذا المنتدى أيضا على ضرورة تدعيم دور المرأة فى ترسيخ قيم وثقافة السلام فى مجتمعاتنا، وإسهامها فى تطوير منظومة الاقتصاد الوطنى، والارتقاء بقدرات المرأة الأفريقية والصينية". وأشار مبارك إلى أن الصين أثبتت - بتجربتها الناجحة خلال الثلاثين عاما الماضية - أن التقدم الاقتصادى ليس حكرا لدول أو جنس أو لون، بل هو متاح لكافة البشر، ولكل من يبذل الجهد والعرق ويعمل بروح الفريق الواحد، معربا عن اعتزازه بما حققته الشراكة بين الصين وأفريقيا. من جانبه ، قال رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو ان الصين ستقدم عشرة مليارات دولار في صورة قروض ميسرة لافريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة ، لنساعد افريقيا في تعزيز القدرة التمويلية. حضر فعاليات المؤتمر رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الذي تتولى بلاده الرئاسة المشتركة للمنتدى وقادة الدول الأفريقية ال 49 الأعضاء في المنتدى أو من يمثلهم. وقد شهد المؤتمر الوزارى الرابع لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا "فوكاك" أكبر وأرفع مشاركة على المستوى الرئاسى مقارنة بالمؤتمرات الوزارية السابقة لمنتدى منذ إنطلاقه فى عام ألفين . وكان الرئيس مبارك إستقبل رئيس الوزراء الصيني لدى وصوله الى مقر إنعقاد المؤتمر بمركز المؤتمرات، حيث إستقبلا سويا رؤساء الوفود من رؤساء الدول أو نواب الرئيس أو رؤساء الوزراء.